ما يحدث في غزة ليس صداما بين الفلسطينيين وإسرائيل،لكنه نموذج مصغر للصراع الإقليمي في المنطقة. القصة تتعدى صاروخا انطلق، وعملية اغتياللقائد عمليات القسام. القصة أعقد من جولة من جولات الجنون الإسرائيلي الذي يتبناه جيشالاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني.
ما نشهده الآن هو محاولة إسرائيل إيقاف نمو وتحسن أحوالحماس التي حصلت على دعم مالي قطري وتحظى بدعم سياسي مصري بعد وصول تيار الإخوان إلىمقاليد الحكم.
الثورة قامت في ليبيا، قادت إلى فتح مخازن السلاح الليبيةالعملاقة التي انتشرت في مدن ليبيا وتم تهريبها إلى مصر عبر الحدود الغربية. وانتقلتعبر تجار من الإسكندرية إلى الضفة الأخرى لسيناء ثم تلقفتها قبائل سيناء لتنقلها عبرالأنفاق إلى الجانب الآخر من رفح الفلسطينية لتصل في النهاية إلى أيدي قوى المقاومة.
إذن نحن أمام عمليات تجهيز لمواجهة عسكرية من جانب المقاومةالفلسطينية. ومن جانب قوى الاحتلال يسعى نتنياهو إلى تدشين ائتلافه مع اليمين المتشددعلى أشلاء وجثث شعب غزة.
هذا التطور في قواعد الصراع سوف يؤدي إلى محاولة استدراجأطراف مثل: إيران ومصر وقطر بأشكال مختلفة وأدوار مختلفة. وفي يقيني إن مفتاح التهدئةأو التصعيد فيما يحدث في غزة هو مدى نجاح أو فشل الاتصالات الأميركية - الإيرانية التييجري التمهيد لها هذه الأيام.
ويتردد أن الصواريخ التي انطلقت على المستوطنات الإسرائيليةمؤخرا ليست من قبل حماس ولكن من قبل بعض الفصائل الجهادية المدعومة من إيران.
المسألة معقدة أكثر مما يتخيل البعض، وهذه ليست مثلكل مرة، وقواعدها ليست صراعا عسكريا بين مقاومة واحتلال، لكنها استغلال إقليمي لمسرحعمليات وأدوات إقليمية.
ولن يندهش المراقب المحايد إذا شهد تسخينا مفاجئا للأوضاعفي جنوب أو شمال لبنان كي يصبح ورقة تفاوض أو مقايضة في التفاوض الإيراني - الأميركيالمقبل
ما يحدث بروفة لتسخين الأوضاع قد تنتهي إلى لا شيء جديد،وقد تصل إلى مواجهة إسرائيلية إيرانية وإغلاق لمضيق هرمز.
خلاصة القول: نحن نعيش أياما شديدة الصعوبة تتسم بحالةمن «عدم اليقين» لأي تطور من تطورات المستقبل القريب.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها