ما من شك أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، لم تكن محض الصدفة أو مجرد تصريحات فارغة وعبثية أو زلة لسان، وفي تقديري إن هذه التصريحات من رئيس أكبر دولة في العالم لها ما بعدها، خاصة أنه منذ اليوم الأول لتنصيب ترمب تحدث بكل صراحة عن غزة وعن مكانها الجغرافي وبحرها الجميل، وذلك كمقدمة للاستيلاء على القطاع من خلال النظر له نظرة مقاول، وكمشروع اقتصادي واستثماري.
في تقديري أيضاً، إن هذا التوجه كشفت عنه تسريبات ويكليكس حين نقلت حديث نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، حين تحدث عن انتداب أميركي لغزة لمدة مئة عام بعقد شبيه بوضع هونغ كونغ الصينية مع بريطانيا.
أعتقد أن هذه التصريحات هي تصريحات خطيرة ومثيرة للجدل، وتكشف عن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومخططاته تجاه غزة والمنطقة، وهي تأتي استكمالاً لمشروعه الشيطاني السابق إبان فترة ولايته الأولى، وما سمي "بصفقة القرن" آنذاك، والتي كان الهدف منها هو أن يحكم الصهاينة قبضتهم من الفرات إلى النيل وتحقيق حلم دولة إسرائيل الكبرى، ولذلك أعتقد أن القادم مع ترمب سيكون أسوأ، وسيعمل على فرض واقع جديد بالقوة.
لذلك، مطلوب وعلى وجه السرعة وحدة الموقف العربي الصلب خاصة من جمهورية مصر والمملكة الأردنية لمواجهة هذه المخططات التي تستهدف الوجود الفلسطيني، وتسقط مشروع الدولة الفلسطينية وبالتالي إنهاء القضية الفلسطينية بشكل تام.
وأيضاً، مطلوب موقف فلسطيني موحد وثابت ولا يقبل التأويل بأن لا مكان للفلسطينيين سوى وطنهم وأرضهم، وأنهم لن يقبلوا بأي حال من الأحوال التهجير تحت أي ذريعة أو حجة كانت، وأنه آن الآوان للضغط من قبل المجتمع الدولي على إسرائيل كي تعترف بالوجود الفلسطيني على هذه الأرض وفي حق إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس، وإلزامها بتطبيق كل القوانين والمعاهدات التي أقرتها الشرعية الدولية والتي تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير واستقلاله الوطني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها