عبد الله خليل/ رام الله - فلسطين
خاص/مجلة القدس, تقاطع واضحبين الحملة الاسرائيلية التي يتصدرها وزير خارجية اسرائيل "افغدور ليبرمان"ضد القيادة الفلسطينية وضد الرئيس محمود عباس وبين تصريحات خرجت من حماس للنيل من مكانةمنظمة التحرير الفلسطينية ومن رئيسها اضافة إلى التهديدات الأمريكية المتتالية بقطعالمساعدات والمعونات واغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكيةوليس بعيدا عن الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الوطنية الفلسطينية، كان لنا هذاالحوار مع عمر حلمي الغول مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني لاستيضاح هذه الأمور وقضاياأخرى ذات علاقة.
س: الأخعمر الغول كيف تصف الهجمة التي يتعرض لها الأخ الرئيس أبو مازن من قبل وزير الخارجيةالاسرائيلي " ليبرمان" وما هي الاسباب وراء هذه التصريحات؟
هذه التصريحاتتأتي في اطار مخطط سياسي ممارس وينفذ على الارض ليس فقط من خلال تصريحات "ليبرمان"و ان كان هو رأس الحربة في هذا المخطط وانما المخطط يقف وراءه كل من رئيس وزراء حكومةأقصى اليمين الصهيوني نتنياهو وكل مكونات الحكومة الاسرائيلية ، ولكن تصريح ليبرمانهو الأكثر فجاجة والاكثر تعبيرا عن الحملة التي تستهدف شخص السيد الرئيس أبو مازن للاطاحةبشخصه كونه أولا لأنه رجل السلام ومتمسك بخيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابعمن حزيران للعام 1967 وكذلك لأنه رفض الانصياعللاملاءات الاسرائيلية والامريكية بالتوجه لطاولة المفاوضات لادارة مفاوضات من أجلالمفاوضات، ومطالبة الرئيس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات التسوية السياسيةالتي في أحد أهم بنودها تطالب حكومة اسرائيل بوقف الاستيطان و وقف الاعلان عن عطاءاتجديدة لبناء وحدات استيطانية استعمارية على الاراضي الفلسطينية المحتلة للعام 1967،كما أن الرئيس بسياساته الحكيمة وبتمسكه بخيار السلام يشكل عقبة أمام المخطط الاسرائيليلاسيما وأن حكومة نتنياهو لا تجد ما تتسلح به لتنفيذ مخططها خاصة وأنها ليست معنيةبخيار السلام ولا تريد التقدم نحو أي تسوية سياسية تخدم السلام والتعايش بين الشعبينبل أن خياراتها وسياساتها وتطبيقاتها على أرض الواقع تقول بأن هذه الحكومة هي حكومةحرب وحكومة احتلال استعماري وتأَبيد الاستيطان الاستعماري على الاراضي الفلسطينية المحتلةفي العام 1967 وبالتالي تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية العليا والاهداف الفلسطينيةوالعمل على خيار الترانزفير الارادي للفلسطينيين من خلال مجموعة الانتهاكات والضغوطالسياسات التي تنفذها هذه الحكومة التي تعتبر الاكثر تطرفا في تاريخ اسرائيل، ويعملكل من جانبه في هذه الحكومة سواء من خلال عملية المصادرة والتهويد والبناء أو من خلالالحواجز والاعتقالات والاجراءات الاخرى التي تعقّد حياة المواطن وتضر بمصالحه اضافةالى هدم البيوت والسيطرة على الخرب والقرى المهمشة وغيرها من المناطق الفلسطينية المحتلة،وفي نفس السياق وتتويجا لذلك تستهدف هذه الحكومة شخص الرئيس محمود عباس للانقضاض عليهلاحقا لتصفيته جسديا بسيناريو قد يكون مشابها أو مختلفاً بالاخراج مع السيناريو الذي نفذه شارون وبوش الابن ضد الرئيس الراحل الرمز أبوعمار، وبالتالي الحملة التي تستهدف الرئيس ابو مازن هي حملة ممنهجة ومخطط لها وعنوانهاالابرز ليبرمان ولكنها ورغم تصريحات مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بالنفي عن ترابطتصريحات ليبرمان وبين سياسات رئيس الحكومة الا ان هذه التصريحات عمليا هي تترجم السياسةالرسمية لحكومة اسرائيل خصوصا وأن ليبرمان هو وزير خارجية لاسرائيل ولا ينطق عن الهوىوهي ليست زلة لسان وايا كانت التباينات التي قد تكون موجودة بين رئيس حكومة اسرائيلو بين وزير خارجيته ليبرمان الا أن وزير الخارجية يعلم تماما وفي أي حكومة خاصة بحكومةتقود سياسات اسرائيل يعلم بأنه لا يجوز له أن يختلف عن سياسة رئيس الوزراء وعن مكوناتالائتلاف الحكومي الاكثر تطرفا لذلك تصريحات ليبرمان هي تصريحات تعكس التوجهات السياسيةالاسرائيلية و هي تتويجٌ لما هو قادم من الايام اذا لا قدّر الله واتيح للسيناريو الاسرائيليأن يطال شخص الرئيس محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الوطنيةالفلسطينية ورئيس الشعب الفلسطيني المنتخب.
