امس الاول استقبل الرئيس ابومازن، في مقر الرئاسة، طاقم الفضائية الفتحاوية المنتظرة، والتي ستقلع بعد قليل عبر فضائية العودة بسبعة برامج يجري الاعداد لها بمهنية عالية وتطلع وطني اعلى، انا واحد من هذا الطاقم فكنت هناك، وليست هذه هي المرة الاولى التي ارى فيها الرئيس ابومازن واسمع منه عن هذا القرب، لكنها المرة الاولى، بالنسبة لي، التى ارى فيها الرئيس على هذا القدر الكبير والجميل، من الارتياح والحميمية والثقة الراسخة، بتفتح الايام المقبلة على دولة فلسطين الحرة المستقلة، كنت مأخوذا بهذا الارتياح وهذه الحميمية وهذه الثقة، وكأني كنت في امسية شعرية، وفي حضرة شاعر كبير، احال كلام السياسة الى قصيدة عامرة بجماليات المعنى وفتوحات اللغة، وحيث السهل الممتنع، والاهم حيث الشفافية والمصداقية، والاكثر اهمية حيث المحبة والحنو الذي يليق عادة بزعماء التاريخ وصناعه.
ليس الامر هنا امر المخيلة، لكنها تجليات الرئاسة التي احاطتني بمثل هذا الشعور، وحملتني الى مثل هذا الادراك وهذه المعرفة الصائبة بحكم انها معرفة القلب الذي لا يكذب صاحبه ولأن الطمأنينة عادة هي طمأنينة القلب وفتواه التي اوصى بها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ولن يكون الامر عابرا لكل من لديه هذا القلب الصادق الصدوق حين يرى زعيما خارجا للتو من معركة غاية في الصعوبة ووجهه وضاح وثغره باسم كما قال ذات يوم شاعر العرب الاكبر ابو الطيب المتنبي عن سيف الدولة الحمداني والذي شاءت السلالة انه جدي.
نعم لا يكون الامر عابرا والحالة هذه، وهذا ما رأيت وهذا ما احسست في حضرة الرئيس ابو مازن، وللخصوم حق التأويل كيفما يشاءون.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها