أكد الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، أن الإخاءالإسلامي المسيحي في فلسطين حقيقة تاريخية وضرورة إجتماعية عاشها المواطنون بمحبة ووئامفي مختلف الحقب وخلال ما واجهته فلسطين من تحديات.

ويقول، "إن الرسالتين المسيحية والإسلامية أرستا قواعد العدل بينالناس وحرمتا الظلم بكل انواعه وأشكاله، وإن الطريق الذي تلتقي عليه المسيحية والإسلامللعدل والحق في المجالات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، هو أن يأخذ كل إنسان حقهعلى نحو ثابت ودائم ما دام أهلاً لهذا الحق، وقد ربى الإسلام والمسيحية المؤمنين علىهذه الأخلاقية الحضارية".

ويشدد عيسى "التعاون المسيحي الإسلامي يشكل قوة في مواجهة أشكالالظلم والإضطهاد والإرهاب الدولي بدءاً مما يحدث في بعض الأقطار العربية، إلى إرهابدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولات فرض يهودية الدولة، وتهويد القدس الشريف، وتغييرالمعالم الحضارية والتاريخية لفلسطين التي شهدت ولادة يسوع المسيح له المجد، والتيتمثل الوجدان المسيحي على القداسة، ووجدان المسلم على العقيدة والإيمان، والضحية هيالشعب بمسلميه ومسيحييه".

ويتابع الدكتور حنا، "ان حالة التآخي الديني الذي تعيشه فلسطين تمثلنموذجاً يجب الاقتداء به، ويجب العمل على تحقيق المزيد من التعاون الإسلامي المسيحي،والتعامل مع مجتمعنا العربي على أساس المساواة بين الناس، بغية منع الاحتلال من تحقيقأهدافه في التفرقة والفتنة والعنصرية".

ويضيف، "نعم، نحن في فلسطين وجدنا موحدين، ونحن النموذج الطبيعيللمجتمع والإنسانية وللعلاقة بين الأديان، وعلينا أن نعطي نموذجاً ليس فقط في العلاقةبين الأديان، وليس فقط في الوطنية، وإنما بشئ أرقى وأشمل وهو الإنسانية".

ويقول الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، "إن الحضارة العربيةبنيت بيد أبناء الأمة مسيحيين ومسلمين معا، وإن فلسطين ستبقى دائماً منارة للأمم فيتعزيز روح التآخي الديني، وإن وعي أبنائها سيظل الضامن الأكبر لخروجها منتصرة في مواجهةالفتن".

ويطالب الأمين العام، عيسى، علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحيتوحيد الجهود لتوجيه الجيل حيال ما يحاك للمنطقة من فتن، وإلى نشر المحبة والسلام والتسامحبدلاً من التطرف الذي لا يحمله إلا الجهال. ويقول "لا بد من أهمية توليد ونشرثقافة العلم والمحبة بين الأجيال، والابتعاد عن التطرف الديني الذي ينطلق من مبدأ إلغاءالآخر.

ويناشد الدكتور حنا برص الصفوف وتوحيد الجهود للتأكيد على وحدة المجتمعالفلسطيني بجميع مكوناته كما كان على مر التاريخ في العيش المشترك والفعل الحضاري الواحد،والمشاركة الفاعلة في الدفاع عن قضية القدس والمقدسات، ورفض سياسات تهويد المدينة المقدسة،ورفع الظلم عن أبناء شعبنا الرازحين تحت الاحتلال، والتأكيد على الجهود الدولية، واستثمارهالصالح قضيتنا الوطنية الفلسطينية أخيراً.