لعل أعظم طريقة تحتفل بها حركة فتح بذكرى رحيل الزعيمالخالد ياسر عرفات، هي انخراطها حتى الذروة في هذه المعركة الكبيرة التي يقودها الرئيسأبو مازن، وهي معركة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لحصول دولة فلسطين،في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على عضوية مراقب، لأن الوفاءللرئيس عرفات، الوفاء الحقيقي، الوفاء الشجاع، هو العمل الجاد، والمعقد، والصعب، لتحقيقالهدف الذي استشهد من أجله، وهو قيام دولة للشعب الفلسطيني فوق الأرض الفلسطينية وعاصمتهاالقدس.
بعض الأطراف الفلسطينية، حاولت أن تهرب من المشاركةفي هذا الاستحقاق الكبير من خلال تصغيره، والقول انه لا جديد إذا نجحنا في التصويت،وهذا ما كان قد ادعته إسرائيل بأن هذا التصويت لا يعني شيئا، لأن الاحتلال قائم وواقعوهو الذي بيده كل شيء.
دعونا نرى بأعيننا كيف تحاول إسرائيل الآن وغدا مواجهةاحتمال نجاح هذا التصويت لصالحنا !
هناك حرب شعواء تشنها إسرائيل على الأرض لا تقتصر فقطعلى حملة دعاية سوداء تطرق أبواب العالم وتخوفهم من نتائج هذا التصويت بادعاء أنه خطوةأحادية، وبادعاء أنه عودة إلى نقطة الصفر من جديد خارج الاتفاقات، وأنه تهديد بالفوضى....الخ، بل إن الحرب التي تشنها إسرائيل تتعدى ذلك إلى التفاصيل على الأرض، تصعيد الحياةإلى درجة الاستحالة، منع الأموال وضرب السلطة الوطنية وتفكيكها، والقيام بعمل عسكرينوعي !!! بل أكثر من ذلك أن إسرائيل أصبحت تستعد لمرحلة ما بعد التصويت بقلب معادلةالتحالفات الداخلية، بنموذج تحالف الليكود مع إسرائيل بيتنا، وتحالف الخصمين الطموحيننتنياهو وليبرمان، وتقديم موعد الانتخابات، وإعادة ترتيب الأولويات بطرق مختلفة.
السؤال هو: إذا كان التصويت ليس مهما، حصول فلسطين كدولةعلى عضوية مراقب ليس مهما، كما كان يدعي الإسرائيليون، وكما يردد بعض الفلسطينيين،فلماذا اذاً كل هذا السخط والضجيج، ولماذا كل هذا الخوف، ولماذا هذه الهستيريا ؟
و إذا كان هذا السؤال مطروحا على شركائنا في الوطن وهمحركة حماس، فإن السؤال مطروح على إخوتنا الذين يثيرون كل هذا الضجيج في الوضع الداخليفي الفترة الأخيرة، لماذا كل هذا الضجيج؟ وهل استبدال لجنة عمل فتحوية بلجنة أخرى هوالهدف المركزي ؟ وكم لجنة قيادية تغيرت منذ المؤتمر السادس حتى الآن ؟ وإذا بقيت العواملالموضوعية المحيطة بنا في قطاع غزة على حالها مثل الانقسام والعربدة الإسرائيلية وقلةالإمكانيات المالية فماذا سيفعل أي إطار حتى لو كان من الملائكة، مع العلم أن الملائكةليسوا موجدين على الأرض، ولا يعملون في السياسة ؟!
كنت أتمنى، أن يسكت هذا الصراخ ولو قليلا أمام هذا الاستحقاقالكبير، إستحقاق التصويت وأن يعبر المحتجون عن أنفسهم بطريقة أعلى مستوى، نحن لسناضد حقوقهم الفتحوية، ولسنا ضد طموحاتهم في الحركة فهم ابناؤها، ولكن المثير للاستغرابأن يبقى الضجيج على حاله، وكأن المصير الوطني لا يهمهم في شيء.
المهم أن الذكرى الثامنة لرحيل الرمز الخالد ياسر عرفاتتأتي، ونحن في الكل الفلسطيني صاعدون إلى استحقاق كبير، وصاعدون في المواجهة مع الاحتلالوحلفائه إلى معركة حقيقية، وهذا ما نستلهمه دائما من ذكرى الرئيس أبو عمار، فحين نكونذاهبين إلى الهدف الأصلي، قيام فلسطين الدولة، فسوف تكون أمامنا معركة كبرى، ونحن نأملمن شركائنا في الوطن، ومن إخوتنا تحت سقف العائلة الفتحوية، أن يجدوا لهم موقعا فيقلب هذه المعركة، وليس على هامشها، يشتتون تركيز المعركة بهذا الصراخ الذي ليس فيهمن جديد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها