تحقيق/ ولاء رشيد

رغم جميع الظروف والأزمات التي ألـمـَّت به، إلا أن الشعب الفلسطيني لم يستسلم يوماً وإنما واصل النضال بشتى وسائله. ولأن فلسطينيي سوريا باقون على الثوابت والمبادئ، فهم رغم نزوحهم القسري الثاني إلى لبنان، ورغم ظروفهم المعيشية والنفسية المتردية، لم يُذعِنوا للمحاولات الرامية لدفعهم لاستجداء حقوقم، وإنما سعوا بأنفسهم لاستحصال هذه الحقوق ولإيصال صوتهم في ظل التقصير الممارس بحقه من قِبَل بعض وإن لم يكن معظم الجهات المسؤولة عنهم.

تشكيل لجنة لمتابعة المهجَّرين

كانت البداية مع تشكيلهم للجان تعمل على رفع مطالبهم المحِّقة إلى كافة المعنيين، فتشكَّلت لجنة متابعة المهجَّرين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان. وحول تشكيل هذه اللجنة يقول أمين سرها في لبنان قاسم عباسي: "لقد كنا جميعاً ناشطين في جميع المجالات في سوريا، وبمجرد أن وجدنا بعضنا هنا قرَّرنا تشكيل اللجنة لنعمل على خدمة شعبنا في لبنان. وفي البداية كانت هناك لجنة مركزية واحدة في صيدا، ولكن كان صعباً علينا أن نغطي كافة المناطق، ولتحسيين آلية العمل، شكَّلنا لجنات في بيروت، وصور، والبقاع، وطرابلس، والبداوي، ونهر البارد، والمية ومية، وعين الحلوة. وبهذا يكون هناك لجنة مركزية في صيدا وثماني لجان فرعية موزَّعة لكون صيدا تحتضن أكبر عدد من النازحين". وحول مهمات لجنة المهجَّرين يضيف عباسي: "من البداية عرفنا ظروف الناس هنا، وعرفنا أيضاً أننا إن لم نتحرك بأنفسنا فلن يُسمع صوتنا. ورغم مساعدة أهلنا فلسطينيي لبنان لنا، إلا أننا لكوننا أصحاب المعاناة رأينا أن الأفضل هو أن نرفع مطالبنا بأنفسنا، وذلك بالتنسيق مع اللجان الشعبية وبالتنسيق مع الإخوة في قيادة الساحة في "فتح". وهكذا حملنا أينما ذهبنا ثلاث ملفات على مستوى الفعاليات والاعتبارات والمؤسسسات، وهي تحييد المخيمات في سوريا عن كافة النزاعات ومدهم بالمساعدات اللازمة، ومساعدة المهجَّرين من سوريا إلى لبنان، ومساعدة إخوتنا الفلسطينيين المقيمين في لبنان. وبالنسبة لاحتياجاتنا نحن فهي تتلخَّص بالايواء وهذا يمكن حله إما بتوفير أماكن أو بإعطاء بدل إيجار دوري كل شهر وبقيمة تمكننا فعلاً من استئجار بيت في لبنان؛ ومشكلة التعليم، حيثُ أن معظم الطلاب خارج مقعد الدراسة وهذه محاولة لتجهيل جيل الشباب وهذا الموضوع تسبَّب بأزماتٍ نفسية للأطفال؛ وهنا تأتي الحاجة الثالثة المتمثلَّة بالضرورة الملِّحة لتدعيم الأطفال نفسياً؛ إضافةً إلى المطلب الصحي وهو بدوره مُلَّح وحرج، حيثُ أن الأونروا حالياً لا تغطي لنا إلا 50% من بدل الاستشفاء، وعندما نذهب لعياداتها فإننا لا نجد أدوية. وبالنسبة لمشافي الهلال فهي تمر أصلاً بحالة عجز بسبب الحصار المالي على "م.ت.ف"، وقد كان هناك قرار بأن تكون حالات الطوارئ والاسعاف مجانية. ولكن هناك بعض الأشياء التي يضطر الهلال لشرائها ولا يقدر أن يدفع ثمنها من جيبه. لذا بدأنا باللجوء إلى جمعيات واعتمدنا على جمعية "الماب" والنرويجية واتحاد المرأة وغيره، ومن هنا بدأت أيضاً تحركاتنا على الأرض. فقمنا باعتصامات، كما شاركنا في اعتصامات نظَّمتها جهات أخرى".

