افتُتِحت أعمال "المنتدى العربي الدولي لهيئات نصرة أسرى الحرية في سجون الاحتلال الصهيوني"، بدعوة من المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، واللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، وبحضور وزير شؤون الأسرى والمحرّرين عيسى قراقع، وذلك في فندق الكومودور في بيروت الأربعاء 2014/4/30.

وحضر المنتدى أكثر من 350 شخصية عربية ودولية تقدَّمها - إلى جانب المتحدّثين في المنتدى- رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور، والياس حنكش ممثّلا الرئيس أمين الجميل، ورفعت بدوي ممثّلا الرئيس د. سليم الحص، ورمزي ديسوم ممثّلاً العماد ميشال عون، والوزراء السابقون بشارة مرهج، وعبد الرحيم مراد،  ود. عصام نعمان، والنائبان السابقان د. عبد المجيد الرافعي وناصر قنديل، والعقيد ريمون أيوب ممثلاً مدير عام الأمن العام.

كما حضره أيضًا سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، وسفير سوريا علي عبد الكريم علي، وسفيرة فنزويلا سعاد كرم، وسفير جنوب إفريقيا شون بينفيلدت، والقائم بأعمال السفارة الإيرانية محمد فضلي، والقائم بأعمال السفارة اليمينية علي الضالعي، وممثّلون عن سفارتَي المغرب والسودان .

كما حضر ممثلون عن الأحزاب والفصائل والجمعيات واللجان والروابط والهيئات اللبنانية والفلسطينية والعربية بالإضافة إلى عدد كبير من الشخصيات الدولية.

الجلسة الأولى ترأسها الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي المحامي خالد السفياني (المغرب)، فوجَّه التحية باسم الحضور إلى "كافة أسرى الحرية، لأسرى الكرامة، للذين  صمدوا ويصمدون، للذين لا يساومون، للذين يستحقون منا كل تحية انهم الأسرى والمعتقلين والأسيرات والمعتقلات  في سجون الاحتلال الصهيوني فلسطينيين وعرب وغير عرب".

        ثم تحدّث باسم الهيئات الداعية، أمين عام اتحاد المحامين العرب، منسِّق اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين المحامي عمر زين، حيثُ قال: "أهلاً بكم أخوة فلسطينيين، تحملون جرح بلادكم وشهدائكم وأسراكم وأقصاكم وقيامتكم وحصاركم وكل شبر من أرضكم المغتصبة والمحتلة والحرة المستقلة غداً بإذن الله.

        أهلاً بكم أشقاءً عرباً من المحيط إلى الخليج تلتقون اليوم، كما دائماً، حول فلسطين وعناوين قضيتها، مؤكدين أن امتنا تعتز إذا اقتربت من جرحها في فلسطين، وتهتز وتحترب وتتناحر إذا ابتعدت عن فلسطين.

        أهلاً بكم أحراراً شرفاءً من قارات العالم كلها تؤكدون بحضوركم البعد الإنساني لقضية الأسرى في سجون الاحتلال، والبعد الكفاحي التحرري للقضية الأم التي هي قضية فلسطين، قضية المقاومة، الأطول في هذا العصر، والاحتلال الأبشع في هذا العالم، وانتم بتأكيدكم على البعد العالمي لهذه القضية تسهمون بتحصين كفاحنا ونضالنا من شوائب العنصرية والتعصُّب والغلو والتطرف.

        أهلاً بكم في لبنان المقاوم لكل أسرٍ واحتلال، سواء كان أسرَ أفراد أو أسر إرادات، وسواء كان احتلال ارض أو احتلال مصير، فأنكم بمجيئكم إلى لبنان في ظروف عصيبة كالتي يعيشها هذا البلد العصي على كل احتلال أو أسر أو إذعان تؤكدون أن لبنان كان وسيبقى قِبلة شرفاء الأمة وأحرار العالم ومنبر التعبير الدائم للتمسك بالحق والحقوق، والقيم والمبادئ السامية وفي مقدّمها الحرية والعدالة.

        وأضاف زين "حين أطلقنا مبادرة انعقاد هذا المنتدى في المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، واللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وبالتعاون مع وزارة شؤون الأسرى في فلسطين ومعظم ألوان الطيف السياسي والنقابي والاجتماعي اللبناني والفلسطيني والعربي والدولي، كنا نُدرك أن هذه المبادرة تأتي لتتكامل مع كل جهد أو مبادرة انطلقت سابقاً أو تنطلق لاحقاً من اجل قضية الأسرى في سجون الاحتلال التي تلخص بكل جوانبها قضية الأسر الكبير وهو اسر وطن وأمة وكرامة إنسانية.

        ولعل الهوية الأجمل التي نُقدّمها لأسرانا مع انعقاد هذا اللقاء هو الإعلان من غزة عن اتفاق مصالحة وطنية فلسطينية يكفي أن نرى ردود فعل تل أبيب وواشنطن لندرك أهميتها ولندعو إلى استكمالها مهما كانت الصعوبات والضغوط، فإخراج العمل الوطني الفلسطيني من اسر الانقسام والتناحر هو المقدمة الطبيعية لانتزاع الحرية لأسرانا والتحرير لفلسطين.

        طبعًا ندرك جميعًا أن الطريق الأكثر فعالية والأقصر لإطلاق سراح أسرانا الأبطال هو طريق المقاومة على قاعدة العين بالعين والسن بالسن، والأسير بالأسير، ولكننا ندرك أيضاً أن معركة الدفاع عن الأسرى لها جوانب عديدة أيضاً منها السياسي والإعلامي والاجتماعي والقانوني والتضامني، ينبغي أن نوليها ما تحتاجه من اهتمام لا لتحويل هذه القضية إلى قضية ضمير إنساني فحسب. بل لكي يطل العالم بأسره من خلال هذه القضية على عدالة القضية الفلسطينية وأحقيتها ولكي يدرك أن فلسطين كلها أسيرة، القدس ومقدساتها في اسر التهويد، وغزة وأهلها في اسر الحصار، والضفة وشعبها في اسر الجدار، وعرب فلسطين 1948 في اسر التمييز العنصري ومخططات الترحيل".

        أمَّا وزير شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطيني عيسى قراقع، فنقل إلى المنتدى تحيات الرئيس محمود عباس مثمّنًا الجهود لعقد المنتدى العربي الدولي لنصرة أسرى الحرية.

        وتوجَّه قراقع بتحية تقدير من الأسرى والأسيرات وعلى رأسهم القائد الأسير مروان البرغوثي، وباسم عائلات الأسرى والشهداء على هذه الجهود ومن خلال هذا الملتقى للأبطال الصامدين في السجون ونقول لهم لستم وحدكم فكل الشرفاء والأحرار ومحبي العدالة معكم يدقون ابواب السجون بسواعدهم حتى تفتح وينكسر القيد أمام إرادتكم وبطولاتكم التي نعتز بها.

        وتابع الوزير قراقع "جئنا إلى بيروت والى هذا الملتقى نحمل رسالة 5000 أسير واسيرة يقيمون في 22 معسكراً وسجناً احتلالياً يتعرّضون لسياسة انتقام رسمية ولإرهاب دولة منظّمة بهدف سحق روحهم النضالية وهويتهم الإنسانية. رسالة الأطفال الأسرى، والمرضى، والمعاقين والجرحى والمصابين بأمراض السرطان والامراض المستعصية يتعرّضون للموت البطيء في السجون، رسالة الأسيرات والأسرى وكبار السن والنواب والقادة والمدافعين عن حقوق الإنسان لكي يتحركوا ويضعوا حداً لدولة الاحتلال دولة المخابرات، دولة السجون، الدولة المعربدة في هذه المنطقة، دولة التعذيب والقرصنة والقتل العمد، دولة الاختطاف والإبعاد "والابارتايد" دولة تحتجز جثامين الشهداء دون وجه حق، دولة قتلت 205 شهداء منذ بداية الاحتلال قهراً ومرضاً  واعداماً دولة مستهترة بقرارات الامم المتحدة وميثاقه وبكل القيم والثقافة الانسانية، دولة لا تتحدى العرب والفلسطينيين فقط، بل تتحدى الإنسانية جمعاء، من دولة متطرفة فاسدة قانونياً واخلاقياً دولة تطهير عرقي أصبحت عضوا في أسرة الدول العنصرية في العالم".

        بدوره توجَّه الشيخ عبد الكريم عبيد، في كلمته التي ألقاها باسم حزب الله، بالتحية "للأسرى في سجون العدو الصهيوني من تحرر منهم ومن لا يزال، ونحن اليوم إذ نقيم هذا المنتدى تأييدا ودعما للأسرى الفلسطينيين في داخل فلسطين بعد أن أبدينا دعمنا لهم في 17 من هذا الشهر -(يوم الأسير الفلسطيني) - وكررنا ذلك في 22 منه في يوم الأسير العربي، وسنكرّر ذلك في 23 أيار يوم الأسير اللبناني.

        واضاف الشيخ عبيد "نعلم بأن دعمنا هذا هو في الدرجة الأولى معنوي، ونحن الأسرى سابقًا نقدر قيمة هذا الدعم، وفي الدرجة الثانية إعلامي، والأهم من ذلك بقاء هذا الأمر في ذاكرة الأمة التي كادت أن تنسى قضيتها الأم (قضية فلسطين)، ولذا إذا كانت المسؤولية على العرب والمسلمين وعلى الأحرار في إزالة هذا الكيان الغاصب بالمقاومة فنحن هنا علينا مسؤولية أخلاقية كأسرى محررين نعرف معنى الأسر والمعاناة وكسياسيين وإعلاميين أن ندعم بالكلمة والموقف وان نؤسس ليوم عالمي للأسير الفلسطيني على غرار يوم القدس في كل أقطار الأمة العربية والإسلامية والدول الحرة (كما هناك يوم الأسير العربي والفلسطيني واللبناني) والأهم من ذلك فضح ممارسات العدو الصهيوني وهي كثيرة ومخالفة لكل المواثيق والقوانين الأخلاقية والدينية والإنسانية وهذه مسؤولية وسائل الإعلام العربية والإسلامية.

        ثم تحدَّث كل من وزير العدل الأمريكي الأسبق رامزي كلارك، وموسى دودين (فلسطين)، والمحامية الفرنسية ميراي فانون، وعباس قبلان ممثّلاً الجمعية اللبنانية للاسرى، وفالي فانتوس فرنسيس ( اليونان)، وعمر عبد الله، وناصر عبد الجواد ( فلسطين)، وزوجة الأسير عضو اللجنة المركزية مروان البرغوثي المحامية فدوى البرغوثي، وبدرو روخو (اسبانيا)، ومسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د. ماهر الطاهر، وشارلوت غيتس (كندا).

أما الجلسة الثانية فترأسها نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عبد العظيم المغربي (مصر)، وتحدث فيها العديد من المشاركين العرب والأجانب وممثّلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، ومن ابرز المتحدثين في هذه الجلسة الوزير السابق بشارة مرهج، ومنسّق عام المؤتمر القومي الإسلامي منير شفيق، والنائب السابق عبد المجيد الرافعي، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح" الانتفاضة أبو حازم، ورئيس الهيئة العليا للاسرى امين رشوان، ورئيس جمعية كنعان فلسطين السيد يحيى محمد صالح، ومسؤول الجبهة الديمقراطية علي فيصل، وزياد طارق عزيز، ومسؤول مركز الأسرى في تونس احمد الكحلاوي، ورئيس حركة الشعب زهير مغزاوي، والنائبة الجزائرية اسمهان صرموك، وصلاح اليوسف، وتحسين الحلبي، ود. فهد الحاج،  وأيوب غراب، وعباس جمعة، وجمال سكاف، ود. هالة الأسعد، والشيخ د. محمد نمر زغموت.

        كما تُليت رسائل تحية إلى المؤتمر من  أمين عام الجبهة الديمقراطية نايف حواتمة، وأمين جبهة التحرير الفلسطينية د. واصل ابو يوسف، وأمين عام جبهة النضال د. احمد مجدلاني، وأمين عام جبهة التحرير العربية أبو محمود ركاد.