ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أن تغييرًا خطيرًا قد يطرأ على المشهد السوري على الحدود خلال الساعات المقبلة، مشيرة إلى أن "الأمر قد يدفع بإسرائيل لاتخاذ قرار فوري، بالتدخل المباشر في الشأن السوري".

وقال المحلل العسكري، عاموس هارئيل، في مقالة له "إن التصريحات الأخيرة التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين، من المؤسسة العسكرية والأمنية، التي أفادت أن الوضع الاستراتيجي على الحدود الشمالية جيد ومستقر، هي تصريحات مبسطة وسطحية ومبالغ فيها إلى حد ما، فإذا كان الوضع جيداً نسبياً حتى صباح اليوم، فليس من المؤكد أبداً أن يستمر كذلك غداً أو الأسبوع القادم".

ونقلت الصحيفة عن شيخ الطائفة الدرزية، موفق طريف، حديثه للإذاعة الإسرائيلية: عن "ضرورة التدخل العسكري لحماية الطائفة الدرزية في سوريا"، مضيفاً أن السياسة الإسرائيلية حالياً تفسح المجال أمام "جبهة النصرة" للتقدم والسيطرة، كما فتحت المجال سابقاً أمام حزب الله اللبناني.

على عكس ذلك، أنكر ضابط في جيش الاحتلال، صحة الأنباء الواردة عن حدوث "مذبحة" في قرية الخضر الدرزية بسوريا، ففي حديث له مع صحفيين إسرائيليين، قال: إن هذه الأخبار ما هي إلا "إشاعات ليس لها أساس من الصحة، وأنه ليس هناك عشرات الجرحى ينتظرون العلاج بجانب الجدار الحدودي، وأن إسرائيل ليست معنية بالتدخل بالأحداث هناك".

وقد تبعت هذه التصريحات أخرى تناقضها، وهو ما ورد عن رئيس الأركان، غادي آيزنكوت، بأنه "أصدر أوامر لفعل كل ما يمكن فعله لتجنب حدوث مذابح بالنازحين الدروز بجانب الحدود مع الجولان المحتل"، إلى جانب وضع خطط للتدخل في حالات النزوح الجماعي.

وهنا يرى هارئيل أن التناقض في التصريحات يدل على عمق الأزمة التي وضعت حكومة الاحتلال فيها، وقال "هي تحاول إيجاد نقطة توازن بين أقطاب متناقضة، فهي من ناحية ملزمة علنياً وأخلاقياً أمام ما سمّته "حلف الدم" مع الأقلية الدرزية التي تخدم بجيشها"، لكن من ناحية أخرى سيشكل التدخل لصالح الدروز في سوريا، انحرافاً خطيراً من الخط، الحذر الذي اتبعه نتنياهو منذ بداية الأحداث في سوريا قبل 4 سنوات، وهو أن تمتنع دولة الاحتلال قدر الإمكان عن الغرق في مستنقع الرمال المتحركة في سوريا".

وذكر هارئيل أن "الأقلية الدرزية في إسرائيل بدأت تشك بالهدف من مصطلح "حلف الدم"، وبدأت تدرك أن القصد منه هو "إهدار الدم الدرزي بالدفاع عن اليهود، ولكن ليس العكس".