وحول التنسيق مع الجهات السياسية والأونروا يقول عباسي: "رفعنا مذكرة بمعاناتنا للرئيس أبو مازن عن طريق الأخ زكريا الآغا لكونه مطَّلعاً على أوضاعنا وأوضاع فلسطينيي سوريا. أمَّا بالنسبة للأونروا فهي لا تقدِّم لنا إلا القليل في ظل ارتفاع تكلفة المعيشة وحرمان الفلسطيني من كل شيء. وهي حالياً تقوم بدفع بدل إيجار تبلغ قيمته 260 ألف ل.ل للعائلة من 5 أشخاص وما فوق، و160 ألف ألف ل.ل للعائلة المؤلَّفة من 4 أفراد وما دون، إضافةً إلى بدل غذاء تبلغ قيمته حوالي 30 ألفل ل.ل، ولكن هذا لا يعتبر شيئاً، خاصةً في خضم غياب التوزيع العادل للمساعدات من قِبَل  المؤسسات بحيثُ تُعطى فئة وتحرم فئة أخرى، ومن هنا تبرز الحاجة لتوحييد قاعدة البيانات والمعلومات لدى المؤسسات".

كما يلفت عباسي إلى أن اللجنة تلتقي أحزاباً لبنانية وشخصيات اعتبارية، إضافةً إلى مديرة الأونروا والقيادات الفلسطينية وسفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، مشيراً إلى أن المساعدة وإن لم تكن مادية فهي على الأقل يجب أن تكون معنوية وبالكلمة الطيبة، ومضيفاً: "وبالنسبة للنشاطات التي ننظِّمها فنحن أحياناً ندفع ثمن بعض الأشياء من جيوبنا، وأحياناً بدعم من السفارة بمبالغ بسيطة جداً، إلى جانب جهات أخرى وفاعلي خير. أمَّا قيادة الساحة، فتساعدنا بدورها ولكن المساعدات هذه جميعها لا تكفي لأننا كلجنة نحتاج أجرة نقل وتكلفة اتصال".

وحول النشاطات الخاصة بفئة الشباب يقول عباسي: "لقد شكَّلت فئة الشباب تجمعاً أسمته "همي"، وهم يقومون بنشاطات بدورهم لأنهم استشعروا أن عليهم مسؤوليةً في إيصال أصواتهم. وأنا ألفت هنا إلى أن دعم الشباب أمر ضروري لأنهم مستقبلنا، ونرى النصر بأعينهم. ومن أجل تصريف طاقاتهم ومشاعرهم المكبوتة شكَّلنا لهم فريقاً رياضياً ونحاول أن نُعدَّ لبرامج دعم نفسي لنرسم البسمة على وجوههم ووجوه الأطفال رغم دموعنا وآلامنا، علماً أن العديد من هؤلاء الشباب مثقفون وكشفيون". ويختم عباسي برسالةً يتمنى أن تصل لجميع قارئيها فيقول: "نحن نرفع صوتنا ونقول أن هناك مؤامرة تُحاك لإخراج الفلسطينيين من دول الطوق المحيطة بإسرائيل. لذا فمن لا يعزِّز صمودنا، فهو إذاً يُثبِّت أمن إسرائيل ويكون شريكاً في المؤامرة.كما أننا نؤكِّد أن ذرة غبار في فلسطين هي بالنسبة لنا أغلى من قصر في أي بلد آخر".

ناشطون في سوريا وينشطون في لبنان

تضم لجنة المهجَّرين الفلسطينيين من سوريا العديد من الناشطين، وميادة الحاج هي عضو من أعضاء هذه اللجنة. ولكنها قبل أن تخرط في عمل اللجنة في لبنان، فهي كانت ناشطةً في سوريا كذلك. حيثُ أنها تعمل منذ سبع سنوات متطوعة في لجنة في لجنة المرأة في الأونروا، ضمن كادر يهدف للتنمية الاجتماعية وتمكين المرأة وتوعيتها عن حقوقها وواجباتها، وتمكينها من الاعتماد على ذاتها، إلى جانب إقامة تدريبات مهنية، وتوعوية وصحية وقائية وغيرها. كما أنها عملت على دعم الطلاب الأيتام المتفوقين في الدراسة طوال ثماني سنوات، عبر وصل الطالب بالداعم والكافل.

 أمَّا عن بداية عملها في لجنة متابعة المهجَّرين فتقول: "لأنني فلسطينية حملت همي وهم مساعدة الناس معي. ولكننا تفاجأنا بصعوبة الأوضاع هنا، حيثُ أننا وضمن عمل اللجنة لم نتمكن إلا بعد جهد جهيد من إيواء بعض النازحين في مكتب البيت الأبيض، علماً أنه خلال الأزمة في سوريا وخلال النزوح الداخلي فُتحت جميع مدارس الأونروا والجوامع في اليرموك للإيواء، واحتضنا المهجَّرين من العديد من المخيمات، وتمكَّنا خلال 3 ساعات من بداية التهجير من توفير المأكل والمشرب لهم، وكنا نقيم دعماً نفسياً وترفيهياً للأطفال"، وتضيف حول آلية عمل اللجنة: "نعمل على إرشاد النازحين الجدد إلىا الأماكن التي يجب أن يتوجَّهوا إليها لتسجيل أسمائهم. وأحياناً يتم الاتصال بنا في أوقات متأخرة جداً من الليل لنقوم بحل أزمة إيواء عائلة جديدة أو توفير الأساسيات من طعام وأغطية له. كما نقوم بزيارة جميع المؤسسات الفلسطينية لنرفع احتياجاتنا بأنفسننا. ولكن احتياجاتنا لا تتلخَّص بالماديات، حيثُ أن موضوع الدعم النفسي مهم للأطفال وللنساء. لأن المرأة في كافة المصاعب تتحمَّل الجزء الأكًبر من الهم وهي حالياً واقعة تحت العديد من الضغوط بسبب بطالة زوجها، وسعيها للمطالبة بحقوق أبنائها. وهنا ألفت إلى أن المرأة المهجَّرة ضحَّت بجزء من كرامتها لتؤمن الغذاء لأطفالها".

وتختم الحاج بالقول: "لقد ذقنا الأمرَّين في لبنان وعانينا من التمييز من قِبَل المؤسسات حيثُ أننا لم نعامل كالسوريين، ولكنني أوجِّه التحية لفلسطينيي لبنان الذين احتضنونا رغم ظروفهم الصعبة، فأعطونا أغطية أبنائهم وتقاسموا معنا لقمة العيش. وأتمنى من كل قلبي أن ننتهي من كل شيء اسمه مخيمات وأن نتمكن من العودة لفلسطين. ولكن من أجل تحقيق ذلك فيجب أن نتمسَّك بقيمنا ونحاول أن نبقي أولادنا على الخط الذي رسمناه، ولأننا فلسطينيون فلن نكون يوماً كغيرنا لأننا نحن نحمل كل صباح هماً نستيقظ به. ولكن  مخيم اليرموك كان كتلة لجوؤ تختلف كلياً عن كافة كتل اللجوء في كل العالم، لذا فقد مستهدفاً وأحمِّل كافة الأطراف مسؤولية ما حدث. فنحن في اليرموك كنا ذخيرة الثورة الفلسطينية وخزان الثورة والخزان السياسي لأن الشريحة المثقفة فيه يُعتمد عليها. ولكننا الآن رغم سعينا للحياة الكريمة، فنحن لن نتنازل يوماً عن حقنا في العودة".

