ماذا سيحدث لو لم تقنع الصواريخ المتفجرة في تل أبيبوالقدس حكومة اسرائيل بأن الحلول الأمنية العسكرية ستكون غير ذات جدوى؟! الجواب بالتأكيدهو مضاعفة قوة النيران ونوعيتها وتوسيع عملياتها الحربية واستخدام أسلحة جديدة، ورفعأرقام الخسائر البشرية الفلسطينية، واستهداف قيادات فلسطينية سياسية الى جانب القادةالميدانيين للفصائل .تستفيد حكومة اسرائيل من أجواء التناقضات القائمة بين القوى الكبرىفي مجلس الأمن، ورؤاها المتعارضة لمعالجة الثورة السورية، فتأخذ وقتها اللازم في فرضالحل الأمني، وتكريس الاستيطان المحروس بجيش احتلال وقواعد عسكرية كأمر واقع في محيطالمدن والقرى في الضفة والقدس .ستحاول اسرائيل تكثيف عملياتها العسكرية وتحقيق الأهدافمنها قبل حدوث نوع من التراجع في مواقف بعض الدول الكبرى كالولايات المتحدة التي أعلنتتأييدها المطلق لاسرائيل .. لكن اسرائيل تواجه معضلة الكثافة السكانية لقطاع غزة الأمرالذي يجعل الخسائر البشرية في المدنيين أمرا حتميا، وهذا ما تخشاه كعامل مؤثر في خلقردات فعل دولية معاكسة اذا طال أمد عملياتها الحربية، الا اذا كانت قد اعتمدت على التجربةفي سوريا، حيث هبطت درجة حرارة أعصاب المجتمع الدولي الى حد تجمد ضميره الانساني فيماوسائل الاعلام والتقارير الدولية تفيض بصور القتل العشوائي والابادة الجماعية والمجازراليومية وتهجير الملايين.. فحكومة اسرائيل مطمئنة لغيبوبة المجتمع الدولي، ومن يدريفلعل حكومة ليبرمان نتنياهو توجه انذارا عملياتيا للقيادة الفلسطينية بأنها ستفعل أيأمر بما في ذلك العمل العسكري المباشر لوأد «قرار» الدولة الفلسطينية المراقب في الأممالمتحدة .لا يعقل رؤية غزة تحترق بالنيران الاسرائيلية بعد أربع سنوات على آخر حربعليها «الرصاص المصبوب» اذ لا بد من ايقاف تمدد شرخ الانقسام العميق في بناء المشروعالوطني الفلسطيني، والاسهام برفع الألغام عن درب القيادة الفلسطينية الشرعية المتوجهةالى الأمم المتحدة لطلب نيل عضوية لدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران بما فيهاكل أراضي قطاع غزة تستهدف اسرائيل بضربة مزدوجة سلاح الفصائل في غزة.. وطريق القيادةالفلسطينية لمنعها من مواصلة مسيرتها بمشروع قرارها الوطني المستقل نحو الأمم المتحدة،لكن لا يغيب عن بالنا أن هذه الحرب على غزة ما كانت الا لإدراك المسؤولين الاسرائيليينانه يتوجب على اسرائيل استعادة قوتها الردعية، والحفاظ على امنها الاستراتيجي.. لكنهل تستطيع ذلك، فالمنطقة مقبلة على حريق كبير قد لا تكون غزة وحدها -لاسمح الله - جمرتهاالكبرى.