أشاد أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم اليوم السبت، بالجهود الكبيرة التي يبذلها اتحاد الصحفيين العرب في سبيل تعزيز الحريات، مشيدا بما بُذل على صعيد بناء جسم صحافي فلسطيني يدافع عن حقوق الصحفيين.

جاء ذلك في حفل افتتاح مؤتمر اتحاد الصحفيين العرب لدعم فلسطين (دورة القدس) المنعقد بأبراج الزهراء في مدينة البيرة بمشاركة وفود صحفية دولية ومن مختلف الدول العربية.

وخاطب عبد الرحيم الحضور بقوله: ونرحب بكم، بوجه خاص، لما يمثله اتحادكم من مظلة جامعة للجهود العربية الحثيثة نحو تعزيز الحريات الصحفية في عالمنا العربي، انسجاما مع مطالب شعوبنا والتزامها بقيم ومبادئ الحرية والديمقراطية والتعددية والمساواة واحترام حقوق الإنسان بما فيها، وعلى رأسها، الحق في التعبير عن الرأي دون خوف من تهديد أو ملاحقة.

وتابع: إن مهمتكم النبيلة تتوافق إلى أبعد حد مع طموحات شعوبنا التي طال حرمانها من التمتع بمزايا الحرية، مثلما تتوافق إلى أبعد حد مع الاتجاه الدولي الكاسح نحو رفض الظلم والظلامية والتطرف والديكتاتورية والتمييز.

وأشاد أمين عام الرئاسة بما بذل على صعيد تعزيز مكانة نقابة الصحفيين الفلسطينيين بقوله: 'إننا لنفتخر حقا بأن زملاءكم في فلسطين قطعوا شوطا طويلا إلى الأمام، على طريقِ بناء جسم صحفي فلسطيني يعرف واجباته فينهض بها، ويعرف حقوقه فيدافع عنها، ويتشارك مع كل شرائح وأطياف مجتمعنا في الكفاح من أجل بناء دولتنا المستقلة، ويستكمل ما بناه الرواد الأوائل غسان كنفاني وماجد أبو شرار وحنا مقبل وهاني جوهرية'.

وأضاف: لقد جددت نقابة الصحفيين الفلسطينيين هياكلها وأنظمتها منذ سنوات، وانطلقت بقوة وثبات نحو توحيد الجسم الصحفي، وساهمت بصورة فعالة في بناء بيئة إعلامية فلسطينية جديدة، بات الصحفي فيها آمنا على حريته وهو يراقب أداء السلطة ويطالبنا بالتصحيح مطمئنا على مستقبله، بل وكان لها دور مشهود في تعزيز أواصر العلاقة مع زملاء المهنة على المستويين العربي والدولي.

وتطرق عبد الرحيم إلى التصعيد الإسرائيلي على الأرض، مشددا على أن 'سياسة البطش والإرهاب والعقاب الجماعي المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، بذريعة الكشف عن مصير مستوطنين مختطفين، لن تكسر إرادة أبناء الشعب الفلسطيني، أو تثنيهم عن التمسك بأهدافهم الوطنية وإنهاء الانقسام.

وفيما يلي النص الحرفي لكلمة أمين عام الرئاسة في المؤتمر:

السيد جيم بو ملحة، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين،

السيد عبد الله البقالي، نائب رئيس الاتحاد العربي للصحفيين،

السيد عبد الناصر النجار، نقيب الصحفيين الفلسطينيين،

السيدات والسادة رؤساء الاتحادات العربية والعالمية،

السيدات والسادة الحضور،

إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أكون بينكم اليوم، مؤكدا بالنيابة عن السيد الرئيس محمود عباس الذي سيستقبلكم مساء هذا اليوم، ترحيبنا بكم على أرض فلسطين بين أهلكم وأخوتكم، ومتمنيا النجاح لمؤتمركم الموقر، الذي ينعقد للمرة الأولى على هذه الأرض المباركة، بعد أن توفرت له سبل التوفيق بفضل عزيمتكم واستجابتكم لدعوة التضامن مع أشقائكم في فلسطين، ورفضكم لكل الترهات التي حاول البعض سوقها وتعميمها لعزل شعبنا عن حاضنته العربية وعن أصدقائه والمتضامنين مع قضيته العادلة على مستوى العالم كله.

ونرحب بكم، بوجه خاص، لما يمثله اتحادكم من مظلة جامعة للجهود العربية الحثيثة نحو تعزيز الحريات الصحفية في عالمنا العربي، انسجاما مع مطالب شعوبنا والتزامها بقيم ومبادئ الحرية والديمقراطية والتعددية والمساواة واحترام حقوق الإنسان بما فيها، وعلى رأسها، الحق في التعبير عن الرأي دون خوف من تهديد أو ملاحقة.

إن مهمتكم النبيلة تتوافق إلى أبعد حد مع طموحات شعوبنا التي طال حرمانها من التمتع بمزايا الحرية، مثلما تتوافق إلى أبعد حد مع الاتجاه الدولي الكاسح نحو رفض الظلم والظلامية والتطرف والديكتاتورية والتمييز.

إننا لنفتخر حقا بأن زملاءكم في فلسطين قطعوا شوطا طويلا إلى الأمام، على طريقِ بناء جسم صحفي فلسطيني يعرف واجباته فينهض بها، ويعرف حقوقَه فيدافع عنها، ويتشارك مع كل شرائح وأطياف مجتمعنا في الكفاح من أجل بناء دولتنا المستقلة ويستكمل ما بناه الرواد الأوائل غسان كنفاني وماجد أبو شرار وحنا مقبل وهاني جوهرية.

لقد جددت نقابةُ الصحفيين الفلسطينيين هياكلها وأنظمتها منذ سنوات، وانطلقت بقوة وثبات نحو توحيد الجسم الصحفي، وساهمت بصورة فعالة في بناء بيئة إعلامية فلسطينية جديدة، بات الصحفي فيها آمنا على حريته وهو يراقب أداء السلطة ويطالبنا بالتصحيح مطمئنا على مستقبله، بل وكان لها دور مشهود في تعزيز أواصر العلاقة مع زملاء المهنة على المستويين العربي والدولي.

وهنا لا بد لي أن أتقدم بشكر خاص إلى السيد جيم بو ملحة رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين الذي زارنا هنا عدة مرات، والذي كان له فضل في تبني الاتحاد الدولي للصحفيين لقضايا الصحفيين الفلسطينيين، الذين تمارس سلطات الاحتلال ضدهم كل أشكال القمع والتنكيل والاعتقال وتقييدٍ للحركة، بهدف منعهم من كشف ما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق شعبنا الصابر والمكافح.

السيدات والسادة،

شاءت الظروف أن ينعقد مؤتمركم هنا، في رام الله على بعد بضع كيلومترات من القدس، ونحن نعيش معاناة متكررة نتيجة هجمة عسكرية إسرائيلية، ينفذها جيش الاحتلال في كل بقعة من أرضنا بذريعة جديدة وما أكثر ذرائعه التي لا تتوقف، يقتحم جنوده البيوت والمؤسسات فجرا، يفجرون ويحطمون وينهالون ضربا ويطلقون النار على المدنيين العزل بمن فيهم الأطفال، ويعتقلون المئات من المواطنين ومن الأسرى المحررين، ويفرضون الإغلاق على مدن بأكملها، ويمنعون تنقل سكانها فارضين على الأرض مفهومهم القديم لأمن احتلالهم، فيما تصعد حكومتهم من تدابيرها الاستيطانية والتهويدية ضد القدس بوجه خاص، وعلى سائر أراضينا بوجه عام.

إنها سياسةُ البطش والإرهاب والعقاب الجماعي المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، بذريعة الكشف عن مصير مستوطنين مختطفين، يتوهمون من خلالها أنهم سيكسرون إرادة الفلسطينيين، وسيثنيهم عن التمسك بأهدافهم الوطنية وإنهاء الانقسام.

سياسة جربوها في السابق ولم يسألوا أنفسهم ماذا كانت النتيجة على مر السنوات، ألم تولد أجيال أكثر جرأة وصلابة وعزما؟ إنها الحقيقة التي لا يريدون الاعتراف أو التسليم بها كما سلَّم المحتلون بها أخيرا في الكثير من الدول والقارات.

وفي هذا السياق يمضي أسرانا البواسل في معركتهم مع السجان الإسرائيلي ويدخل إضرابهم عن الطعام اليوم الستين يوما رفضا للامتهان ولقانون الاعتقال الإداري التعسفي الذي يبقيهم خلف القضبان ظلما وتعسفا وصفاقة، أسرانا هؤلاء هم طليعة شعبنا في المواجهة وطلب الحرية، فإليهم نقدم التحية والاحترام والإجلال والإكبار ونقول لهم إننا على العهد معكم حتى تنالوا حريتكم وتعودوا إلى الأمهات والأبناء والزوجات والآباء والأصدقاء.

إننا، أيتها السيدات أيها السادة، شعب قرر مصيره واختار طريقه، طريق السلام الذي يعيد لنا حقوقنا في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة.

ولقد بذلنا الجهد الصادق لإنجاحه واستجبنا إلى كل المبادرات الداعية لتحقيقه، خاصة مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، ومن قبل اللجنة الرباعية ومساعي السيد جورج ميتشل، ويعرف العالم كله الآن أن التعنت الإسرائيلي هو من أفشل مهمة كيري وهو ما أعلنه كيري بنفسه، خاصة رفض سلطات الاحتلال تنفيذ الاتفاق الذي يلزم إسرائيل بإطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو إضافة إلى استمرار الاستيطان ورفض حل الدولتين على حدود عام 67.

واسمحوا لي هنا أن أقول إنه بلا شك فلقد استغل الاحتلال ما تسمى بالفوضى الخلاقة التي عمت المنطقة لتقسيمها على أساس طائفي وعرقي فتراجعت أولوية قضيتنا، وبرغم استمرار هذا المخطط إلا أن ثورة الشعب المصري في 30 يونيو قد أربكت كل الحسابات إن لم نقل أنها كانت بداية جدية لإسقاط هذا المخطط لما لمصر من ثقل ووزن ودور في الحفاظ على الأمن القومي العربي.

كان ردنا على هذا الخرق الفاضح للاتفاق أن طلبنا الانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية تطبيقا لقرار الأمم المتحدة الخاص بقبول عضويتنا في هذه المنظمة الدولية الأرفع شأنا كدولة غير عضو، وبذلك أصبحنا في نظر الشرعية الدولية دولة تحت الاحتلال وليست أراضي متنازعا عليها كما يزعم الاحتلال، تنطبق عليها اتفاقيات جنيف الرابعة، وبات بوسعنا الرد على الغطرسة الإسرائيلية غير المحدودة، فالحق معنا وأشقاؤنا معنا والعالم معنا.

وخلال استقباله لكم اليوم سيضعكم السيد الرئيس في صورة الوضع السياسي بشكل أكثر تفصيلاً

السيدات والسادة..

إنها فرصة عظيمة أن تعقدوا مؤتمركم في وطنكم الثاني فلسطين، إذ سيتاح لكم التعرف على ما يعانيه شعبنا وما يقاسيه وطننا جراء الاحتلال الغاشم، ولعلها ستكون أمانة في أعناقكم أن تنقلوا صورة ما يجري إلى العالم أجمع كما كنتم على العهد دائما.

أهلا وسهلا بكم، وأسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.