كان 200 شاب وشابة يجددون كتابة التاريخ في منطقة وادي قانا جنوبي مدينة نابلس، على طريقتهم الخاصة، ويسخّرون جهودهم للتأكيد على فلسطينية المكان الذي جاؤوا اليها متطوعين ومعهم رسالتهم التي حملت عنوان «»تاريخ البلد من الجد لولد الولد».

زرع هؤلاء الشبان في المكان اسم فلسطين، تماما كما فعلوا بأشجار الزيتون التي غرسوها في المكان الذي يسعى الاحتلال دائما للسيطرة عليه وزرعه بالوحدات الاستيطانية التي ملأت المكان هناك.

في وادي قانا تتصارع الطبيعة الفلسطينية الرائعة مع سرطان استيطاني يتفشى في المكان ويحاول أن يلتهم كل شيء، فيما يعمد الاحتلال هناك الى التضييق على حياة المواطنين في محاولة لمنعهم من الوصول الى أرضهم مستخدما عصا المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة.

وتشكل الحملات التطوعية نموذجا فلسطينيا للحفاظ على الأرض، وتأتي حملة هؤلاء الشبان التطوعية هذه في وادي قانا ضمن الحملة الوطنية لحماية الموروث الثقافي التي أطلقها ويشرف عليها مركز العمل التنموي -معا، والمركز الثقافي البريطاني تحت عنوان «تاريخ البلد من الجد لولد الولد»، وجاء النشاط بتنظيم من مؤسسات رابطة العمل التطوعي في محافظة نابلس.

وشارك في الفعالية أكثر من 200 متطوع ومتطوعة من العديد من المؤسسات، وتأتي ضمن برنامج «المواطنون الفاعلون».

وكان في استقبال المتطوعين رئيس بلدية دير استيا أيوب أبو حجلة بالاضافة لعدد من أهالي المنطقة.

واستهدف النشاط هذه المرة مكانا هاما جدا على الخريطة الفلسطينية، ويعد من أشهر وأهم المحميات الطبيعية في فلسطين، ويتعرض بشكل دائم لاعتداءات اسرائيلية بهدف السيطرة عليه.

وقد اشتمل اليوم على تعريف الشباب حول المنطقة وأهميتها التاريخية والبيئية بالاضافة للقيام بالعديد من الاعمال التطوعية مثل تنظيف المكان واقامة مقاعد خشبية للزوار ومساعده المزارعين في قطف الليمون والبرتقال، بالاضافة لزراعة عدد كبير من أشجار الزيتون.

وأوضح منسق الحملة في محافظة نابلس أنور محروم ان النشاط يأتي ضمن حملة «تاريخ البلد من الجد لولد الولد» التي انطلقت قبل أسبوع في كافة محافظات الوطن، حيث تسعى لربط المجتمع الفلسطيني بتاريخه وتراثه وأماكنه الأثرية والبيئية، التي تثبت حق الفلسطينيين في العيش على هذه الارض، وبأنهم قادرون على التعايش مع كافة الظروف، للحفاظ على هويتهم وتراثهم.

وشدد المحروم على اهمية التشاركية في تنفيذ الأنشطة، حيث شارك في النشاط عدد من المجموعات الشبابية في كل من محافظتي رام الله وطوباس.

بدوره قال الناشط وائل الفقيه انه تم اختيار هذا المكان لما له من أهمية، حيث يعتبر الوادي من المحميات الطبيعية المشهورة في فلسطين واهم ميزاته الينابيع المائية الدائمة الموجودة فيه، كما ان هذه المنطقة معروفة من العهد الروماني في فلسطين حيث توجد في المنطقة آثار رومانية، وهنالك العديد من السكان الفلسطينيون الذين يعيشون فيه، الذين غالبا ما يتعرضون لمضايقات قوات الاحتلال والمستوطنين بهدف اجبارهم على ترك هذه المنطقة.