أنهى الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي يوم أمس مؤتمره السنوي في العاصمة الأرمينية  "يريفان "، بمشاركة ما يزيد عن مئة وتسعين  منظمة شبابية  من مختلف دول العالم .

و كان الحضور الفلسطيني بارزا ممثلا بحركة الشبيبة الفتحاوية ، والاتحاد العام لطلبة فلسطين،  وشبيبة المبادرة، إذ تقدمت المنظمات الفلسطينية بمقترح بيان مشترك لإدانة حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل، وفرض عقوبات عليها، وفرض مقاطعة شاملة على بضائع المستوطنات الإسرائيلية وخدماتها، وتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى محكمة الجنايات الدولية، وازالة جدار الفصل العنصري، وإطلاق سراح الأسير القائد مروان البرغوثي،  وجميع الأسرى الفلسطينيين،  وعلى رأسهم النساء والأطفال والمرضى والنواب المنتخبين، كما اشتمل البيان على فرض مقاطعة تجارة السلاح مع الاحتلال الإسرائيلي بيعا وشراء، والدعوة لعالم خالٍ من التسلح، واستثمار موارد المجتمعات من أجل حرية الشعوب ونهضتها بدل من صناعة آلات الموت والقتل والإرهاب.

واستعرض البيان ما أنتجته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة من جرائم بحق المواطنين، مؤكدا بأنها جرائم حرب، مستعرضا بالأرقام الموثقة عدد المدنيين الذي قضوا نتيجة الحرب، وعدد البيوت وسيارات الإسعاف والمدارس ودور العبادة التي تم استهدافها، مطالبا باعادة إعمار قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، وتوفير الحماية للمدنيين مستقبلا، كما أكد البيان على اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدا ان الائتلاف الحكومي الحالي في اسرائيل، يشكل تهديدا حقيقيا للأمن والسلام العالمي.

و القى نائب رئيس الإتحاد العالمي للشباب الاشتراكي رائد الدبعي كلمة باسم الوفد الفلسطيني، مطالبا المنظمات الشريكة بالتصويت لصالح القرار الفلسطيني، مؤكدا بأن شعبنا سيحيي بعد أيام  الذكرى السنوية السابعة والستين لنكبة شعبنا، في ظل أقصى الحكومات اليمينية في تاريخ اسرائيل، ودعوات صريحة لتهجير شعبنا واقتلاعه من أرضه الفلسطينية، داعياً الشباب التقدمي في كل دول العالم، أن يتخذوا  خطوات تتعدى حدود التنديد والاستهجان، إلى آفاق  تبني سياسات عملية تقوم على مقاطعة المحتل،  ومحاكمته على سياساته المتعارضة مع القانون الدولي وحقوق الإنسان، ومختلف القيم الإنسانية، مشيرا بان ما يتعرض له الفلسطينيون من غرق في عرض البحر المتوسط، إنما هو نتاج لتأخر تنفيذ حق العودة الذي يطرق بابه السابع والستين بعد أيام .
كما القى خالد التميمي من الاتحاد العام لطلبة فلسطين، كلمة استعرض فيها ما  خلفته الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة من مأساة انسانية، مطالبا برفع فوري للحصار على القطاع، وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم التي تأخرت سبع وستين عاما .
وتم  في نهاية  المؤتمر التصويت لصالح المقترح الفلسطيني، على الرغم من محاولات ممثلي المنظمات الإسرائيلية تعطيل عملية التصويت،  واقتراح تعديل على القرار الفلسطيني، وهو الأمر الذي رفضته شبيبة فتح وممثلي المنظمات الشبابية الفلسطينية، حيث تم إسقاط الطلب الإسرائيلي بالتعديل من خلال رفض التعديلات الاسرائيلية من قبل المؤتمر. 

وقد عقدت المنظمة الاجتماع الدوري لقيادتها قبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر، حيث  قدم رائد الدبعي منسق لجنة الشرق الاوسط في المنظمة، تقريرا حول الاوضاع في المنطقة، داعيا الى حماية الفلسطينيين في مخيم اليرموك، وتبني سياسات وبرامج حقيقية لردع قوى التطرف من الانتشار والتمدد، والعمل المشترك لنشر ثقافة الاعتدال والمحبة والتسامح، مقابل ثقافة الاحتلال والتطرف، من خلال منح الشباب فرص حقيقية للأمل، داعيا إلى تبني سياسات اوروبية مختلفة للتعامل مع موضوع اللاجئين، حتى لا يكونوا ضحايا للبحر الذي يبتلعهم بقسوة،  مستعرضا الاوضاع الانسانية في مختلف دول المنطقة.

كما عقد الدبعي في ذات الإطار اجتماعا للجنة الشرق الأوسط في المنظمة، استمع فيها الى تطوات الأوضاع في المنطقة من وجهة نظر شبيبة الاحزاب الاشتراكية، تم خلالها التأكيد على أهمية التنسيق والتعاون الحقيقي على جانبي المتوسط بين الدول العربية ودول الجوار الاوروبي من أجل مواجهة الحديات الكبيرة التي  تواجه المنطقة والعالم .

هذا والتقت شبيبة فتح على هامش المؤتمر برئيسة اتحاد الشباب الاشتراكي في اوروبا،  وناقشت  ما يتعرض له الفلسطينيون وغيرهم من المواطنين العرب من موت في البحر المتوسط، داعية على  تنظيم حملات لحماية هؤلاء المدنيين، والتقت بقيادة شبيبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في أرمينيا، وشكرتهم على تنظيم المؤتمرو اهتمامهم بقضية فلسطين،  كما التقت بشبيبة الأحزاب الاشتراكية العربية من تونس والمغرب ولبنان، والتقت بمختلف شبيبة الأحزاب المشاركة مستعرضة الوضع الفلسطيني في ظل غياب أفق سياسي واضح .

كما شاركت الشبيبة في  النشاط  الشبابي الداعي إلى توفير حماية للاجئين القادمين من المتوسط لأوروبا، ونظمت حملة للتضامن مع القائد الأسير مروان البرغوثي أبرق خلالها مئات المشاركين في المؤتمر من مختلف دول  العالم بما فيهم رئيس المنظمة وأمينها العام تحية فخر واعتزاز وتضامن مع النائب الأسير البرغوثي، وأرسلوا صورا لهم مع البرغوثي تعبيرا عن تضامنهم  معه .
وتقدم الوفد الفلسطيني في نهاية المؤتمر بجزيل الشكر لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور نبيل شعث، وسفير  دولة  فلسطين في لندن الدكتور مانويل حساسيان على جهودكم الكبيرة في تسهيل دخول الوفد الفلسطيني الى ارمينيا ، وتسهيل مهمته .
هذا واكد رئيس شبيبة فتح حسن فرج بان هذا الانجاز الكبير، وتخطي المنظمات الشبابية التقدمية في مختلف دول العالم مرحلة التضامن اللفظي إلى مرحلة العمل لهو مؤشر هام على عدالة قضيتنا وحتمية انتصارنا .