خاص/ مجلة القدس،

غدٌ غريبٌ

كلّما رأيتُه يتلاشى

يشبهُ أحاسيسَ مجهولة الإقامة

حملتُه على كفَّي منذ صغري الى مصرع الوردة

وهو لا يفارقُني

لو أنصفني مرّة لأحسستُ بأن الحياةَ عادلةٌ

 ولأحسستُ بجمال نهارٍ مشمسٍ عقبَشتاءٍ قارس

غداً عندما الحربُ تدخلُ الذاكرةَ

ويقيمُ النّحلُ خليّة عسلٍ على النافذة

غداً عندما تمرُّ حياتُنا على عجل لكيلا نسقطَ

أو نهاجرَ

أشعرُ بآه كبيرة

بعنفٍ يضربُ ليلَ الغائب

بضجيجِ حقائبَ

بعزلةٍ إنسان في زمن مخادعٍ

بغيابٍ طويلِ الروح

بتعبٍ أصفرَ

بكثافةِ ملائكةٍ

على الوجوهِ رعشةُ صقيعٍ

ظلُّ طائر داكنٌ

يقفُ

يرحلُ

يأتي يعبرُ

دون ان يخدشَ ذكرى ذائبةً

أفتحُ له بابَ روحي ليدخلَ كملاك

مثل حبّةِ لؤلؤٍ على شوك وردة

غداً من أجلِ غفوةٍ بجوار شجرة

من أجلِ كلمةٍ قرب زهرة

سأكتشفُ خطأي

جرحٌ يداويني بجرح

في البعيد بُعْدَ الماضي والمستقبل

بيدي ترابكِ

أزهو بغاباتك وظبائِكِ

أتبعُ آثارَ أقدامكِ في اللّيل

أكتشفُ كلّ مرّة أني لم أصلْ

أشقُّ صدرَ الغيبِ

تستريحُ طيورُ  السماء في عينيّ

أتقدّمُ

أقول في نفسي هكذا يتقدّمُ الشلال

ينتابني وجعٌ

وميضُ نجماتٍ

فجرُ ليلٍ غائب

أحسّ بغابة ألمٍ فتّاكةٍ

يرتديني نهرٌ ثائرٌ

أعثرُ عليّ في الممرّات

اليوم أبدأُ طقوسي

أثوووورُ

أغضبُ

أهدأُ

تفاصيلُ تسيلُ من عيون دامعة

مسودّاتٌ لكائناتٍ تحت الصفر

سنواتٌ تحبو على أرض النرّجس

مشاهدُ خاليةٌ من كلام الحجر

فراقٌ صعب

حبرٌ

قلقٌ

عتمةٌ

حسرةٌ

آلامٌ مستحيلةٌ

هواءٌ ينثرني في البلدااااان كحصانٍ طليقٍ في قارورة محكمة الإغلاق

أتوهُ صباحاً

أتوهُ مساءً

عقاربُ الساعة واقفةٌ

عطري رائحةُ بارود

سبلي نوارسُ ضائعةٌ

لا أحد يعرف أين أصبح موجوداً

لا بابَ للمعجزات

لا احتمالات

لا رغبات

لا باحات

الإنسان يسقطُ كالشّهب والنيازك

لا يصدق ما يحدث

ذاهلاً مما يرى

حبذا لو خاتمةٌ للجرح

لو حبةُ دواء شافية

لا من يعرفُ من يكون

بثقافة الرماد والمواقد يصارعني عدوي

على قرميد مستوطنته طيورٌ تتناكف قبالة مسقط رأسي

منذ البدايات

منذ ابتعدتُ

أرضهم أرضنا

بيتهم بيتنا

سماؤهم سماؤنا

مالهم لنا

لمسةُ يدي على الباب

المفتاحُ معي منذ ابتعدت