حدثني العم صالح هذا الصباح قائلاً: لا أخشى من الاعتراف بيهودية الدولة فقط، بل ما أخشاه أكثر هو ما بعد هذا الاعتراف اذا حصل فإنهم لن يكتفوا بذلك وسوف يطلبون منا ما هو أكثر كأن نشهد لهم مثلاً أنهم أبناء سارة ونحن أبناء هاجر وأن أمنا كانت خادمة لسيدتها وأن نوافق على روايتهم ونعترف لهم بها وحينها سيقولون لنا أنتم أبناء الخادمة والخادمة لاترث ولا تورث ويبتدعون من الخرافات حينها ما لا يعد ولا يحصى، هنا توقف الحديث لحظة ثم اتسع الى ما هو أبعد في اطار الحديث عن دوافع اسرائيل فيما تسعى لتحقيقه من وراء هذه المطالبة التي خرجت بها والتي لم تأت محض صدفة ولم تكن عابرة كما يرى البعض وهي ليست الا خدعة تريد حكومة نتنياهو ايقاع الشعب الفلسطيني وقيادته بها، وإلا فما الحاجة لمطالبتنا بهذا الاعتراف والإصرار عليه ووضعه كشرط مسبق لأي تفاهم، والحقيقة واضحة ولا تحتاج للكثير من التحليلات فهم يدركون في أعماق أعماقهم أننا نحن أصحاب الأرض الحقيقيين وأننا ولدنا هنا قبلهم بالاف السنين وان وجودهم ليس له اي حق وانهم فقط امام العالم وامام التاريخ قوة احتلال عابر لا اكثر ولا أقل، لهذا فهم يريدون منا أخذ شرعية لوجودهم تحميهم وتمنحهم حقاً لا حق لهم فيه من أصحاب الحق الاصليين، ليتسنى لهم بعد ذلك التفرغ الى ما هو أخطر وأبعد من الاعتراف فقط.
الاعتراف بيهودية الدولة فكرة مبنية على التطرف الذي يتعدى حدود العنصرية بكثير، الأمر الذي نرفضه وترفضه معنا كل الشعوب الحرة في العالم وتقبله أميركا وتسعى للضغط على القيادة للقبول به بشتى الطرق والوسائل، وهي تتماشى مع موقف الحكومة الاسرائيلية وتتماهى تماماً عبر محاولات كيري النجاح في انتزاع هذا الاعتراف سواء بطريقة مباشرة او بالتحايل بطرق غير مباشرة وعلى كلتا الحالتين فإن هذا الاعتراف لا يمكن القبول به ولا يمكن أن يكون وسيبقى فقط وهماً يحاول الاحتلال الحصول عليه حتى يأتي اليوم الذي يتبدد فيه هذا الوهم ويتبعثر، وحتى ذلك اليوم لا بد من اليقظة والحذر والاستعداد لأي مواجهة ينوي الاحتلال افتعالها في المستقبل القريب وها هو يزيد من اعتداءاته المستمرة على القدس والمسجد الاقصى وفي البلدة القديمة ويعطي الضوء الأخضر لعصاباته لتدنيس المدينة المقدسة ويتطاول في ممارساته اليومية بهدف تهويد المدينة المقدسة مستفيداً من تشرذم الموقف العربي ومن حالة الانقسام الفلسطيني الحاصل الذي هو أخطر نقاط ضعفنا.