20ألف مدنيّ في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينييين، جنوب العاصمة السورية دمشق، بينهم أكثر من 3500 طفل، يعيشون لليوم الرابع على التوالي، تحت القصف العنيف والمتواصل. الاشتباكات ازدادت وتيرتُها في المخيّم، و طالت أجزاء واسعة من المخيم، الذي بات يُسيطر عليه  تنظيم الدولة "داعش" بنسبة 90% ، بدعم من "جبهة النصرة"، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكان تنظيم "داعش" اقتحم المخيم منذ 3 أيام، من جهة حي الحجر الأسود وبلدة يلدا، وهي مناطق تخضع تحت سيطرته، وبدأ يستعيد سيطرته على المخيم بشكل تدريجي، فيما تُدافع القوات الحكومية السورية وجماعات فلسطينية من أبناء اليرموك، على ما تبقّى من المخيّم، والذي يشكّل خط الدفاع الأخير عن العاصمة السورية، ومقرّ سلطة الرئيس السوري بشار الأسد.

وتحدثت مصادر عن استشهاد 12 شخصاً من سكان اليرموك حتى اللحظة، منذ بدء الاشتباكات فيه الأربعاء الماضي، فيما ذكرت تقارير إخباريّة عربية عن قتل "داعش" لـ 70 مدنيّاً و عنصراً من جماعة "أكناف المقدس".

ويعاني عشرات الجرحى الذين أصيبوا جراء الاشتباكات، من تدنّي الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة لهم، في المخيم المحاصر، كما أجبرت خطورة الأوضاع الأمنية سكان اليرموك، على البقاء في منازلهم، و عدم القدرة على الوصول إلى نقاط توزيع المياه، فيما نزح من استطاع من السكان إلى بعض المناطق المجاورة للمخيم، وهي كيلدا وببيلا، حسب المرصد الأورومتوسّطي لحقوق الإنسان.

فلسطينيّاً، أعلنت الرئاسة الفلسطينية، في بيان صحفيّ، عن سلسلة من الاتصالات المكثفة تُجريها مع عدة أطراف عربية ودولية وإنسانية، لإنقاذ اليرموك من ما يتعرض له.

وأكدت الرئاسة في بيانها، ضرورة عدم زج الفلسطينيين بالأحداث الجارية هناك، مشددة على الموقف الوطني الثابت بعدم التدخل بالشؤون الداخلية العربية.

وكانت الرئاسة أصدرت مساء الخميس الماضي بيانا مشابهاً.

إلى ذلك تتالت الإدانات الدولية لما يجري في مخيم اللاجئين الفلسطينيين، حيث دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اللجنة الدولية للصليب الأحمر و "أونروا"، إلى العمل على فتح ممرات إنسانية آمنة لسكان مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية، دمشق، والتنسيق مع القوات السورية التي تحاصر المخيم لإجلاء عشرات الجرحى من داخله.

كما وجّه المرصد رسالة إلى المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان، للضغط على النظام السوري؛ لحماية سكان المخيم ورفع الحصار المستمر منذ عامين، بصفته المسؤول الأول عن أوضاعهم.

وبحسب المرصد فإن تنظيم الدولة، اعتقل عشرات الشبان من المخيم، منهم 80 على الأقل تم اختطافهم في منطقة العروبة و"شارع المدارس"، و تم اختطاف فتاتيْن من منزلهما، ومن بين المعتقلين، ناشطين إغاثيين.

من جهته، اعتبر المتحدث باسم "أونروا"، كريس جانيس، الوضع في اليرموك "مُهين للإنسانيّة كلّها، ومصدر للعار العالمي"، مضيفاً: "اليرموك اختبارٌ وتحدٍ للمجتمع الدولي.. و يجب ألا نفشل، لأن مصداقية النظام الدولي نفسها على المحك".

وطالبت "أونروا" كافة الأطراف بضمان حماية المدنيين في اليرموك وضرورة إنهاء القتال والعودة إلى الظروف التي ستمكن موظفيها من تقديم الدعم والمساعدة للمدنيين في المخيم.

كما أبدت الأمم المتحدة قلقها بشأن سلامة وحماية السوريين والفلسطينيين في المخيم، جرّاء القتال المتواصل، والحصار الطويل الذي فرضته الحكومة، ما أدى إلى التجويع وانتشار الأمراض بين سكان اليرموك.

بدورها أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها العميق جرّاء هجوم "داعش" على المخيم المحاصر، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، "ماري هارف": "نشعر بقلق عميق من الهجمات التي يشنها تنظيم الدولة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاصر في جنوب دمشق".