أحيت جماهير شعبنا في الوطن والشتات أمس الذكرى الـ 66 للنكبة بالتأكيد على التمسك بحق العودة، فيما صبغ رصاص حراس معسكر "عوفر" فعاليات الذكرى السوداء بالأحمر القاني، عندما اطلقوا الرصاص الحي بكثافة باتجاه متظاهرين سلميين، ما ادى لاستشهاد الفتيين نديم نوارة من قرية المزرعة الغربية ومحمد عودة أبو ظاهر (20 عاما) من قرية أبو شخيدم واصابة 6 آخرين.
وقالت مصادر طبية ان قوات الاحتلال استخدمت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين السلميين ما ادى الى اصابة 8 منهم بجروح.
وسيشيع جثمانا الشهيدين في مسقط رأسيهما اليوم. وانطلقت من باحة مجمع فلسطين الطبي مسيرات غضب عفوية على جريمة قتل الفتيين جالت الشوارع والميادين الرسمية مطالبة باغلاق المحال التجارية واعلان الحداد الشعبي اجلالا لروحيهما.
وأعلنت الحكومة مساء أمس الحداد العام اليوم حدادا على سقوط الشهيدين. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة إيهاب بسيسو: "إن الحكومة قررت تنكيس الأعلام يوم غد (اليوم)على جميع المؤسسات الرسمية ومقرات الوزارات.
وأدانت الحكومة قيام قوات الاحتلال باغتيال الشهيدين. وطالب بسيسو المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف انتهاكات جيش الاحتلال بحق المواطنين العزل، وإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام، والإفراج عنهم دون قيد أو شرط.
ودعت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إلى فتح تحقيق فوري ومستقل وشفاف في قتل جيش الاحتلال الشهيدين أمام معسكر "عوفر". وقالت المنظمة الدولية في بيان لها "إن القوات الإسرائيلية تسجل تهورا مستمرا في استخدامها القوة المفرطة ضد المتظاهرين الفلسطينيين، حينما قتلت شابا وفتى، وجرحت آخرين خلال مظاهرات لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، في مظاهرة أمام معسكر عوفر، وكانوا يعبرون عن تضامنهم مع الأسرى الفلسطينيين، المحتجزين في السجون الإسرائيلية دون تهمة، والمضربين عن الطعام منذ اثنين وعشرين يوما".
وأضافت "أمنستي" إن "الجيش الإسرائيلي، وقوات حرس الحدود استخدمت القوة المفرطة، بما فيها الرصاص المعدني، خلال الرد على قذف الحجارة الذي لا يشكل تهديدا لحياة الجنود في معسكرهم المحصن".
وقال مدير فرع المنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيليب لوسار: "إن القوات الإسرائيلية لجأت مرارا إلى استخدام منتهى العنف للرد على الاحتجاجات الفلسطينية على الاحتلال وسياساته العنصرية، والاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات غير الشرعية، إلا أن الاستخدام غير الضروري والمفرط للقوة ضد المحتجين أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا، ويجب على السلطات الإسرائيلية ضمان احترام حقوق الإنسان".
وجاء في البيان إن "أمنستي" وثقت مرارا استخدام القوة المفرطة والقتل غير الشرعي لعشرات الفلسطينيين بمن فيهم أطفال، في الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أصدرت تقريرا في شباط الماضي عنوانه "سعداء بالضغط على الزناد، تهور الجيش الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة في الضفة الغربية".
وقالت "أمنستي" إن "على إسرائيل تحمل التزاماتها وفق القانون الدولي باحترام حق الحياة من خلال الالتزام الصارم بالمعايير الدولية لاستخدام القوة، وضمان حق الفلسطينيين في التجمع السلمي، وعلى المسؤولين الإسرائيليين ضمان حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة".
وكانت صفارات الإنذار أطلقت لمدة 66 ثانية في محافظات الضفة وقطاع غزة أمس إيذانا بانطلاق فعاليات إحياء الذكرى الـ66 للنكبة.
وقد نظمت مسيرات ومهرجانات حاشدة أكد المشاركون فيها تمسكهم بحق العودة الذي لا يسقط بالتقادم، ورفضهم الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية.
ورفع الأطفال خلال المسيرات مفاتيح حملت أسماء المدن والقرى المهجرة، لنفي مقولة "الكبار يموتون، والأطفال ينسون".
وفي مشهد تمثيلي، جالت شاحنة قديمة، محملة بعائلة مهجرة، صبغت باللونين الأسود والأبيض، لاستحضار الصورة والذاكرة الفلسطينية لما حصل عام 48. وتم ترديد قسم حق العودة وتجديد التمسك بالثوابت الوطنية وعلى رأسها العودة.
واعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان مقدسيين خلال قمعها فعالية شعبية لإحياء ذكرى النكبة في شارع السلطان سليمان بين بابي العامود والساهرة وسط القدس المحتلة.
وفي سياق متصل، نظمت حشود من المواطنين وقفة سلمية في منطقة باب العامود رفع فيها المشاركون والمشاركات الأعلام الفلسطينية ولافتات تخص المناسبة وصورا تحمل مفاتيح بيوت فلسطينية في القدس هجر أهلها عنوة في العام 1948.
واندلعت مساء أمس اشتباكات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال على المدخل الرئيسي لبلدة الرام.
وأصيب 11 مواطنا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط أحدهم في عينه، والعشرات بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت في حي باب الزاوية وشارع الشلالة بمدينة الخليل. كما أصيب عشرات المواطنين بالاختناق وبالرصاص المغلف بالمطاط خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، في بلدة بيت أمر.
وقمعت قوات الاحتلال مسيرة نظمت في قرية الولجة جنوب القدس في ذكرى النكبة. وانطلقت المسيرة من منطقة عين الجويزة، فيما يعرف بالولجة الجديدة، نحو أراضي القرية التي احتلت عام 1948، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والاعلام السوداء، ورددوا شعارات تؤكد على حق العودة.
وأطلقت قوات الاحتلال الغاز المدمع، والقنابل الصوتية باتجاه المشاركين، ما أدى إلى اصابة العديد منهم بالاختناق، ورضوض جراء الاعتداء عليهم بالعصي.
وأحيت جماهير شعبنا في قطاع غزة ذكرى النكبة بمسيرات جماهيرية انطلقت باتجاه معبر بيت حانون شاركت فيها مختلف القوى الوطنية والاسلامية. وحمل المشاركون في المسيرات مفاتيح حق العودة كما رفعت الاعلام الفلسطينية.
وأحيا اللاجئون من أبناء شعبنا في لبنان ذكرى النكبة حيث عمت المسيرات والمهرجانات والاعتصامات المخيمات الفلسطينية للمطالبة بحق العودة.
كما نظمت مسيرات ووقفات في عدد من العواصم العربية والدولية.