أمَّا وفاء محمد إبراهيم فهي عضو في اللجنة الفرعية في طرابلس. تُوُّفي زوجها منذ 5 سنوات ولديها 4 أولاد. أصيب ابناها الشابان خلال الأحداث في سوريا، ورغم نجاتهما من الموت ولكنهما أُصيبا إصابة بالغة، تركتهما بحاجة لعلاج مطوَّل، فيما اعتقلت أختهما الجامعية خلال محاولتها الاطمئنان على أحد أخويها منذ حوالي 5 أشهر.

وحول مشاركتها في لجنة المهجرين تقول: "كان لنا نشطاتٌ وفعاليات عديدة في سوريا سواء أكان في لجان التطوُّع أم في المؤسسات المعنية بحقوق الأطفال والمرأة. لذا فليس غريباً أن نساهم ونحاول تأدية دور في ظل تهجيرنا الثاني. وعندما تشكلَّت لجنة متابعة المهجَّرين في عين الحلوة، جمعنا بعضنا وشكلنا لجنة لنقوم بعمل إغاثي، قائم على الإرشاد، كي لا تبقىالأسر في الشارع. وتعامُلُنا مع الجمعيات والمؤسسات والجهات السياسية هو مكسب لنا لأن اعترافها بنا هو اكساب الصفة الشرعية للجنتنا".

وعن أبرز المعاناة التي يواجهونها تقول: "الجمعيات التي نلجأ إليها تقول لنا أن نتوجَّه للأونروا ولكن الأونروا مقصِّرة تجاهنا. كذلك ففي البداوي العديد من الجمعيات التي تُعنى بالسوريين ولكن الفلسطينيين لا أحد ينظر لهم. والفلسطيني دائماً يدفع الثمن، رغم أنه عندما يُطلب لتأدية واجباته فهو يقوم بها على أكمل وجه، ويدافع عن وطنه وعن البلد التي يقيم فيها، ولكنه لا يأخذ حقوقه. وأنا أتمسَّك بالمطالبة بحقوق أهلي من النازحين لأن القضية قضية الجميع وهي قضية أولادي جميعاً خاصةً أن ابناي هنا في لبنان لا يستطيعان الحصول على العلاج اللازم لهما، حيثُ أن أحدهما يحتاج علاجاً فيزيائياً والآخر يحتاج إلى متابعة دكتور جراح لمدة سنة".

ولفئة الشباب دور أيضاً

لـمَّا كانت فئة الشباب حريصةً أيضاً على إيصال صوتها ورأيها، فقد عمد الشبان النازحون ذكوراً وإناثاً إلى إنشاء تجمُّع بدورهم أطلقوا عليه اسم هنا مخيم اليرموك واختصروه إلى "همي". وفي أولى تحركات تجمع همي في لبنان تمكَّن الشباب من إقامة نشاط في مركز الشهيد معروف سعد الثقافي في صيدا، حيثُ تخلله إقامة معرض صور فوتوغرافية، وفيلماً قصيراً، ولوحات فنية لكل من فرقة الوعد التي جمع مؤسسها بعضاً من أفرادها الذين كانوا مشتتين في أنحاء لبنان بعد نزوحهم، ولفرقة الكوفية، إضافةً لوصلة غنائية قدَّمها الفنان الملتزم أبو فقير، وذلك بحضور عدد من الشخصيات الفلسطينية وكم كبير من الفلسطينيين المهجَّرين من سوريا الذين قدِموا من كافة المناطق اللبنانية.

وحول تشكيل تجمُّع "همي" يقول أحد أعضاء التجمع إبراهيم أبو خرج: "كانت بداية تجمعنا الشبابي حين كنا كمجموعة من الشباب ندير الموقع الإلكتروني "اليرموك أون لاين" في سوريا. وعندما نزحنا عدنا والتقينا ببعضنا ثمَّ فكرنا بالقيام بفعالية معينة تعرِّف بنا وبوضعنا وما حدث معنا في المخيم لكي يصل صوتنا إلى الجميع، ولننقل ما تشعر به فئة الشباب وتعاونا مع لجنة متابع المهجَّرين من سوريا الذين قاموا بالإشراف على عملنا. وكانت أولى فعالياتنا هي الحدث الذي أقمناه في مركز معرف سعد. وقد كانت فكرتنا في البداية هي انتاج فيلم يتناول تهجير الفلسطينيين. ثمَّ جمعنا صوراً من مخيم اليرموك. وهذا النشاط الذي قمنا به هو نشاط مركزي ونسعى لنقله إلى اكثر من منطقة في لبنان ونسعى لإقامة ورش عمل لدعم الأطفال نفسياً.

أمَّا عن كيفية سير العمل في تجمع همي فيقول مسؤول الملف المالي في التجمع محمود إبراهيم: "في البداية حدَّدنا فكرة نشاطنا، وقمنا بدراسة مالية لمعرفة تكلفة لنشاطاتنا، ثمَّ ذهبنا وطرحنا مشروعنا أمام بعض الجهات. وهناك العديد  من الناس الذين ساعدونا ومنهم من قدَّم دعماً معنوياً ونفسياً ومنهم من ساعدنا ببعض الأشياء، ولا بدَّ أن نشكرهم جميعاً وخاصةً أمين سر الإقليم رفعت شناعة ومسؤولة اتحاد المرأة في لبنان آمنة سليمان لمساهمتهما في إيصال رسالتنا من خلال دعمهم لنا ببعض الأمور. ولكننا تفاجأنا بأن بعض الذين رفضوا دعمنا في البداية، عادوا ليقولوا لنا بأنهم يدعموننا بعد رؤيتهم لما تمكَّنا من إنجازه".

وحول ما إذا كان التجمع يعنى فقط بأعالي اليرموك يقول إبراهيم: "في الواقع فصحيح أن اسم التجمع هو "هنا مخيم اليرموك" ولكننا أيضاً معنيون بباقي المخيمات إلا أن هذا الاسم قديم ونحن معروفون به ولم نرد أن نغيره"، ويضيف: "خلال التحضيرات، قام إبراهيم أبو خرج بتسجيل الصوت، وقمنا بسحب أكثر من مئة فيلم لإنتاج الفيلم القصير. وبالنسبة لمعرض الصور فقد تعاونا مع موقع "اليرموك نيوز" وأخذنا منهم العديد من الصور إلى جانب صور كنا قد التقطناها سابقاً، ثمَّ عرضنا هذه الصور في المعرض وهي تُظهِر مخيم اليرموك قبل الأحداث وخلالها أثناء استقباله للنازحين من المناطق السورية الأخرى إضافةً إلى صور لما آلت إليه أموره"، خاتماً بالقول: "كشعب فلسطيني فقد تعوَّدنا على أن تكون كرامتنا غالية، ولكن يكيفنا ما رأيناه حتى الآن من مهانة وذل ومعاناة".

أمَّا الشاب أويس موعد فهو أيضاً من أعضاء تجمع همي، وهو كان سابقاً في مخيم اليرموك منخرطاً في الأعمال الإغاثية والتطوعية في الأماكن المدمَّرة لجهة تنظيفها إلى جانب الدعم النفسي للأطفال. وحول الرسالة التي يوجهها للشباب الفلسطيني يقول: "أريد أن أنبِّه كل فلسطيني إلى أننا نحن أرض الحياد وأن بوصلتنا هي فقط فلسطين".