حوار: امل خليفة
فتح ميديا/ لنان، مصالحة فلسطينية متعثرة لكل طرف منها مصلحة يسعى لتحقيقها، وهجمة إسرائيلية شرسة على القيادة الفلسطينية التي نجحت في كشف وعزل السياسة الإسرائيلية في المنظمات الدولية بعد أن أدارت الولايات المتحدة الأمريكية ظهرها للسلام في المنطقة وعملت على عرقلة عمل اللجنة الرباعية، وفي ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية واقتراب الانتخابات الأمريكية جاءت الجهود الأردنية لمحاولة استكشاف المواقف من الأطراف المعنية للبناء عليه ومحاولة البدء في مفاوضات جدية وعلى أسس ومرجعيات واضحة للسلام... حول هذه المتغيرات وقضايا أخرى كان لنا هذا اللقاء مع المحلل السياسي الفلسطيني عبد المجيد سويلم رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة القدس.
د.عبد المجيد سويلم كيف يمكن أن تصف لنا الوضع السياسي الفلسطيني والمصالحة من منظور حركتي فتح وحماس؟
" الاختلاف لا يفسد للود قضية " أنا لست من المتفائلين بأن هذه المصالحة ستتم باليسر الذي يتم الحديث عنه فحركة حماس ليست جاهزة لعملية مصالحة جادة وأميل إلى الاعتقاد إلى أن حسابات حركة حماس في المقام الأول وحسب أولوياتها تأتي على قاعدة حصة حركة حماس ودور ونفوذ حماس وليس الموضوع هنا المسألة الوطنية وما تتطلبه المصلحة الوطنية من حركة حماس وحركة فتح لتقديم تنازلات وممارسات من شأنها أن توصل إلى المصالحة، وبرأيي الآلية التي تم اعتمادها من قبل حركة حماس للذهاب إلى المصالحة هي آلية مقايضة وليست آلية البحث عن القواسم المشتركة، في حين أن حركة فتح توجهت إلى المصالحة من زاوية ما هو الشيء المشترك الذي يمكن أن يجمع الفلسطينيين في هذه المرحلة ويشكل قاعدة ارتكاز للعمل الوطني بغض النظر عن الاختلافات حول هذه النقطة أو تلك وبغض النظر عن مسألة النفوذ والتحكم، لذا أرى أن حركة فتح جادة في المصالحة ولديها أسبابها أولها عدم وجود إمكانية لتصفية الانقلاب العسكري الذي قامت به حماس في قطاع غزة بوسائل غير سياسية، وثانيا واجهت حركة فتح إشكاليات حقيقية في توجه القيادة الفلسطينية الدولي في معركتها السياسية والدبلوماسية واجهت مسألة الانقسام باعتباره أحد معيقات تحقيق البرنامج الدبلوماسي والأهداف التي توختها القيادة من هجومها الدبلوماسي، وطرح وبشكل واضح على المستوى الإقليمي والدولي مسألة الانقسام وأنها عقبة في تحقيق الاعتراف الدولي بفلسطين بالشكل والصيغة التي نراها محقة لنا، وثالثا أدركت حركة فتح أنها لم تعد تستطيع أن تسيّر المركب الفلسطيني بمفردها لأن حركة حماس واقع سياسي قائم في المجتمع الفلسطيني وهو ليس من نوع الوقائع التي يمكن أن يتم تجاوزها أو تجاهلها بل هي حركة قوية لها امتدادها الوطني ولها أبعادها الإقليمية الكبيرة فلا يجوز لنا أن نتجاهل كون أن حماس هي امتداد في نهاية المطاف لحركة الإخوان المسلمين وحركة الإخوان المسلمين أحد الفصائل الرئيسية المؤثرة في الواقع العربي وتكاد في بعض البلدان أن تكون الفصيل الأبرز، فحركة حماس جزء من الواقع الوطني والإقليمي وبمعنى آخر جزء من الواقع الدولي خصوصا بلدان عدم الانحياز والبلدان الإسلامية، أذا أخذنا بعين الاعتبار كل هذه العوامل فيصبح لزاما على حركة فتح بأن تدرك بأنه لم يعد ممكنا تسيير المركب الفلسطيني بعيدا عن الشراكة الفلسطينية الوطنية، وحركة حماس وللأسف الشديد في هذه النقطة ليس لديها نفس المنطلقات بل تعتقد بأن الظروف الإقليمية أصبحت مواتية لها فتذهب إلى إنهاء حالة الانقسام لتتغطى بالشرعية الدولية إلى مرحلة معينة وبعد ذلك وفي نهاية المطاف هي لن تقدم على هذه المصالحة إلا بقدر ما توفر لها المصالحة المكانة والدور الذي تفترضه هي لها، وهذا لا يعني أن حركة فتح معفاة من أي أخطاء بشكل كامل فيما يخص التوجه للمصالحة ولكن اذا جاز لنا أن نتحدث عن أخطاء متبادلة، فأخطاء حركة حماس في النظرة وفي الفلسفة وفي المبدأ وأخطاء حركة فتح في الآليات وفي الوسائل والأساليب.
