مستقبل نتنياهو في الحكم أصبح قاب قوسين أو أدنى، لكنه يتقن استخدام أوراقه بدقة لإطالة حكمه بعيدًا عن اهداف حقيقية لخدمة شعبه، حيث استخدم إطالة الحرب لأهداف شخصية وجعل الشارع الإسرائيلي يعيش حالة من الخوف والرعب بدلاً من التفكير في أي تغيير حكومي وربط إنتهاء الحرب في اجتياح رفح ولم يفعل وأشعر الشارع الإسرائيلي أن دخول رفح سيحقق النصر الكامل ونهاية المقاومة بل ورفع سقف التوقعات بأنه سيفرج عن كل الأسرى الإسرائيليين أحياء.

الحقيقة أن نتنياهو يدرك تمامًا أن رفح هي واحدة من المواقع للمقاومة كما خان يونس ودير البلح وجباليا ولن يحقق باجتياحها أي نتيجة إضافية بل والمتوقع أن تكون هلاك جزء من أسراه إن لم يكن جميعهم دون القدرة على إنهاء المقاومة وأكثر من ذلك سقوط مئات الجنود قتلى، وبالتأكيد سيسقط الآلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين والتي تزيد الشارع الغربي و الأميركي اشتعالاً، الممارسات و الجرائم الاسرائيلية جعلت الحكومات الأوروبية والإدارة الأميركية عراهم أمام شعوبهم والعالم بمعاييرها المزدوجة و ديمقراطيتها الزائفة وأن أنظمتها مرتبطة بالقرار الصهيوني بعيدًا عن مصالحها ومبادئها، هذه الحكومات بقيادة أميركا تدافع عن إسرائيل المجرمة والتي تمثل النازية الجديدة بشهادة شعوب العالم المنتفضة وكلهم رفعوا شعارات "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين" وبأسلحة و تغطية اقتصادية و سياسيّة أميركية أوروبية.

دعم إسرائيل والسكوت عن جرائمها من قبل أميركا والغرب جعل من القانون الدولي والإنساني حبر على ورق والأميركان والغرب تدركان تمامًا أن اجتياح رفح وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى من المدنيين سينتج ثورات داخل شوارعها وما انتفاضة الجامعات الأميركية و الاوروبية إلا جزء من ذلك.
قرار الجيش الإسرائيلي باجتياح رفح جاهز منذ فترة وينتظر قرار من نتنياهو و مجلس الحرب وهذه الورقة يستخدمها ويتحكم بها رئيس الحكومة الفاشي ولن تتم إلا بقراره، وأميركا تدعم أي قرار له، وتصريحات الحليفة أميركا حول تخوفهم من أعداد الضحايا المدنيين إلا كذب وهراء، وموجهة أولاً لشعبهم المنتفض ضد سياستهم وأيضًا للظهور أنهم لديهم شعور إنساني تجاه قتل الأطفال و المدنين، والعالم يعلم تمامًا أن سلاح القتل والمال وحتى التدريب أميركي بحت، وهناك تأكيدات أن الجيش الأميركي مشارك فعلاً بجنود على أرض المعركة تشارك في أعمال القتل والحرب في غزة، وبلنكن يكذب ويكذب حتى تحقق إسرائيل ما تريده من قتل وتدمير حتى يشبع بن غير ونتنياهو غرائزه بدم الأطفال الفلسطينيين.

أميركا شريكة مباشرة بل وتتحمل المسؤولية الأولى في ارتكاب جرائم الحرب في غزة، وكل ما يصدر عن بلنكن وإدارته افتراءات واضحة وضوح الشمس لتؤكد أن أميركا تقود الميدان في غزة وتسخر الدبلوماسية لحماية إسرائيل لدى المؤسسات الدولية، وحتى هذه اللحظة استخدمت أميركا حق النقض الفيتو أربع مرات للتغطية على جرائم إسرائيل ومنع محاسبتها، المنافق بلنكن وإدارته الأميركية أشبعنا تصريحات فارغة أن لديه تخوف على حياة أهل غزة الذين يتعرضون للإبادة وأنهم يطلبون من إسرائيل توفير خيام لهم ومن ثم تدمير منازلهم وقتل أولادهم أو قصفهم بعد تجمعهم بتلك الخيام، فقد قتلت إسرائيل لغاية اللحظة 35 ألف فلسطيني 70% منهم مدنيين أطفال وشيوخ ونساء وأطباء وصحافيين وجرح أكثر من 120 ألف فلسطيني، و وفقاً لكل المنظمات الإنسانية فقد ارتكبت اسرائيل جرائم ترتقي للإبادة الجماعية ومستمرة بالمجازر حتى هذه اللحظة و أميركا وحلفاءها تدعم ذلك لوجستيًا و عسكريًا وسياسيًا وتوفر الغطاء لنتنياهو وبن غفير وائتلافهم المتطرف وتغض البصر عما يقومون به من جرائم ومجازر دون أن تسمح لأي جهة أممية أو دولية بإدانة إسرائيل أو ملاحقة قادتها ومحاسبتهم على ارتكابهم جرائم حرب مثبتة، فهل سيتردد نتنياهو بدخول رفح والاستمرار بارتكاب المجازر ما دامت لديه هذه الحماية من امريكا و الغرب المنافقين! لكن إن نتج عن ذلك موت الأسرى الإسرائيليين لن يحتمل لا هو ولا حكومته ذلك وهنا يقف ويفكر ويؤجل ويكذب ويهدد ويعربد ويتقدم ويتراجع والنتيجة لن يحدد موعد وتاريخ لاجتياح رفح.

آخر تصريح لنتنياهو أن لديه القرار بل إنه اتخذ قرار دخول رفح وإنه سيدخل رفح ويدمرها، وشدد على  أنه سينتصر ويتغلب على عدوه ويحقق أهدافه كاملة، لكنه يعلم أنه سيواجه مباشرة بعد دخوله بأسئلة واضحة من الجمهور لدولة الاحتلال منها أين الأسرى؟ لماذا ماتوا ومن قتلهم؟ والسؤال الأصعب هل سيبقى في غزة كمحتل إلى الأبد أم سيتركها وبعبارة أوضح ماذا بعد ذلك؟

النتيجة الحتمية والمؤكدة في حال اجتياح رفح:

أولاً: لن يصل إلى الأسرى، وإن وصل لمكان الأسرى سيجد جثثهم ولن يصل لأي منهم أحياء.

ثانيًا: سيرتكب مزيدًا من المجازر التي ستضاف ملف إسرائيل الإجرامي لدى العالم وسيكون مضطرًا للبقاء هناك و تحمل الخسائر ودفع ثمن احتلاله.

ثالثًا: الاتفاقيات مع مصر ستتعرض للانهيار، وموافقة مصر مستحيلة لأسباب لها علاقة بأمنهم القومي وموقف الشعب المصري وجيشه.

رابعًا: سينهار التحالف مع الدول الأوربية وحتى أميركا في حال سقط الآلاف من المدنيين، وردات الفعل العربية والإسلامية ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات وحتى الحرب الإقليمية وستسقط أنظمة عربية مذعنة لإسرائيل وتنطلق بعدها الربيع العربي الحقيقي والصحيح.
النقطة الجوهرية أن دخول رفح يعني نهاية نتنياهو وآخر أوراقه ستسقط كما سقطت في بيت لاهيا والشفاء وجباليا وجحر الديك وخان يونس.