ضمن فاعليَّاتِ معرضِ الكتاب الأربعين في طرابلس، الذي تشرفُ عليه الرَّابطةُ الثَّقافيَّة، وقَّعَ الشَّاعرُ الفلسطينيُّ مروان مُحمَّد الخطيب، إصدارَهُ الشِّعري الرَّابع، الذي يحملُ اسمَ "الصُّعُودُ إلى بِلقيس"، في معرض رشيد كرامي الدَّولي، حيثُ تقومُ وتُنْجزُ جُملةٌ من النَّشاطاتِ الثَّقافيةِ على هامشِ معرض الكتاب.

وقد شاركت في احتفالية التوقيع وُجُوهٌ بارزةٌ من القوى والفاعلياتِ السِّياسيةِ والثقافيةِ والاجتماعيَّة على الـمُستَويين اللُّبناني والفلسطيني والعربي، تقدَّمها سفيرُ دولةِ فلسطين في لبنان، مُمَثَّلاً بالدكتور يوسف الأسعد، وأمين سرِّ حركةِ "فتح" في الشَّمال أبو جهاد فيَّاض، يُرافقُهُ عددٌ من كوادر الحركة في طرابلس والمخيّمات، ومسؤول الإعلام الحركي في المنطقة مصطفى أبو حرب، إلى جانب بسَّام موعد ممثّلاً حركة الجهاد الإسلامي، ورئيسُ الرَّابطة الثَّقافية في طرابلس الأستاذ رامز الفِرِّي بصحبةِ الأمين العام المُساعد للإتحاد العربي للشباب والبيئة الدكتور عبد الرَّزاق إسماعيل يرافقُهُما عددٌ من الأكادميين.

وكان من الحاضرين، عددٌ من الوجهاء والمخاتير على رأسهم المختار وليد درنيقة.

 أّمَّا لجهة الوجوه الثَّقافية، فقد حضرَ الشَّاعر عبد الكريم شنينة، والأستاذ في الجامعة اللُّبنانية الدكتور بلال عبد الهادي، ومسؤرل الإعلام في مؤسسة القدس الدوليَّة الأستاذ الشَّاعر هشام يعقوب، وعددٌ من الأدباء اللُّبنانيين والفلسطينيين. كذلكَ حضرتْ وفودٌ من إتحاد العاملين في الأونروا وعلى رأسهم منسِّق قسم الصِّحة في الشَّمال الدكتور مُحمَّد ناصر، يرافقُهُ وفدٌ من الأطباء وأعضاء الاتحاد في المنطقة، ومدير مركز التدريب المهني في الشمال.

و قد شاركتْ الشَّاعر في حفل توقيعِ ديوانه، جُموعٌ من الأصدقاء والمُتابعينَ شعره وأدبه.

و ديوانُ "الصُّعُودُ إلى بِلقيس"، هو الإصدارُ الأدبيُّ السَّابعُ للشَّاعر والأديب مروان مُحمَّد الخطيب، والرَّابعُ في سلسلةِ إصداراتهِ الشِّعرية. يقعُ في مئتين وستينَ صفحة من القطع المتوسط، ويتضمنُ بينَ دفَّتيهِ أربعاً وأربعينَ قصيدةً، أوَّلها (طابَ الكلامُ) في مدحِ الرَّسول مُحمَّدٍ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، وآخرُها (حَنينُ العَطوش)، التي يستغرقُ فيها شاعرُنا في تجلِّياتِ الحنينِ ومعارجهِ، في سياقِ التَّعبيرِ عن كوامن الشُّعورِ الأَبويِّ، حينَ تُغادرُهُ ابنتُهُ إلى بيتِ زوجها. وبينَ هذه القصيدة وتلك، تقومُ اثنتان وأربعونَ قصيدة، تحملُ في نبضها وفُيُوضِها تحاليقَ الرُّوحِ الشَّاعري، مُناجياً أزمنةَ النُّورٍ والارتقاء، وأصباحَ العزِّةِ والانتصار؛ هاتيكَ التي تُعيدُ للقدسِ روعتَها وانتماءَها إلى أهلها وحضارتهم، وتُعيدُ لبغدادَ حرفَها ولدمشقَ رسالتَها، وللأندلسِ بهجةَ التَّهجاعِ في حِضنِ الرِّسالةِ الخالدة.

ويبدو "الصُّعودُ إلى بِلقيس"؛ على حدِّ تعبيرِ وإجابة صاحبه على سُؤالٍ صفحيٍّ وُجِّهَ إليه: "الصُّعودُ فعلٌ للسُّمو والارتقاء، وبِلقيسُ، رمزٌ للحكمةِ والخُضوعِ العقليِّ والوجداني لرسالةِ السَّماءِ لأهلِ الأرض"، يبدو أنَّ هذا الديوان، ينشدُ فلسفةً أُخرى، علاوةً على جماليَّةِ الحرفِ والإيقاعِ والشِّعر؛ هي رسالةُ الفكرِ السَّاعي إلى بلورةِ خطابٍ واعٍ من خلالِ مساراتِ القلبِ والوجدانِ مع النَّص المعلولي في مراقي الشِّعرِ ومعارجه.

ولا شكَّ في أنَّ قارىء (الصُّعودُ إلى بِلقيس)؛ سيجدُ فلسطينَ والمُخيَّمَ، قائمينِ مدَيينِ من نورٍ وأملٍ وفجرٍ عتيدٍ، في خطابِ مروان مُحمَّد الخطيب الشِّعري والأدبي.