تحت رعاية وحضور سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبّور، وبمناسبة مرور ستة وستين عاماً على نكبة فلسطين، افتتح محترف جورج الزعني معرض صُوَرٍ للرئيس ياسر عرفات يجسّد تاريخ مراحل حياته السياسية والنضالية، قرب مخيم مارالياس، قبيل ظهر الخميس 2014/5/15.

المعرض أقيم على الجدار الملاصق لمخيم مارالياس، حيثُ ازدان الجدار بصور الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وكل صورة تحكي تاريخاً سياسياً ونضالياً مشرّفاً لقائد ورئيس قلّ نظيره في العهد القديم والحديث، وحضره إلى جانب المتكلمين عضو قيادة إقليم حركة "فتح" في لبنان مسؤول الضمان الصحي غسان عبد الغني، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية واللجان الشعبية، والدكتور حسن الناطور، وجهاد الخطيب مثلاً ندوة العمل.

بدايةً كانت كلمة للسفير دبور الذي وجّه التحية إلى الدكتور جورج الزعني على مجهوده الذي أحيا فيه تاريخ فلسطين والثورة الفلسطينية من خلال عرض صور مهمة لأدق مراحل الشهيد ياسر عرفات، رغم وضعه الصحي.

وبعدها تلا السفير دبور نص الرسالة التي وجّهها وزير خارجية دولة فلسطين رياض المالكي إلى نظيره اللبناني جبران باسيل، والتي انفردت جريدة النهار بنشرها، وجاء فيها "إن القيادة الفلسطينية لن توافق على أي اتفاق سلام لا يتضمَّن حلاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار "194" ولا يضمن حقهم في العودة، وسنرفض بشكل قاطع أي صيغة تتعارض مع ذلك الحق، بالتنسيق مع الأشقاء العرب وخاصة في لبنان".

بدوره أكّد دبور للمسؤولين اللبنانيين الرفض الكامل والمطلق من القيادات الفلسطينية والفلسطينيين بكامل شرائحهم وانتماءاتهم للتوطين، مشدّدًا على أن هذا موقف ثابت لن يتغير مهما تغيرت المناخات السياسية في المنطقة.

ودعا الجميع للوقوف إلى جانب النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا وتحمّل المسؤولية، مؤكداً قول الرئيس أبو مازن "إن نكبة شعبنا في سوريا هي أكبر من نكبة الـ48".

ثمَّ كانت كلمة لعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل استهلَّها بتوجيه التحية إلى الشهداء وللرئيس الشهيد ياسر عرفات، مستذكراً الشهداء الذين سقطوا في مارون الراس، الذين أسقطوا مفهوم" الكبار يموتون .. والصغار ينسون"، إلى غير رجعة، مؤكدًا أن حق العودة حق فردي وجماعي لكل فلسطيني، لا يُقبل المساس به، وحق لا يسقط بالتقادم.

كما دعا فيصل الحكومة اللبنانية للتراجع عن القرار الجائر الذي يمنع الفلسطيني النازح من سوريا الدخول إلى لبنان، مؤكداً أن من حق الفلسطيني أن ينعم بالأمن والأمان إلى حين العودة إلى مخيمه في سوريا.كما دعاها إلى إنصاف الفلسطيني بإعطائه الحقوق المدنية، وحق العمل والتملّك.

وختم بتوجيه التحية والافتخار إلى الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية المضربين عن الطعام منذ ما يزيد عن أسبوعين.

من جهته قال ممثّل القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز "بمقام الشهداء تسقط الذكرى السادسة والستون للنكبة. لقد قدّم هذا الشعب خيرة شبابه وفي مقدّمهم الشهيد ياسر عرفات، ومهما تحدثنا عن الشهيد الراحل، إلا أن علينا الإقرار بأنه كان رمزاً أساسيًا في الساحة الفلسطينية".

ودعا أبو عماد إلى الوحدة الفلسطينية وتحصينها، وان تبقى الناظم للعلاقات بين الفصائل، وأشار إلى أن التحديات تكبر في وجه القضية الفلسطينية، وان هناك مؤامرة ضد المخيمات، وان مخيم نهر البارد لأكبر شاهد على ذلك، مشدداً على ضرورة ترك الخلافات الفصائلية جانباً والحفاظ على المخيمات لأنها الهوية الفلسطينية، وعنوان حق العودة، وداعياً الدولة اللبنانية التراجع عن قرارها الظالم القاضي بمنع دخول النازح الفلسطيني القادم من الأراضي السورية إلى لبنان.

أمَّا رئيس حزب النجّادة مصطفى الحكيم فحمل على الأنظمة العربية الذين اكتفوا بالبيانات والشجب والمؤتمرات، وعلى أئمة المساجد والمشايخ الذين اكتفوا بالدعاء، متسائلاً هل هذه المواقف أوقفت تهويد القدس؟! وهل الدعاء على أمريكا وإسرائيل غيّرت من مواقفهما؟! وتساءل أتعلمون لماذا لم يستجب الله؟ لأن الله قال "إن تنصروا الله ينصركم". ونحن غيّرنا البوصلة عن فلسطين وانشغلنا بصراعات داخلية فيما بيننا".

ورحَّب الحكيم بالاتفاق الأخير ببن القيادة الفلسطينية وحركة حماس، متمنياً العودة إلى التآخي والوفاق من أجل القضية الكبرى، فلسطين، وخاتمًا بتأكيد موقف حزبه بالوقوف مقاوماً مع المقاومة الفلسطينية حتى عودة جميع اللاجئين الى فلسطين.

بدوره ألقى ممثّل التيار الوطني الحر رمزي ديسوم كلمة وجّه من خلالها التحية إلى الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، ودعا الفصائل إلى التوحّد لمواجهة المخططات الإسرائيلية لإلغاء حق العودة وتهويد القدس والاستيطان. لافتاً إلى أن 66 عاماً من التهجير لم تزد الفلسطينيين إلا إصراراً عل التمسك بالعودة إلى ديارهم.

وفي الختام شكر جورج الزعني الجميع لمشاركتهم بالمعرض، متمنياً إقامة معرضه العام القادم على ارض فلسطين الحبيبة.