س: هلباعتقادك أن رد السلطة الوطنية الفلسطينية على هذه التصريحات كافٍ، وما هو الواجب عملهفلسطينيا وعربيا ضد هذه الحملة؟
لا أعتقد بأن الردكافٍ بل الاكتفاء بمجرد الرفض لهذه التصريحات والاستنكار والادانة والشجب وجميع هذهالمصطلحات لا تفي بالحد الادنى من المواجهة للمخطط الاسرائيلي وايضا ارسال رسالة منقبل القيادة الفلسطينية للقيادة الاسرائيلية بالاحتجاج على هذه التصريحات أيضا لا يشكلردا طبيعيا، الأمر الذي يفرض على القيادة التحرك بشكل جدي على الارض لمواجهة هذه المخططاتوالسياسات لحماية الرئيس كونه رمز الوطنية الفلسطينية وأيضا من خلال تصعيد النضال لمواجهةالتحديات والاخطار المحدقة بالمشروع الوطني وبالاراضي الفلسطينية المحتلة في العام67، الاراضي المقرر أن تقام عليها الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتهاالقدس، وهذا اجراء أولي أي بمعنى أن لا بد من تحشيد القوى أولا السياسية ومن خلال اعادةالاعتبار لوحدة وقوة حركة فتح ورؤيتها وثانيا من خلال القوى السياسية والوطنية لفصائلمنظمة التحرير الفلسطينية ومجموع القوى السياسية والمجتمعية الفاعلة في الشارع الفلسطينيللرد على هذه المسألة من خلال القيام بمجموعة من الانشطة وتعزيز خيار المقاومة الشعبيةبالمعنى الجدي والحقيقي للكلمة وليس بالشعار والعبارات فقط، ثالثا التوجه للرباعيةالدولية ولكل الأقطاب العالمية برسائل واضحة وصريحة من خلال اللقاءات المباشرة في تحميلهاللمسؤولية عما ستؤول اليه الامور من نتائج وخيمة على كل المنطقة وعلى السلام فيما بينالشعبين تحديدا، وما بين المؤسستين الفلسطينية والاسرائيلية وتحميل ذلك لحكومة بنياميننتنياهو وليبرمان وباراك و يعالون و ...ألخ ومن لف لفهم في الحكومة المتطرفة، كذلكالأمر مطالبة لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام وكذلك مؤسسة القمة العربية باتخاذموقف واضح وصريح من هذه التصريحات والعمل على تطوير الموقف العربي في مواجهة التحدياتالتي تفرضها حكومة اسرائيل وتحديدا ما يقوم به وزير الخارجية الذي صعّد من حملته ضدالشعب الفلسطيني ليشمل تقويض حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وحسب القرار الأممي194 فلا بد من التصدي لهذه السياسة والمسألة لا تتعلق فقط بشخص الرئيس محمود عباس وانماتتعلق بجوهر المشروع الوطني الفلسطيني وتفاصيله وشكله وبالمصالح الفلسطينية العليا،أيضا هناك حراك على المستوى الاسلامي وهناك دورة تعقد على مستوى دول عدم الانحياز مفترضأن تطرح المسألة لمناقشتها ولمحاكمة هذه التصريحات والاجراءات التي تقودها حكومة اسرائيل، وهناك مشروع اقتراح لتشكيل محكمة جرائم حرب من قبل منظمة دول عدم الانحياز للجرائمالتي ترتكبها اسرائيل ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني فنأمل أن تتمكن هذه المنظمةمن تشكيل هذه المحكمة لتكون رادفاً قوياً لمحكمة الجنايات الدولية والمحاكم الأخرىفي دول العالم لاستهداف القيادات الاسرائيلية الأمنية و السياسية التي ارتكبت وترتكب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني،هذه مجموعة من الخطوات التي ممكن أن تشكل بداية رد حقيقي ضد التصريحات والسياسات والجرائمالتي ترتكب على مدار الساعة ضد مصالح الشعب العربي الفلسطيني.
س: مامدى تأثير هذه الحملة ضد القيادة الفلسطينية على امكانية العودة لإستئناف المفاوضاتوعلى مسيرة السلام ككل؟
هذه الحملة تعكسالرؤية الاسرائيلية والسياسات الاسرائيلية وتعمل على تصفية التسوية السياسية لأن تصفيةالحقوق وضرب مكونات الشريك الفلسطيني المحب للسلام والذي اختار السلام وضرب قائده الرئيسمحمود عباس يعني أن اسرائيل تعمل جاهدة وبكل الوسائل المتاحة لضرب عملية السلام وتصفيتهابالمجمل، وهذه السياسة لم يكن لها أن تتقدم وأن تعلن عن ذاتها وأن تستمر وتواصل توجهاتهاالتخريبية والتدميرية لعملية السلام ما لم يكن هناك ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، وصمت مريب من قبل المجتمع الدولي والرباعية الدولية، الأمر الذي يفرض على العالماذا كان معنيا بخيار السلام والتعايش وانقاذ المنطقة من سياسات التدمير والحرب والعنفالاسرائيلي فإنه على العالم إلزام هذه الحكومة على وقف كافة السياسات العدوانية والاجراميةوالالتزام باستحقاقات التسوية السياسية ودفع هذه الاستحقاقا ت وليس الالتزام بها فقطوتطبيقها على الأرض لدفع خيار حل الدولتين للشعبين على حدود 67 الى الأمام ودون ذلكستبقى حكومة اسرائيل تمارس البلطجة ودور الدولة المارقة الخارجة عن القانون صباح مساء،لأنها لن تجد رادعا قويا يحول دون ممارستها خاصة وأن هذه الممارسات والسياسات اذا مااستمرت فانها لن تهدد السلام على المسار الفلسطيني الاسرائيلي وحسب وإنما ستهدد السلامفي المنطقة وتهدد شعوب المنطقة برمتها وكذلك ستهدد السلم العالمي ككل.
س: الأزمةالمالية والاقتصادية التي تمر بها السلطة الوطنية الفلسطينية جزء من الحملة والضغوطالتي تتعرض لها السلطة، ما رأيك بذلك؟
بالتأكيد هذا منطقسليم وكذلك نتيجة الاستشعار من قبل القيادة السياسة الفلسطينية أن حكومة اسرائيل وبدعممن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تبهيت ومسخ صورة السلطة الفلسطينية والقيادةالفلسطينية فلا بد لها اضافة الى جرائمها التي ترتكبها على مدار الساعة لابد لها منأن تعمل بشكل اخر و من زاوية أخرى لاضعاف هيبة السلطة ومن خلال عدم تمكين السلطة من أداء دورها ووظيفتها من خلال اختلاق الأزمة المالية الاقتصاديةالتي تحدثها وعدم إلزام الدول المانحة سواء العربية أو الاتحاد الاوروبي لدفع استحقاقاتهالموازنة السلطة التي تشكل الأساس لخزينة السلطة الفلسطينية التي تمكنها من دفع استحقاقاتهاوأداء مهامها الادارية والتنظيمية والتنفيذية لرعاية مصالح أبناء شعبها الفلسطيني فيداخل الأراضي الفلسطينية، فالأزمة هي أزمة مفتعلة وليست أزمة طبيعية ولها خلفية سياسيةبامتياز تقف وراء هذه الأزمة حكومة اسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي أوباما، ولكن نحننراهن وكما حدث في القمة الطارئة التي عقدت في مكة هذا الشهر ومن قبلها اجتماع المتابعةالعربية التي تم فيها الاتفاق على أن تشكل الدول العربية مظلة أمان لموازنة السلطةمن خلال دفع مبلغ 100 مليون دولار شهريا لكي تتمكن السلطة من أداء مهامها الملقاة علىعاتقها، ولكن وحتى الان لم يتم هذا الأمر لذا نأمل أن يرتقي الأشقاء العرب إلى مستوىالمسؤولية وأن يقوموا بتسديد الإلتزامات المستحقة، لأن في حال اذا لم ينفذ العرب إلتزامهمالمالي تجاه السلطة الفلسطينية فان الأمور ستتجه إلى ما لا يحمد عقباه إن كان من تداعياتالسلطة أو ما سيلي ذلك من تداعيات في اطار الساحة الفلسطينية والذي سيصيب بنيرانه الأشقاءالعرب دونما استثناء.
