في مراسم الاستلام والتسليم بين الرئيس الجديد والرئيسةالسابقة لمحكمة العدل العليا الاسرائيلية في بيت الرئيس شمعون بيريس انشد القضاة اعضاءالمحكمة نشيد «هاتكفا»، غير ان شفاه القاضي العربي سليم جبران لم تتحرك، وصمتت اثناءنشيد القضاة الصهاينة. لكن كاميرا احدى القنوات الفضائية سلطت الضوء على شفاه جبران،ثم تلت ذلك حملة عنصرية هوجاء ضده، وضد تعيينه قاضيا في المحكمة العليا، وهي المرةالاولى، التي يعين فيها قاضي عربي.

مع ان القاضي سليم جزء من مؤسسة القضاء الاسرائيلية،وبالتالي جزء من مؤسسة البناء الفوقي الاسرائيلي، الا انه لم يسلم من العنصرية الاسرائيليةالمنفلتة من عقالها. حيث انبرى العنصريون في منابر دولة الابرتهايد وبعض وسائل الاعلامالسائرة في فلكها بحملة شرسة ضد القاضي جبران. ونسي العنصريون الصهاينة ان سليم جبرانوايا كان انتماؤه السياسي، فلسطيني عربي، ولا يمكن ان ينشد نشيد «الامل» أو «البعث»الصهيوني، الذي يعمق تزوير الحقائق.

القاضي سليم جبران احتفظ بمشاعره الخاصة، وصمت حتى لايغادر القاعة. وترك القضاة الصهاينة ينشدون ما يشاؤون، لأن لكل منهم له نشيده ومشاعرهواحاسيسه تجاه قومه وشعبه وانتماؤه. مع ذلك لم يسلم من عملية التحريض العنصرية المسعورة،والمطالبة بطرده، وكأنه مطلوب من جبران ان يلغي مشاعره واحاسيسه الوطنية اي كانت حدودها.وبالتالي مطلوب منه ان ينشد مع الصهاينة نشيدهم المعادي لأبسط معايير الحقيقة، والمعاديللحقوق والمصالح الوطنية الفلسطينية. لأن العودة التي ينادي بها النشيد الصهيوني، تعنيالكولونيالية الاجلائية الاحلالية الصهيونية.

دولة الابرتهايد الاسرائيلية المنتج الاول للعنصريةوالكراهية والحقد، تكرس عنصريتها في مناحي الحياة المختلفة. ولا يترك الصهاينة مناسبةالا ويؤكدون فيها عنصريتهم وعداءهم لـ «الاغيار» الفلسطينيين العرب، حتى لو كانوا يعملونمعهم، وينفذون سياستهم، ويلبسون عباءة الدولة الاسرائيلية. لأنهم لا يقبلون القسمةعلى احد من بني البشر، خاصة الفلسطينيين والعرب. كون اراضيهم وثرواتهم ومصالحهم عنوانكولونياليتهم (اليهود الصهاينة) ومخططاتهم الاستعمارية بالتحالف مع باقي قوى الشر وتحديداالولايات المتحدة الاميركية.

يوما تلو الآخر تبث ابواق ومنابر الدولة العبرية الرسميةوغير الرسمية سمومها واحقادها العنصرية ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني في داخل الداخل(48) وفي الاراضي المحتلة عام 67، وحيثما كانوا. لأنها تنهل من مستنقع العنصرية والكراهيةوالحقد، وبالتالي لا يمكن الا ان تعيد انتاج العنصرية باساليب واشكال اشد واقصى مماكانت عليه فيما مضى. وما طال القاضي سليم جبران ليس سوى القليل، لأن تجليات العنصريةالصهيونية المقبلة ستكون اشد وحشية وفاشية وستطال الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة برمتهاوالسلم العالمي. فهل يتنبه العالم للاخطار العنصرية الصهيونية المقبلة ويعمل على لجمهاونزع اظافرها منذ الآن