كيف تقيّم الخطوات التي تمت على طريق المصالحة من الحركتين؟ وكيف ترى الواقع؟
أميل إلى الاعتقاد إلى أننا أوقعنا أنفسنا في خطأ كبير عندما أخضعنا آليات العمل السياسي للمقايضة السياسية فلا يحق لأحد أن يضع فيتو على الانتخابات لأنه مختلف مع فصيل فلسطيني آخر هذه طامة سياسية، النظام السياسي لا يجب أن يخضع للابتزاز وهذا الموضوع يجب حسمه وإذا لم يتم الاحتكام في نهاية المطاف إلى الشعب والى الآليات الديمقراطية التي يجب أن يتم من خلالها اختيار الشعب لممثليه وتبادل السلطة بشكل دوري فلا ضمانة لوجود المصالحة واستمرارها، وأخشى أن تكون حركة فتح تكتفي بدرجة معينة من المصالحة تؤمن لها الوحدة التي تحتاجها لمواجهة الظرف السياسي وأخشى أن حركة حماس تكتفي بدرجة معينة من الشرعية و الغطاء اللذين تبحث عنهما لأن حماس فشلت في تمثيل الشعب الفلسطيني أو منع منظمة التحرير أن تكون الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وفشلت حماس في سياسة البديل للمنظمة وبالتالي هي تبحث عن غطاء، فالإخوان المسلمون قالوا لحماس بدون الغطاء الفلسطيني لا مكان لكم في هذا العالم وكذلك بقية الأطراف العربية والدولية، لذا أخشى أن تكتفي كلا الحركتين بهذا القدر من المصالحة و تترك الموضوع للتغيرات المحلية والإقليمية من حولنا, فأرى أننا ذاهبون إلى مصالحة جوهرها اكتفاء الحركتين من المصالحة ما يحقق لهما ما يريدان في هذه المرحلة دون أن نصل إلى مصالحة تاريخية وشراكة وطنية كاملة وتفعيل حقيقي للنظام السياسي الفلسطيني والانتخابات شأنها شأن أي قضية أخرى ستخضع للمقايضة السياسية.
كيف سيكون الموقف الإسرائيلي من السلطة الوطنية ومنظمة التحرير في حال انضمت حماس للمنظمة؟
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أشده والقيادة الفلسطينية من الناحية السياسية مستهدفة من الإسرائيليين أكثر بكثير من استهدافهم لحركة حماس وأكثر بكثير مما يظن الكثير منا والدلائل كثيرة على ذلك، فإذا كانت الصحافة ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام تعكس الواقع الإسرائيلي فالتصريحات الإسرائيلية والمواقف الرسمية تقول بأن حماس وبمعنى معين وفي إطار هدنة جيدة لإسرائيل فالمشكلة مع حماس ليس السيطرة على قطاع غزة وإنما عدم لجمها للصواريخ المتوجهة إليها (اسرائيل) كما يجب، وإنما الذي يحرج ويعزل السياسة الإسرائيلية ويضعها في الزاوية ليس حماس، بل أن سياسة حركة حماس وعلى العكس تعطي لإسرائيل المبررات التي تمكنها من استهداف الشعب الفلسطيني بالشكل الذي تريده إسرائيل والذي يحرج إسرائيل هو القيادة الفلسطينية، فالمستهدف هو القيادة الفلسطينية والبرنامج الوطني الفلسطيني وإسرائيل تستوطن من أجل وقف برنامج الدولة ومنعها من الوجود وتكافح إسرائيل ضدنا في الأمم المتحدة بمعركة تعتبر معركة حياة وموت بالنسبة لإسرائيل من أجل منع الاعتراف بنا، والاعتراف بنا ليس لإزالة إسرائيل وإنما الاعتراف بنا سيكون كدولة على حدود أراضي الـ67، وتستند إسرائيل في ذلك إلى الانحياز الأمريكي الوحيد في هذا العالم، وكما تقول بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن أبو مازن هو الرئيس الأخطر على إسرائيل في تاريخ العلاقة الإسرائيلية الفلسطينية وهو رفضوي ولا يختلف عن أبو عمار وهذا اللسان الحلو الذي يتحدث به لا يعني شيئا في حقيقة الأمر لأن إصراره على أراضي الـ67 وعلى موضوع اللاجئين والقدس الشرقية والأسرى والحدود والمياه يكاد يكون في بعض الأحيان أكثر من إصرار عرفات كما تقول الصحافة الإسرائيلية فأبو مازن لا يريد مستوطنين ولا مستوطنات ولا يريد رؤية جندي إسرائيلي واحد في الضفة الغربية كما قال أبو مازن في الأمم المتحدة، فالمدعو ليبرمان واليمين الإسرائيلي يستهدفان الرئيس وليس حماس بل إن إسرائيل تستخدم حماس وتصريحات ومسلكيات حماس للهجوم على القيادة الفلسطينية، فالموقف الإسرائيلي الحقيقي حتى ولو شطبت حماس من الخارطة الفلسطينية الموقف يستهدف برنامج الدولة والقيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن، فالتصعيد الإسرائيلي ضد القيادة والسلطة بعد دخول حماس للمنظمة ليس مرده إلى واقعة الدخول وإنما سيستخدم كذريعة لمهاجمة المنظمة التي تهاجمها إسرائيل قبل المصالحة وبعدها وبدون حماس وقبل أن توجد.
ما هو دور الرباعية في إلزام إسرائيل بالاتفاقات الدولية المتعارف عليها بخصوص العملية السلمية؟
نحن كان عندنا إستراتيجية عندما قبلنا بخارطة الطريق وقبلناها باعتبارها الآلية الدولية المتفق عليها لوقف الاستيطان ولتقديم واجبات والتزامات من قبل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ومن أجل إقامة الدولة الفلسطينية في نهاية المطاف، والرباعية وقبل أن نذهب إلى الأمم المتحدة كانت تأخذ مواقف نظرية لمصلحة موقفنا وضد الموقف الإسرائيلي دون أن تمارس ضغوطا حقيقية على إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية غدرت بالشعب الفلسطيني وبقيادته، لأن أمريكا هي من تحدث عن الدولة الفلسطينية وعن حل الدولتين وعن موعد سبتمبر وهي من قالت نأمل بأن تأتي السنة القادمة وفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة وهي من قالت يجب وقف الاستيطان لاستمرار العملية السلمية والرئيس أبو مازن لم يختر سبتمبر من تلقاء ذاته وكذلك سلام فياض وقّت برنامجه الحكومي بإعادة بناء المؤسسات وتوطيد بناء الدولة والجاهزية مع هذا التوقيت وهذا التوقيت لم يكن اعتباطيا بل كان التوقيت بالأساس توقيتا أمريكيا، تراجعت الإدارة الأمريكية بشكل مخز عن كل هذه الالتزامات وعن كل هذه الوعود وأصبحت تتبنى الموقف الإسرائيلي بشكل كامل، والرئيس محمود عباس غضب عندما طلبنا إدانة الاستيطان في مجلس الأمن فوقفت الولايات المتحدة ضد مطلبنا في قضية هي تدينها ونادت بها إلا وهي وقف الاستيطان، ومن هنا طرأ تغير استراتيجي في الموقف الأمريكي وأصبحت سياستها ملحقة بالمواقف الإسرائيلية، فمنع صدور قرار في مجلس الأمن ضد الاستيطان يعني تشجيع الاستيطان وإعطاء الضوء الأخضر للاستمرار فيه، عندها أدركت القيادة الفلسطينية بأن الولايات المتحدة تخلت عنا وأدارت ظهرها للسلام ومن هنا جاء التوجه للأمم المتحدة وخوض معركة الدبلوماسية السياسية التي برأيي كانت ناجحة وحققت الكثير للقضية الفلسطينية واستطعنا خلالها أن نصمد صمودا أسطوريا نتيجة الضغوط التي مورست ضدنا وحققت القيادة نتائج أكبر بكثير من حجمنا، فالولايات المتحدة غدرت بنا وشلّت عمل الرباعية وما زالت لذا لا مراهنة على دور الرباعية التي أصبحت تحت وابل من الضغوط الأمريكية كي لا تقوم بدورها المنوط بها وهو على الأقل الحياد ورعاية المفاوضات، ونحن لا نستطيع إدارة الظهور للجهود التي تقوم بها الرباعية ولا للجهود الأردنية فتكتيكيا لا يجوز إدارة الظهر للجهود ولكن استراتيجيا نحن نعرف ما نريد والى أين ذاهبون وستستمر القيادة في معركتها السياسية لعزل السياسة الإسرائيلية وتوطيد مكانة الدولة الفلسطينية في مختلف المنظمات الدولية وهذا سيف مسلّط على إسرائيل ولن ننزله قبل أن تتراجع إسرائيل عن موضوع الاستيطان، وسنحولها إلى دولة عنصرية معزولة على المستوى العالمي.
ما هي سلبيات وايجابيات اللقاءات المتتالية في عمان؟
لا أرى فيها أي سلبية اذا كانت تراعي الضوابط والثوابت الفلسطينية وليس المطلوب من هذه اللقاءات أن تحقق الكثير ولا نستطيع أن نقول لا لهذه الجهود لأننا نعلم بشكل مسبق بأنها لن تحقق الكثير، وكذلك بسبب علاقتنا بالأردن التي تعتبر علاقة إستراتيجية بسبب المصالح والمواضيع المشتركة بين فلسطين والأردن ولحساسية القضايا المشتركة من حدود ومياه ولاجئين وغيرها من القضايا الأخرى، الأردن يريد استكشاف قضايا تهم أمنه القومي وهل بالإمكان الوصول إلى شيء مكتوب حتى نمضي الى اجتماعات جدية من شأنها أن تؤدي الى مفاوضات مباشرة وحقيقية على أسس ومرجعية واضحة وعلى أساس حدود الـ67 مع إمكانية تبادل لنسبة من الأراضي، وطالما أننا نعرف مواقفنا وهي معلنة للعالم وكذلك وكما هو معلوم للجميع بأن تاريخ 26- يناير هو موعد الإعلان والرد من الرباعية لتحدد من الذي التزم ومن الذي لم يلتزم لذلك لا أعتبر أن اجتماعات عمان لها بعد استراتيجي، وليس المطلوب هذا الضجيج الإعلامي حول هذا الموضوع ولكن هناك فصائل فلسطينية ليس لها عمل سوى إثارة الضجيج ورأيي اذا كان لابد من الاختلاف فليكن على قضايا جوهرية وليس الاختلاف على مواضيع ثانوية كاجتماعات عمان، نحن أعلنا مواقفنا وننتظر أن تعلن الرباعية بأن إسرائيل هي التي لم تلتزم وهذا بحد ذاته انتصار لنا، وهنا لابد من الانتباه لما قاله "ليبرمان" أنه (اذا كان عند الفلسطينيين استعداد لحل الموضوع كله فنحن على استعداد كذلك بشرط تبادل السكان من المثلث الأعلى ووادي عربة) فالتفكير اليميني الإسرائيلي هو التبادل السكاني وليس تبادل الأراضي، الموقف الفلسطيني معروف ولن نقبل بمبادلة مواطن واحد.
الانتخابات الأمريكية المقبلة والإسرائيلية في حال عجّل بها نتنياهو.. ..ما هو أثرها علينا؟
المجتمع الإسرائيلي تحول إلى دولة سافرة بسبب القوانين العنصرية التي تسنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الداخل ففي السنة الماضية تم إقرار 31 قرارا عنصريا ضد أهلنا في الداخل فهناك نظام عنصري إضافة إلى النظام الذي تنوي إسرائيل إقامته في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإسرائيل تتحول من الناحية السياسية وبقيادة اليمين الإسرائيلي إلى دولة فاشية وعنصرية وتتوفر لديها كل مقومات التحول إلى ذلك، فالبنية الاجتماعية في إسرائيل خلال الستين سنة الماضية بدأت تختلف اختلافا جذريا فالقوى اليمينية والمتطرفة والمتدينة أصبحت شيئا فشيئا يزداد عددها ونفوذها وعلى سبيل المثال لا الحصر أكثر الناس خصوبة هم المتدينون فإسرائيل في الخمسينات تختلف اليوم في 2011، ثم إن هناك بنية من نصف مليون مستوطن أصبحوا منظمين وعندهم سلاح وعندهم تنظيم وبرامج يمارسونها على الأرض من تخريب وترويع وقتل وتدمير للممتلكات الفلسطينية، وهناك كتلة روسية يتزعمها ليبرمان تُعتبر كتلة قبلية من الناحية السياسية، هذه تركيبة إسرائيل الآن ولم يعد لليسار والأحزاب المعتدلة أي دور ألان خصوصا مع تزايد جيش الحاخامات الذين يحرضون ضد الفلسطينيين، فالانتخابات الإسرائيلية لن تأتي إلا بالفاشية واليمين ولا يوجد من نعوّل عليه لتغيير الواقع الإسرائيلي وإذا لم تنصدم إسرائيل لن يتغير واقعها الحالي، والصدمة الحقيقية التي تعرضت لها إسرائيل هي المعركة الدبلوماسية التي تخوضها القيادة الفلسطينية الآن في المحافل الدولية والصدمة العسكرية توحد وتجمع إسرائيل والذي يضرها ويسمم وجودها هو الدبلوماسية الفلسطينية، فإسرائيل كانت تصدر الديمقراطية للعالم كأهم بضاعة لها وحسب زعمها، فرأيي أن إسرائيل لن تتحول إلى السلام ببساطة التي يتم الحديث عنها والولايات المتحدة بدلا من ان تساهم في هذا التحول هي تكرس الواقع اليميني في إسرائيل وكذلك الأوروبيون الذين لم يأخذوا أي دور في التصدي لإسرائيل في هذه المرحلة لأسباب داخلية ولمدى تأثير الولايات المتحدة عليهم، لكن وبشكل علمي فان الربيع العربي وبشكل استراتيجي سيكون وبالا على إسرائيل وسيعيد موازنة العلاقة معها ووضعها في إطار جديد، فإسرائيل في مأزق وبعد أن كانت شريكا للغرب أصبحت تتحول إلى عبء عليه وهذا ما كشفته المكالمات بين الرئيسين الفرنسي والأمريكي.
وضع السلطة المالي وسياسة التقشف التي تعمل عليها حكومة فياض ما هي حقيقة الأمر؟
هناك مأزق مالي حقيقي تمر به السلطة بسبب الدول المانحة التي لا تلتزم بدفع ما يترتب عليها في الوقت المناسب وبالكم المطلوب، والسلطة هنا حققت معجزتين في البناء المؤسسي الذي أخذت به الجدارة الدولية وبدليل أن مؤسساتنا وبالمقارنة مع دول المنطقة أفضل وهذه الشهادات لا تعطى مجانا وليس الموضوع مجاملة سياسية ولا يمكن للمصرف الدولي أن يعطي شهادات واستحقاقات للسلطة للمجاملة فنحن لسنا أصحاب قرار في هذا الموضوع ولا الدول العربية وإنما الرأي المؤثر للدول الغربية التي قالت بأن المؤسسات الفلسطينية جاهزة للدولة والمشكلة في الاحتلال، فالمشكلة في التمويل وبالمناسبة 45% من موازنة السلطة تذهب إلى غزة دون أن يكون مردود للسلطة من غزة التي كانت تشارك ب 28% من الواردات قبل الانقلاب وهذا ليس بالشيء البسيط واليوم تضاعف الصرف لغزة والمردود صفر وهذا حسب الإحصاءات الرسمية، وموضوع آخر هنا نتحدث عنه هو الدعم العربي الذي لم يعد متواصلا وفيه التزام، فمن أصل 700 مليون دولار وصل للسلطة 170 مليونا فقط فلا تستطيع أي دولة في المنطقة تحمّل هذا العجز المالي فكيف الحال بالسلطة، السلطة كانت تلجأ للمصارف المحلية لحل الأزمة التي كانت تساعد بقدر ما تستطيع ولكن عند درجة محددة قال رئيس الوزراء أنه لا يستطيع أن يخرّب قطاعين مع بعض بل نريد أن تبقى المصارف الفلسطينية تعمل بكفاءة، وما تقوم به إسرائيل من حجز عائدات الضرائب الفلسطينية وابتزاز القيادة به هو بلطجة، وبالرغم من كل هذه الظروف استطاعت السلطة أن تدير الأزمة المالية بشكل ممتاز حتى الآن، لذلك لا بد من عمل سياسة تقشفية متدرجة وبعيدة المدى بحيث لا تضر بالوضع المباشر للمواطن أما الحديث عن تحويل 26 ألفا من الموظفين للتقاعد المبكر هذا لغط لا أساس له من الصحة وإنما الموضوع قيد الدراسة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها