أعلنت اسرائيل مساء امس انها عثرت على جثث المستوطنين الثلاثة الذين فقدوا جنوب الضفة الغربية المحتلة بعد البحث عنهم على مدى نحو ثلاثة أسابيع، ومثلما سارعت اسرائيل الى اتهام حركة حماس باختطافهم فور الاعلان عن اختفائهم، عادت وسارعت الى اتهام حماس بقتلهم رغم عدم وجود تشير الى القاتل او الخلفية التي قتلوا عليها.
وتوالت ردود الفعل الرسمية وشبه الرسمية الإسرائيلية منذ اللحظات الأولى للإعلان عن اكتشاف جثثهم قرب مدينة حلحول شمال الخليل. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء امس ان حركة حماس مسؤولة عن مقتل المستوطنين و"ستدفع" ثمن ذلك.
وقال نتنياهو، كما نقل عنه مكتبه ان الشبان "خطفوا واغتيلوا بدم بارد بأيدي حيوانات بأشكال بشر. ان حماس مسؤولة وحماس ستدفع الثمن" ، حسب تعبيره.
ورفعت الشرطة الإسرائيلية مساء امس درجة الاستعداد والاستنفار الى الدرجة "ج". وتتأهب الشرطة للتعامل مع كافة السيناريوهات على خلفية اكتشاف جثث المستوطنين الثلاثة، وذلك وفقا لما أعلنه قسم العمليات التابع للشرطة الإسرائيلية.
وتسابق قادة وساسة إسرائيل على إدانة واستنكار عملية قتل المستوطنين وإطلاق التهديدات ضد الفلسطينيين وقرع طبول الحرب ضدهم.
وقال الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيرس "برغم الحزن الثقيل سنبقى مصممين على معاقبة المخربين وضربهم بيد من حديد وحربنا ضد الإرهاب ستزداد قوة وتتسع ولن تضعف حتى لا يجرؤ هذا الإرهاب القاتل على رفع رأسه مرة أخرى".
بدوره، دعا رئيس الكنيست يولي ادليشتاين إلى الخروج للحرب وقال "على إسرائيل أن تخرج الآن إلى حرب لا هوادة فيها ضد الإرهاب عموما وحركة حماس خصوصا لقد حان الوقت أن يدرك الفلسطينيون بان حماس ستقودهم إلى الضياع وبالتالي يقوم الفلسطينيون بلفظ حماس من أوساطهم ومن أوساط قياداتهم"، حسب قوله.
أما وزير الاقتصاد وعضو المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" نفتالي بينيت أعرب عن غضبه الشديد وقال" لا تسامح مع قتلة الأطفال قلبي الآن مع عائلات الثكلى لكن هذا هو وقت العمل وليس القول".
من ناحتيه قال زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب "العمل" يتسحاق هرتسوغ "إن خطف وقتل الأطفال تحت جنح الظلام جريمة لا يمكن غفرانها ولا يوجد لها أي مبرر او مسوغ إنساني وانا مقتنع بان يد الأمن الإسرائيلي الطويلة ستصل إلى القتلة ولقد عرفنا في الماضي عمليات مشابهة وتجاوزناها بنجاح وهكذا سنعمل هذه المرة أيضا".
وقرر وزير خارجية إسرائيل قطع زيارته إلى العاصمة التشيكية "براغ" وأن يعود فورا إلى إسرائيل للمشاركة في المشاورات الأمنية والسياسية التي ستجري اليوم الثلاثاء.
وكان نتنياهو استدعى مجلس الوزراء المصغر المعني بالشؤون الأمنية لعقد جلسة خاصة يمكن أن يقرر خلالها اتخاذ إجراءات عسكرية أقوى ضد حماس التي لم تؤيد او تنف المزاعم الإسرائيلية.
وقال مسؤولون أمنيون إنه تم العثور على جثث جلعاد شاعر ونفتالي فرينكل الذي يحمل الجنسيتين الاميركية والاسرائيلية (16 عاما) وايال يفراح (19 عاما) في حقل قرب الخليل. وأضاف المسؤولون أن الشبان قتلوا بالرصاص بعد قليل من خطفهم حين كانوا يحاولون البحث عن وسيلة نقل مجانية.
وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم جيش الاحتلال "كانوا تحت كومة من الصخور في حقل مفتوح".
وقال نائب وزير جيش الاحتلال داني دانون: "يجب ان تكون نهاية حماس مأساوية كنهاية الشبان الثلاثة".
ووصل رئيس اركان الاحتلال بيني غينتس الى حلحول من أجل لقاء عائلات المستوطنين الثلاثة.
وأعلن رئيس الكنيست الاسرائيلي يولي إيلدشتاين عن إنهاء جلسة الكنيست وسحب مشاريع القوانين الحكومية التي كان من المقرر التصويت عليها مساء امس. وفور الاعلان عن العثور على جثث المستوطنين، حاصرت قوات الاحتلال وبأعداد كبيرة منزلي عامر ابو عيشة ومروان القواسمي، المتهمين بعملية "خطف المستوطنين".
وذكرت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال تقوم بأعمال تنكيل ضد العائلتين، وتجبرهم على الخروج من منزليهما، وفيما يبدو بأنه تمهيد لعملية هدم المنزلين.
في غضون ذلك، تجمع المئات من المستوطنين في منطقة الحواوور، ووفقاً لشهود عيان فقد ردد المستوطنون شعارات تطالب بالانتقام من العرب.
وأدان الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ما وصفه بـ"العمل الارهابي" الذي ادى الى مقتل المستوطنين الثلاثة. وقال في بيان ان "الولايات المتحدة تدين بأقوى العبارات هذا العمل الارهابي غير المنطقي الذي ارتكب بحق شبان ابرياء".
من جهة ثانية، اتهم نتنياهو، حركة حماس بإطلاق صواريخ على إسرائيل للمرة الأولى منذ العدوان على غزة عام 2012 وهدد بتكثيف عمل عسكري لوقف تلك الهجمات. وحذر نتنياهو حماس من مواصلة تلك الهجمات خلال كلمة ألقاها أمام لجنة برلمانية في اليوم الذي قال فيه الجيش الإسرائيلي إن 14 صاروخا اطلقوا على إسرائيل من غزة.
وقال نتنياهو في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام "بالامس ضربنا فرقة لحماس خططت لاطلاق صواريخ على أراضينا" لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل.
وأقر المسؤولون الإسرائيليون بأن حماس أوقفت الهجمات الصاروخية خلال تفجر سلسلة من اعمال العنف منذ انتهاء الحرب القصيرة وألقوا باللوم في مثل هذه الهجمات على حركات نشطة اخرى في حين طالبوا حماس بالسيطرة على هذه الحركات.
وقال نتنياهو "اريد أن يكون واضحا قدر الامكان انه اذا انتهك الهدوء الذي تحقق بعد (عملية عامود السحاب) وانه اذا تواصل اطلاق (الصواريخ) فسيكون هناك احتمالان إما ان توقف حماس ذلك فهي المسؤولة عما يحدث على الأرض وإلا فسوف (نوقفها نحن)".
وتوالى سقوط المزيد من القذائف على جنوب اسرائيل امس ردا على غارة اسرائيلية على قطاع غزة. وسقط 14 صاروخا وقذيفة هاون على الاقل اطلقت من قطاع غزة على جنوب اسرائيل صباح امس، دون ان توقع اصابات او اضرارا كبيرة، كما اعلن الجيش الاسرائيلي، وذلك غداة مقتل مقاتل فلسطيني في غارة جوية اسرائيلية بالقرب من خان يونس، بينما كان يعد لاطلاق صواريخ حسب ما نقل الجيش الاسرائيلي.
ورأى وزير المالية يائير لبيد ايضا الذي يعد من المعتدلين انه "يجب مهاجمة (حماس) بسبب عملية الخطف وايضا بسبب الصواريخ".
وحذر ليبرمان وهو من الصقور من ان اسرائيل "لن تسمح باستمرار اطلاق الصواريخ على الجنوب وستضطر الى اتخاذ تدابير صارمة اذا لم تتوقف" وذلك خلال لقاء في برلين مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير.