في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد وزير الأمن موشي يعالون، اليوم الأربعاء، على استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، مؤكدا أنه لا يحصل أي تأخير في المصادقة على مشاريع البناء، وإنما قد يحصل تأخير في النشر عن مشاريع البناء.

كما قال يعالون إن حزب الله لا يتجه إلى التصعيد، وأنه لا وجود لداعش على الحدود مع سورية، كما نفى تبقي أسلحة كيماوية لدى سورية.

وأقر يعالون في بداية المقابلة بفشل الحكومة في حل الضائقة السكنية وغلاء المعيشة، وأنه يجب على الحكومة معالجة هذه القضية وليس من خلال إلغاء ضريبة القيمة الإضافية، وإنما من زيادة العرض بواسطة خفض أسعار الأراضي وتحويل أراض أكثر للبناء.

وأشارت الصحيفة إلى أن يعالون سوف يغادر البلاد إلى واشنطن الأسبوع القادم، وأنه سيضطر لدى عودته إلى البت في قضية تعيين رئيس أركان الجيش الجديد، مشيرا إلى ثلاثة مرشحين من صفوف الجيش، غادي آيزنكوط ويائير غولان ويائير نافيه.

وردا على سؤال حول انتهاء "7 سنوات هدوء في الشمال"، وارتداع إسرائيل عن مهاجمة أسلحة متطورة يتم نقلها إلى حزب الله ، قال يعالون إنه لا يرى حزب الله يتجه إلى التصعيد، مضيفا أن حزب الله لم يختر صدفة تفجير عبوة ناسفة أدت إلى إصابة جنديين بعيدا عن المدنيين. وبحسبه فإن الخطوط الحمراء لم تتغير، ولا يزال الردع قائما.

وردا على تذكير بأن حركة حماس لم تكن معنية بالتصعيد قبل الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وبالتالي وجدت إسرائيل نفسها في حالة حرب معها، قال يعالون إنه "من الممكن أن يحصل "سوء تقدير في الشمال"، وأن إسرائيل مستعدة لذلك.

وأشار يعالون في المقابلة إلى أنه لا يوجد تقريبا أية أسلحة كيماوية في سورية، وأنه ليس هناك أي تواجد لـ"داعش" في الجولان السوري. وبحسبه فإن الحدود مع سورية تقع تحت سيطرة قوات تابعة للجيش الحر، وتسيطر جبهة النصرة على أجزاء أخرى، التي وصفها بـ"التيار المعتدل لتنظيم القاعدة" باعتبار أن المتطرفين في جبهة النصرة انتقلوا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأضاف أن إسرائيل أن لإسرائيل علاقات استخبارية ثنائية مع عدد من الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتحاول تقاسم المعلومات والتجربة معها.

ولدى سؤاله عن تصريحات نتانياهو في الأمم المتحدة بأن "حماس هي داعش" في حين تجري إسرائيل مفاوضات مع حماس في القاهرة ولا تسعى إلى القضاء عليها، أجاب يعالون بالقول "في التحديات يتم فحص التكلفة مقابل الفائدة، مدعيا أن حماس سوف تنهار بادعاء أنها "قائمة على الموت والدمار". وأضاف أنه خلافا للحرب العدوانية الأخيرة على لبنان فإن الحرب الأخيرة على قطاع غزة كانت لهدف محدد مسبقا. وخلص إلى القول إن "إسرائيل منذ قيامها تعيش من جولة قتالية إلى جولة أخرى، والحملة العسكرية الأخيرة سوف تضمن فترة طويلة من الهدوء".

وفيما يعتبر تفنيدا لمقولات عدد من الضباط خلال الحرب الأخيرة على غزة، والتي قيل فيها إن مقاومين فلسطينيين فروا من الجنود الإسرائيليين، أشارت الصحيفة إلى تصريحات رئيس الأركان، بيني غينتس، والتي تحدث فيها عن شجاعة عناصر المقاومة الفلسطينية الذين دخلوا عن طريق البحر ووضعوا العبوات الناسفة على الدبابات. ومن جهته قال يعالون، تعقيبا، إن الدخول إلى القتال يتطلب الشجاعة، ولكنه استدرك بالقول "حتى الانتحار يتطلب الشجاعة".

ولدى سؤاله عن الإنذارات التي تحذر من الحرب في الصيف، والتي كانت موجودة لدى الاستخبارات العسكرية والشاباك، قال يعالون إنه لم يسمع بوجود إنذار، وكذلك رئيس الحكومة أيضا. وأضاف أنه جرى التعامل مع قطاع غزة على أنه غير مستقر، مشيرا إلى أن حماس لم ترغب بالتوجه إلى القتال منذ البداية.

وكتبت الصحيفة أن يعالون رفع صوته بغضب مرتين أثناء المقابلة. كما كتبت أن "الوزير الأكثر انضباطا في الحكومة، والذي اختفى عن وسائل الإعلام أثناء الحرب، غضب بدون أن يخفي ذلك لدى الحديث معه عن ميزانية الأمن وعن زميله في المجلس الوزاري المصغر نفتالي بينيت".

وفي إشارة إلى بينيت ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، قال يعالون في هذا السياق إنه شعر أثناء الحرب، إلى جانب رئيس الحكومة، أن أداء المجلس الوزاري لم يكن جيدا، حيث خرج بعض الوزراء بمواقف تختلف عما صوتوا عليه في داخل الجلسة. كما أشار إلى ظاهرة أخرى وصفها بالخطيرة، حيث قال إن "وزيرا يتصل بصديق له في ساحة القتال، وخاصة من الاحتياط، ويحصل على معلومات ويستخدمها بشكل غير مقبول، علما أنه بالإمكان التوجه إلى وزير الأمن والحصول على مصادقته.

كما اتهم يعالون عددا من الوزراء بتقديم المساعدة لحماس. وبحسبه فإن التسريبات من جلسات المجلس الوزاري المصغر استفادت منها قيادة حركة حماس وشجعتها على عدم وقف إطلاق النار.

إلى ذلك، قال يعالون إنه يعتقد أنه يجب عدم الموافقة على الانسحاب من الضفة الغربية في فترة زمنية تمتد على 3 سنوات. وردا على الادعاءات بشأن قيام وزارة الإسكان بتجميد البناء، وأنه يقوم بتأخير المباحثات ذات الصلة بتخطيط مشاريع، قال يعالون إنه من الصواب البناء مواصلة المصادقة على المشاريع السكنية. وأكد على أن البناء مستمر ولا يوجد تجميد.

وردا على الانتقادات الأميركية، قال يعالون إنه يوجد لليهود الحق للعيش في أي مكان، في سلوان أو في اي مكان آخر في البلاد، مثلما يوجد للعرب الحق في السكن في نابلس ويافا والتلة الفرنسية في القدس.

كما قال إنه عندما يحصل تأخير في المصادقة على مشاريع بناء فإن ذلك بهدف تجنب الاحتجاجات والقرارات الدولية، وللمناورة بطريقة رئيس الحكومة. وبحسبه فإن التأخير يطال المشاريع المعدة للنشر وليس للبناء.

وأكد في نهاية المقابلة على أن علاقات إسرائيل ممتازة مع الأجهزة الأمنية في البنتاغون، وأن هناك تعاونا رغم وجود خلافات في عدد من القضايا بينها البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا على أن "الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في العالم اقتصاديا وعسكريا وسياسيا".