أكد مركز اسرى فلسطين للدراسات أن عام 2014  يعتبر من أسوء الاعوام التي مرت على الاسرى، و شهد أكثر عمليات اعتقال لمواطنين فلسطينيين، منذ عدة سنوات بالإضافة إلى أن هذا العام شهد حملة اعتقالات مركزة وشرسة في وقت قصير بعد حادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة  قرب الخليل، حيث رصد المركز (7110) حالة اعتقال خلاله.

وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث "رياض الاشقر" أن الاعتقالات خلال  العام 2014، ارتفعت عن العام الماضي بنسبة تزيد عن 80% ، حيث بلغت حالات الاعتقال خلال 2013 (4250) حالة اعتقال، مما رفع أعداد الاسرى في سجون الاحتلال الى (6800) اسير فلسطيني، وتميز هذا العام باعتقال ما يزيد عن 3000 مواطن في اقل من شهرين خلال النصف الثاني من العام، وتحتل مدينة القدس النصيب الاكبر من عمليات الاعتقال والتي تجاوزت (2000) حالة.

واشار الاشقر الى الاعتقالات لم تستثنى الأطفال أو النساء أو الأكاديميين أو المحررين، والمرضى، وكبار السن، والناشطين الحقوقيين، والإعلاميين والصحافيين، والنواب، ونُفذت بأشكال عدة كاقتحام البيوت أو الاختطاف من الشارع، وأماكن العمل، واقتحام المستشفيات، واختطاف المرضى والمصابين، أو عبر "وحدات المستعربين"، أو عبر المعابر والحواجز العسكرية المنتشرة على الطرق ومداخل المخيمات والمدن التي تم تحويلها إلى كمائن ومصائد للاعتقال والتنكيل، كما واعتقلت العشرات من الصيادين في عرض البحر بقطاع غزة، كذلك اختطاف العشرات خلال العدوان الغاشم على قطاع غزة والذى استمر 51 يوماً متواصلة.

اعتقال الاطفال

وبين الاشقر أن الاحتلال  اعتقل منذ بداية  العام (1200) طفل ما دون الثامنة عشر، منهم (600) من القدس لوحدها ، بينهم الطفل حمزة حازم زيداني من بلدة سلوان بالقدس الذى يبلغ من العمر عامين فقط، ومن بين الاطفال المعتقلين الطفل المريض محمد عبد الحي الزير( 13عاما) من القدس، ويعاني من أمراض بالقلب ويعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وطفل أخر يعانى من إعاقة عقلية في الثانية عشرة من العمر في منطقة جبل جوهر في الخليل.

اعتقالات متعددة

وكشف الاشقر بان الاعتقالات خلال العام المنتهى طالت (41) من الأكاديميين والمحاضرين في الجامعات الفلسطينية ، وابرزهم عالم الفضاء الفلسطيني المحاضر في جامعة القدس د.عماد البرغوثي (52 عاماً)، وحوله  إلى الاعتقال الإداري لمدة 3 شهور، وكذلك (25) مواطن من كبار السن تجاوز غالبيتهم الستين عاما، و(28) نائباً من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، واثنين من الوزراء السابقين.

وكذلك اعاد الاحتلال اختطاف (71) أسيراً محررا ضمن صفقة وفاء الأحرار، بينهم (4) اسيرات محررات، اطلق سراح (7) منهم ، بينما لا يزال (64) منهم قيد الاعتقال، فيما اعاد الاحكام السابقة ل(19) منهم.

ومن بين المعتقلين حوالى (420) مريضاً، منهم الشاب زياد بدر اخليل (35 عاما) من الخليل وهو معاق حركيا بعد مداهمة منزله،  وأخر مريض نفسي من جنين بعد توقيفه على حاجز عسكري الجلمة.

فيما ارتفعت اعداد الاسرى الاداريين الى (560) اسيرا، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 250% عن بداية العام حيث رصد المركز (1046) قرار اداري خلال العام. في المقابل شهد العام الحالي إضراب تاريخي خاضه الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال بشكل موحد لمدة 62 يوماً، وهو الإضراب السياسي الأول الذي يطالب بوقف قانون تمديد الاعتقال الإداري، وقد كانت له نتائج ايجابية على قضية الاعتقال الادارى.

قرارات تعسفية

وشهد العام 2014 العديد من القرارات التعسفية التي فرضها الاحتلال على الاسرى، انتقصت من حقوقهم وضيقت عليهم معيشتهم، ابرزها مصادقة الكنيست على قانون التغذية القسرية للأسرى المضربين، الذى  يشكل خطر حقيقي على حياة الأسرى المضربين، كذلك مصادقة اللجنة الوزارية للاحتلال على قانون يخول المحاكم صلاحية منع الرئيس الإسرائيلي من العفو عن أسرى فلسطينيين أو تخفيف مدة الحكم عليهم ، واصدار قرار يسمح لعناصر الوحدات الخاصة باستخدام السلاح خلال علميات التفتيش والاقتحام الأمر الذي يشكل خطورة حقيقة على حياة الأسرى، كذلك اعاده فرض قانون شاليط مرة اخرى على الاسرى، وبموجبه فرضت العديد من العقوبات على الاسرى.

اضافة الى العديد من الإجراءات القمعية والعقابية بحق الاسرى كتقليص زيارة الأهل لمرة واحدة كل شهرين، وتخفيض المبلغ المسموح وصوله إلى الأسرى شهريا عبر الأهل إلى 400 شيقل فقط، ووقف معظم القنوات التلفزيونية