هزت الوسط الفلسطيني في لبنان ومخيم عين الحلوة جريمة ذهب ضحيتها واحد من ابرز كوادر حركة «فتح«، وابقت الوضع في المخيم في دائرة التوتر بعد الاغتيالات التي شهدها نهاية العام الماضي ومطلع السنة الحالية وطال بعضها عناصر في «فتح« او محسوبين عليها، وبعد عدة محاولات اغتيال لمسؤولين في الحركة.

فقد اغتال مجهولون مساء الاثنين بالرصاص العقيد جميل زيدان عضو قيادة الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان( في العقد الرابع من عمره) وذلك بعد خروجه من منزله في حي الرأس الأحمر ليستقل سيارته التي كانت متوقفة امام المنزل، علماً ان زيدان مقيم في هذا الحي منذ فترة طويلة رغم انه يعتبر معقلاً للاسلاميين في المخيم، لكنه كان يحظى بعلاقة جيدة مع جميع قاطنيه حتى انهم يطلقون على زيدان صفة مختار الحي نظراً لكون معظم سكانه يلجأون اليه في معالجة الكثير من مشاكلهم.

وفي التفاصيل التي اوردتها مصادر فلسطينية ان مسلحّين اثنين مقنعين يستقلان دراجة نارية أمطرا زيدان من سلاح حربي بأكثر من عشرين رصاصة استقرت في رأسه وصدره، وتم نقله بحال الخطر الى مستشفى صيدا الحكومي لكنه كان قد فارق الحياة، فيما توارى المسلحان داخل أزقة المخيم.

وعلى الأثر شهد المخيم حالة من الترقب واقفلت بعض المؤسسات التجارية ابوابها تحسباً، فيما سجل استنفار في صفوف عناصر ومقرات حركة «فتح«.

وسادت حال من الذهول والترقب الشارع الفلسطيني في عين الحلوة في اعقاب اغتيال زيدان وسط تنامي المخاوف من ان تكون هذه الجريمة مقدمة لأفتعال فتنة في المخيم، سيما وان زيدان يعتبر كادراً مهماً في الأمن الوطني و«فتح« وان كان حالياً لا يشغل مهام عسكرية ميدانية على الأرض، والمفارقة بحسب مقربين منه انه يتمتع بعلاقات جيدة مع كافة الأفرقاء في المخيم.

 

ابو عرب

وفور تبلغهم بالجريمة حضر الى المستشفى عدد من قياديي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح«، فيما ترأس قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب اجتماعاً امنياً طارئاً لقيادة الامن الوطني في مقرها في عين الحلوة لتدارس الوضع في ظل جريمة اغتيال زيدان.

وقال ابو عرب ل «المستقبل »:« ان اغتيال الأخ العقيد جميل زيدان هو جريمة موصوفة ومضاعفة تهدف لاثارة الفتنة في المخيم.. هناك طابور خامس يعمل تحت اجندات خارجية ويريد تدمير هذا المخيم وشطب قضية اللاجئين.. ولقد استهدفوا جميل زيدان لأنه صوت اتزان واعتدال وليس لديه اية مشاكل مع احد.. وان المطلوب منا في مواجهة هذه الجريمة ان نحافظ على اهلنا وشعبنا وان لا نوصل مخيمنا الى الهلاك».

وعما اذا كانت هناك اية خيوط حول من يقف وراء اغتيال زيدان قال ابو عرب: «الموضوع لا يزال غامضاً.. ولا خيوط حتى الآن».

وعن الخطوات التي ستتخذ بعد هذه الجريمة قال: «الأمور لا زالت غير واضحة وهناك اجتماعات تعقد لتحديد ما هو التوجه للساعات القادمة».

من جهتها عقدت لجنة المتابعة الفلسطينية اجتماعاً طارئاً لها في قاعة مسجد النور لتدارس ملابسات الجريمة واتخاذ الموقف والاجراءات المناسبة.

 

من جانبها قالت جريدة اللواء:

طرح اغتيال العقيد جميل زيدان مدير مكتب مسؤول «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء صبحي أبو عرب جملة من التساؤلات لجهة المستهدف والتوقيت ومكانه.

فقد اغتال مسلحان ملثمان على دراجة نارية العقيد زيدان لحظة خروجه من منزله في الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة، حيث اطلقا وابلاً من الرصاص باتجاهه قبل أن يلوذا بالفرار، فيما نقل العقيد زيدان إلى «مستشفى صيدا الحكومي» حيث ما لبث ان فارق الحياة.

ووفقاً لمصادر طبية فان زيدان اصيب بحوالى 20 طلقة توزعت على أنحاء جسده وتحديداً بين الرأس والصدر.

وفور عملية الاغتيال ساد جو من التوتر والغضب في المخيم، حيث خرج اقرباء ومحبو زيدان وعناصر من حركة «فتح» إلى الشارع الفوقاني، فيما جرت سلسلة من الاتصالات لتفويت الفرصة على مشروع الفتنة عبر استهداف زيدان.

وترأس اللواء أبو عرب اجتماعاً لقيادة «الامن الوطني» في مقره في منطقة البركسات في عين الحلوة بمشاركة عدد من المسؤولين الفلسطينيين. ووضع اللواء أبو عرب في تصريح لـ «اللواء» جريمة اغتيال العقيد زيدان في إطار توتير الوضع الأمني في المخيم من قبل حفنة مأجورة. وأكّد على الاقتصاص من الجناة عاجلاً أم آجلاً وتقديمهم للعدالة.

وأوضح اللواء أبو عرب أن التحقيقات بوشرت من أجل كشف تفاصيل الجريمة والمنفذين ومن يقف خلفهم. وختم قائد الأمن الوطني الفلسطيني بالقول: على الرغم من الخسارة الفادحة باغتيال زيدان الا اننا سنفوت الفرصة على الخونة والمأجورين.

كما عقدت «لجنة المتابعة الفلسطينية» في المخيم اجتماعاً طارئاً في «مركز النور» دانت فيه الجريمة، وتم التوافق مع عائلة زيدان على إقامة مراسم الدفن عصر يوم الأربعاء.

كما تقرر أن يكون اليوم (الثلاثاء) يوم اقفال عام يشمل المحال التجارية والمدارس في المخيم.

 

أمّا جريدة الأخبار فقالت:

رصاص في الهواء غضباً، وحداد عام اليوم، هما ردّ الفعل المتوقّع بعد اغتيال العقيد في حركة فتح جميل زيدان مساء أمس، إثر صعوده في سيارته أمام منزله في الشارع الفوقاني في عين الحلوة. 17 رصاصة أطلقها مسلحان مقنعان على الضابط في المجلس العسكري في قوات الأمن الوطني الفلسطيني مساءً، وسط جموع الناس. شهود عيان قالوا إن الملثمين نزلا سيراً على الأقدام من زقاق متفرع من حي الطيرة، واقتربا من زيدان بعد خروجه من منزله وأطلقا الرصاص عليه من مسافة تبعد حوالى متر ونصف، قبل أن يكملا طريقهما نزولاً باتجاه الشارع التحتاني.

حادثة الاغتيال ليست الأولى من نوعها التي تستهدف ضباطاً وعناصر فتحاويين. فقد شهد المخيم عدة عمليات تصفية في الأشهر الأخيرة، اتهمت بها بقايا جند الشام وجماعة بلال البدر. ورغم توافر أدلة عدة في معظم الجرائم السابقة، كان الهدوء الذي التزمت به حركة فتح لافتاً، علماً بأن زيدان، المعروف بعلاقاته المنفتحة على مختلف الفصائل الوطنية والإسلامية، كان يكلف بالسعي للتهدئة والحوار في الكثير من القضايا الخلافية والأزمات التي أحدثت توترات داخل المخيم.

ورأى قائد قوات الأمن الوطني اللواء صبحي أبو عرب، خلال اجتماع طارئ عقده في مكتبه في البراكسات لأعضاء القيادة، أن اغتيال زيدان «يصبّ في خانة توتير الوضع الأمني»، متهماً من وصفهم بـ«حفنة من المأجورين والعملاء بالوقوف وراءه». وأكد أن المخيم «سيبقى عصيّاً على الفتنة والاقتتال الداخلي، وسنبقى نحافظ على أمن واستقرار أبناء ونساء وأطفال المخيم، ولن ننجر إلى ما يريده المجرمون والقتل.

 

وتناولت جريدة السفير جريمة اغتيال عقيد من «فتح» في عين الحلوة فقالت:

اغتيل العقيد في حركة «فتح» جميل زيدان، مساء أمس، في الشارع الفوقاني لمخيم عين الحلوة. وأفاد شهود عيان ان مقنعين اطلقوا النار على زيدان أثناء قيادته سيارته في المخيم وأصابوه بعدة طلقات مباشرة في رأسه، وفروا إلى جهة مجهولة من المخيم.

ونقل زيدان إلى «مستشفى النداء الإنساني»، ثمّ إلى «مستشفى صيدا الحكومي» إلا أنه ما لبث ان توفي متأثراً بإصابته.

وبعد الاعلان عن وفاته سُجِّل ظهور مسلح وانتشار عسكري لـ«فتح» ولأقرباء زيدان في المخيّم، كما سُمِع إطلاق رشقات نارية في الهواء، مما أدى إلى توتر الوضع الامني في ارجاء المخيم.

وزيدان هو ضابط في «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» في المخيم ومقرب جدا من قائد هذه القوات اللواء صبحي ابو عرب، ويعتبر ساعده الأيمن الذي كان يرافقه كظلّه الأمني.

يذكر أن اغتيال زيدان يأتي في اطار حرب التصفيات والاغتيالات الدائرة في المخيم منذ مدة طويلة والتي تسجل دائما ضد مجهول وتستهدف كوادر وضباط «فتح».

 

وكتبت صحيفة الجمهورية تقول:

قُتل أحد مسؤولي حركة «فتح» العميد جميل زيدان، في مخيم عين الحلوة، متأثراً بجروحه بعدما أطلق مجهولون النار عليه في منطقة «الشارع الفوقاني»، وعلى الأثر ساد الحذر في المخيم.

واتهمت مصادر «فتحاوية» في اتصال مع «الجمهورية»، «جند الشام» و»فتح الإسلام» بـ»الوقوف وراء الإغتيال وذلك للثأر على خلفية مقتل هشام هريش من «فتح الإسلام» أمس الأول».

 

وكانت لجنة المتابعة الفلسطينية في المخيم تداعت الى اجتماع طارئ لمعالجة تداعيات هذا التطور الأمني. يُذكر أنّ هذا الإغتيال هو السابع لمسؤول عسكري في المخيم، في غضون شهر ونصف الشهر.

أما جريدة البلد وتحت عنوان البلد:" مخاوف من تداعيات اغتيال زيدان على عين الحلوة" فكتبت تقول: في حادث امني هو الاخطر الذي يشهده مخيم عين الحلوة، اغتال مجهولون الكادر في "قوات الامن الوطني الفلسطيني" العقيد جميل زيدان ليضعوا الامن "الهش" على حافة الانفجار، اذ انها عملية الاغتيال السادسة التي يشهدها المخيم على يد مقنعين، بعد مسعد حجير ومحمد السعدي ووسام ابو الكل وعبدالله سرية، بفارق فترة زمنية قصيرة وقبلها عماد السعدي قبل نحو عام ونيف.

ذكرت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، روايتين للجريمة، الاولى غير دقيقة وفيها ان مجهولين اثنين يستقلان دراجة نارية اطلقا النار على العقيد زيدان داخل سيارته قرب منزله في حي الرأس الاحمر الطيرة في المخيم ولاذا بالفرار، بينما الرواية الثانية تقول ان مجهولين اطلقا النار عليه ولاذا بالفرار في احد الازقة المقابلة الى جهة مجهولة.

وقد نقل زيدان بحال الخطر الشديد الى مستشفى صيدا الحكومي وسرعان ما فارق الحياة، وذكرت مصادر طبية انه اصيب بنحو عشرين طلقة بين الصدر والرأس وتوفي على الفور، فيما حضر الى المستشفى قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب ورئيس هيئة الاركان العميد خالد الشايب وعضو المكتب السياسي لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، وحشد من المسؤولين الفلسطينيين.

وتداعت "لجنة المتابعة الفلسطينية" الى عقد اجتماع طارئ في مركز "النور" في المخيم لتطويق ذيول جريمة الاغتيال بعدما شهدت المنطقة توترا لافتا واستياء وقد دانت الجريمة وقررت تشكيل لجنة تحقيق.

يذكر ان المغدور زيدان لعب دورا بارزا في وأد الكثير من الفتن وحل العديد من المشاكل داخل المخيم وكان "صمام امان" في منطقته المعروفة بالتوتر وهو على علاقة جيدة مع مختلف الاطراف، ما يعني ان جريمة اغتياله تهدف بالدرجة الاولى الى جر المخيم الى فتنة واقتتال داخلي بعدما فشلت المحاولات السابقة.

 

اجتماع فلسطيني

في سياق آخر علمت "صدى البلد"، ان اللجنة السياسية المنبثقة عن القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان ستعقد اليوم اجتماعا في مقر قوات الامن الوطني الفلسطيني في عين الحلوة للتداول في الوضع الامني في المخيمات كافة وتحديدا في عين الحلوة بعد سلسلة من الاحداث المتنقلة.

وأبلغت مصادر فلسطينية "صدى البلد"، ان الاجتماع يكتسب اهمية خاصة عن سابقاته، حيث من المتوقع ان يتخذ قرارات في جملة من القضايا والمشاكل المطروحة والتي توتر الوضع الامني في المخيم بين الحين والآخر، وسط تأكيد على ضرورة استمرار التلاقي والتواصل الداخلي ومع القوى اللبنانية لتمرير المرحلة الخطرة وارتداداتها على الساحة اللبنانية ومن بينها المخيمات الفلسطينية على اعتبارها ليست جزيرة معزولة عن محيطها.

سياسيا، زار وفد من فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في منطقة صيدا برئاسة امين السر العميد ماهر شبايطة مجمع فاطمة "الزهراء" في صيدا، والتقى العلامة الشيخ عفيف النابلسي الذي اكد أن المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية قد تكون هي الأوسع والأشد في تاريخ المعاناة والمأساة الفلسطينية والمؤسف أنّ العرب والمسلمين مشغولون بأنفسهم وبالفتن والأحداث الدموية التي تجري في هذه الفترة، تاركين فلسطين والشعب الفلسطيني للأقدار فهناك تخل خطير ما دفع الصهاينة للتشدد أكثر والضغط لاستعجال إعلان الدولة اليهودية بمعزل عن رأي كل القوى الدولية والإقليمية المؤثرة.

بينما جدد شبايطة حرص القوى الفلسطينية على اطيب العلاقات مع القوى السياسية اللبنانية والمراجع الروحية والجوار اللبناني.