صعدت قوات الاحتلال أمس عدوانها المستمر على الضفة والقطاع عشية شهر رمضان المبارك، حيث شنت غارات على غزة ما ادى الى استشهاد مواطنين اثنين واصابة عدد آخر بجروح، فيما واصلت حملة المداهمات والاعتقالات بالضفة وقمعت مسيرات سلمية منددة بالجدار والاستيطان، في حين أعربت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة عن قلقها من الحملة العسكرية الاسرائيلية في الضفة ودعت الى اجراء تحقيقات سريعة ومكثفة في الحالات التي حصل فيها استخدام مفرط للقوة.
وامتدت اعتداءات قوات الاحتلال أمس الى مدينة أم الفحم حيث قمعت الشرطة الاسرائيلية مسيرة نظمت تضامنا مع الأسرى، واستغل وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان المسيرة للتحريض على فلسطينيي الـ 48.
ففي غزة استشهد مواطنان وأصيب ثلاثة آخرون، بعد ظهر أمس في قصف استهدف سيارة مدنية في مخيم الشاطئ.
وقال شهود عيان ان طائرة استطلاع أطلقت صاروخا على سيارة مدنية من نوع "كيا" في مخيم الشاطئ ما أدى إلى استشهاد الشابين أسامة الحسومي (26 عاما) ومحمد محمد الفصيح (23 عاما)، وهما من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وإصابة 3 آخرين، تم نقلهم جميعا إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.
وكان أصيب صباح أمس 7 مواطنين بينهم طفلان وسيدتان إحداهما حامل في قصف مدفعي استهدف بلدة خزاعة في خان يونس.
وزعم جيش الاحتلال ان الشهيدين "شاركا في اطلاق الصواريخ على اسرائيل في الأسابيع الماضية، وشاركا ايضا في العديد من الهجمات الارهابية ضد اسرائيل على مر السنوات القليلة الماضية، وكانا يخططان لمزيد من الهجمات ضد اسرائيل ومواطنيها" حسب تعبيره.
وشدد بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش على ان اسرائيل "ستواصل ضرب المحرضين ومثيري الشغب بصبر واصرار ودقة" حسب قوله.
من جهته اكد وزير جيش الاحتلال موشي يعالون في بيان ان اسرائيل "سترد بحزم على أي اطلاق نار على أراضيها وعلى أي هجوم يستهدف مدنيين أو جنودا اسرائيليين كما فعلنا اليوم (أمس)". وقال جيش الاحتلال الليلة الماضية ان ثلاثة صواريخ اطلقت من غزة وسقطت على منطقة النقب الغربي دون أضرار أو اصابات. وقالت اذاعة جيش الاحتلال ان "القبة الحديدية نجحت في اسقاط صاروخين اطلقا من غزة صوب مدينة عسقلان".
وفي الضفة أفاد نادي الأسير ان عدد المعتقلين خلال الحملة الأخيرة المزامنة لاختفاء المستوطنين الثلاثة، قبل أسبوعين، ارتفع إلى 576 أسيرا، وذلك باعتقال 10 مواطنين أمس من الخليل.
وبين النادي بأنه بذلك؛ يرتفع عدد معتقلي محافظة الخليل إلى 211، ويصل عدد معتقلي محافظة نابلس إلى 90، وعدد المعتقلين في بيت لحم إلى 79، وجنين إلى 56، ورام الله والبيرة إلى 52، والقدس إلى 36، وطولكرم إلى 24، وقلقيلية إلى 13، بالإضافة إلى معتقلين من محافظتي طوباس وسلفيت، ومعتقل واحد من أريحا.
وهاجم مستوطنون قبيل منتصف الليلة الماضية منازل عائلة الجعبري في منطقة حي الرأس وسط الخليل، ما أدى لاصابة عدد من الأطفال واعتقال عدد آخر. وتم نقل المصابين الى مستشفى الخليل الحكومي، حيث وصفت اصابتهم ما بين متوسطة وطفيفة.
وأصيب فجر أمس شابان برصاص الاحتلال قرب مخيم بلاطة. وقال شهود عيان، ان الشابين اصيبا بشظايا رصاص حي متفجر، اطلقه جنود الاحتلال صوب الشبان الذين رشقوهم بالحجارة اثناء اقتحامهم للمدينة.
وقمعت قوات الاحتلال أمس مسيرات سلمية ضد الجدار والاستيطان في النبي صالح وبلعين والمعصرة وكفر قدوم واصابت العشرات بجروح.
وأعربت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة أمس عن قلقها من الحملة العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وما نتج عنها من قمع وسقوط لضحايا فلسطينيين والهادفة الى ايجاد ثلاثة اسرائيليين مفقودين. وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل خلال مؤتمر صحفي في جنيف "نحن قلقون لسقوط قتلى وللتصعيد الهائل للتوترات في الضفة الغربية المحتلة خصوصا في الخليل وحولها بعد الحملات الاسرائيلية".
وأشار الى ان قوات الاحتلال قتلت ستة مواطنين خلال الأسبوعين الماضيين. وتابع انه بالاضافة الى ذلك "اوقف منذ 12 حزيران 500 فلسطيني، وفتشت مئات المنازل، كما تمت مداهمة وسائل اعلامية وجامعات ومنظمات مساعدة اجتماعية". واضاف "ندعو الى اجراء تحقيقات سريعة ومكثفة (...) في الحالات التي حصل فيها استخدام مفرط للقوة".
وقال كولفيل: "نعيد دعوتنا الى الأطراف المعنية لاحترام القانون الدولي بدقة". وتابع "نتمنى عودة سريعة" للشبان الاسرائيليين الثلاثة، مشيرا الى ان مساعد المفوضية العليا لحقوق الانسان التقى امهاتهم الاسبوع الحالي في جنيف.
وشهدت الأمم المتحدة في نيويورك تحركات مكثفة من قبل بعثة فلسطين والمجموعات السياسية لوقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا خاصة خلال الأسبوعين الماضيين.
ولم تقتصر اعتداءات قوات الاحتلال على الضفة وقطاع غزة بل امتدت أمس الى مدينة أم الفحم حيث قمعت شرطة الاحتلال مسيرة تضامنية مع الأسرى ما أدى الى اصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق، كما أصيب عضو الكنيست عفو اغبارية في صدره من قنبلة غاز اطلقت باتجاهه.
وكان المئات من المواطنين الفلسطينيين في أراضي الـ 48 تظاهروا عند مدخل مدينة أم الفحم رافعين الشعارات المؤيدة للأسرى في سجون الاحتلال والمنددة بسياسة حكومة اسرائيل اتجاههم والمطالبة بالإفراج عنهم.
وقام العشرات من أفراد شرطة الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع واستعمال الهراوات ضد المتظاهرين ما تسبب بإصابة العديد منهم بينهم عضو الكنيست عفو اغبارية، فيما اعتتقلت الشرطة الاسرائيلية عددا من المتظاهرين.
وقال عضو الكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: "إن اعتداء الشرطة والوحدات الخاصة على التظاهرة السلمية كان مبيتا"، مؤكدا أن عناصر الوحدات الخاصة استهدفت النائب عفو اغبارية عن قصد، كونها كانت تعرفه.
من جانبه دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مساء أمس الحكومة الاسرائيلية إلى بحث ما وصفه بـ "التطرف الخطير" لدى القيادات العربية في إسرائيل.
ودعا ليبرمان إلى التعامل مع المتظاهرين كـ"مخربين"، وقال إن "وزراء اسرائيل بيتنا سيطلبون في جلسة الحكومة يوم الأحد (غدا) إجراء نقاش في الحكومة أو في المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) بشأن التطرف الخطير لدى القيادات العربية، بهدف معالجته بشكل جذري وقاس" حسب تعبيره.
وقال: "من يتظاهر ضد حملة (عودة الأبناء) ويطالب بخطف الجنود يجب معاملته على أنه (مخرب). سأطالب وزير الأمن الداخلي باعتقال جميع المحرضين" حسب قوله.
من جانبه قال وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي يتسحاك أهرونوفيتش ان "النداءات التي تم اصدارها في التظاهرة خطيرة وتعبر عن تطرف جزء من الجماهير العربية، وسنعمل على علاج المحرضين بكل قوة وفقا للقانون. لن نسمح لمثل هذه الأحداث بأن تمس بالحياة الطبيعية" حسب قوله.