س: نحن على أبواب استحقاق دولي تسعى له القيادة الفلسطينية....كيف ستتصرف القيادة في ظل استمرار هذه الأزمة وهل سيثنيها ذلك عن التوجه للمنظمة الدولية؟
القيادة الفلسطينيةأعلنت بشكل واضح وجلي بأنها ماضية في خيار الطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة الحصولعلى العضوية غير الكاملة لدولة فلسطين، والان في الدورة السادسة عشرة لدول عدم الانحيازالمنعقدة في طهران ستطرح القيادة الفلسطينية موضوع دعم الخيار الفلسطيني في الحصولعلى خيار الدولة غير كاملة العضوية بمعنى أدقأن القيادة الفلسطينية لم ولن تتردد في التوجه للحصول على هذا الحق وهذا الهدف التكتيكيالذي سنحصل عليه بالضرورة لا سيما وأن الفضاء والمناخ السياسي في الجمعية العامة يتيحلنا التملص والخروج وتجاوز الفيتو الأمريكي والضغوط الأمريكية الى حد بعيد وبالتاليإمكانية تحقيق هذا الهدف هو أمر ممكن ولكن ستختار القيادة الوقت المناسب لعرض هذا الموضوعارتباطا بمصالح الشعب الفلسطيني ومن خلال رؤية اللوحة الشاملة للمشهد المحلي والعربيوالاقليمي والدولي.
س: علىماذا تدل ازدواجية توجيه الدعوة للفلسطينينمن قبل طهران لحضور قمة عدم الانحياز وخروج أصوات من حماس ضد منظمة التحرير الفلسطينيةوضد الرئيس أبو مازن ؟
اذا دققنا القولفي كل المناحي سنجد هناك تقاطعاً بين تصريحات وسياسات حكومة أقصى اليمين الصهيوني وماتقوم به وتنفذه حركة حماس من خلال حملة التصريحات وأيضا من خلال ما تقوم به الادارةالأمريكية التي وجهت التهديد تلو التهديد للرئيس محمود عباس من خلال الرئيس أوباماووزيرة خارجيته كلنتون وكذلك المبعوث الأمريكي للسلام فجميعهم حملوا تهديدا للرئيسلثنيه عن الذهاب للأمم المتحدة وطلب العضوية وتهديده بشخصه وبعدم دفع المعونات الاقتصاديةوقطع المساعدات واغلاق مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن وأيضا يتقاطع مع تلك الدعوةالتي وجهت لأسماعيل هنية من قبل طهران لحضور قمة عدم الانحياز ، وتراجعت عنها ايرانفيما بعد وكذلك الاتصال الهاتفي الذي جرى فيما بين الرئيس المصري واسماعيل هنية والذينسعوا جاهدين للانتقاص والاساءة للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحريرالفلسطينية و ممثلها وعنوانها الرئيس محمود عباس، لذا هذه الحملة إذا أخذت بقراءة موضوعيةودون تحميل الأمور أكثر مما تحتمل نجد أن هناك تقاطعاً ولكن لا يصل إلى حد التشابك،ولكن لكل طرف خلفيته وحساباته ومصالحه السياسيةوالأمنية وكل طرف منهم يسعى لإجهاض وانتقاص دور منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعيوالوحيد لهذا الشعب، فعلى الجميع أن يدركوا بأن لفلسطين ممثلاً شرعياً واحداً وعنوانهالرئيس الفلسطيني محمود عباس لأنه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس للسلطة الفلسطينيةورئيس لدولة فلسطين وهو الرئيس المنتخب لهذا الشعب ، وكل من صوّت للرئيس ما زال يصوّتله حتى اللحظة كرئيس، فهو لم يأتِ لا بدبابة أمريكية ولا بانقلاب وإنما جاء من خيارالشعب الديمقراطي ومن خلال صندوق الاقتراع الذي تحاول حماس وإلى الان التهرب من استحقاقه،فهناك تقاطع جلي ما بين الانتهاكات والتصريحات الاسرائيلية التي تستهدف الشرعية الفلسطينيةوما بين تصريحات حماس و تصريحات القوى الأخرى التي تستهدف دور ومكانة منظمة التحريرالفلسطينية.
ر
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها