يستمر الاحتلال باختراقاته لكل الاتفاقيات في صورةٍ تعكس مدى إرهابه وزيف ادعاءاته الأخلاقية وللبحث في تطورات المشهد أجرت الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا إتصالاً هاتفيًا، مع الكاتب والمحلّل السياسي د.فادي أبو بكر، حيث أشار إلى الخرقات الأخيرة وما يتبعُها من تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، بأن إسرائيل لا تنتهك الاتفاق بمهاجمه أهداف حزب الله، وهذا يعكس رغبة الاحتلال في تحقيق وقف إطلاق نار من جانباً واحدًا لصالحها، وذلك فقط لتقليص وجود حزب الله في الجنوب والمناطق القريبة من نهر الليطاني، والإستفادة من الهدنة كفرصةً لتعزيز موقفها العسكري والأمني بدلًا من الوصول لتسوية شاملة ونهائية.
وأضاف: هناك تبرير لمسألة ما يخص مزارع شبعا أنها خارج النطاق الأممي، وحزب الله يتعامل بهذا الإطار من جانبه، أما إسرائيل تستغل هذه النقطة لجر حزب الله إلى المواجهة، والإستفادة من الضغوط الدولية بخاصةً من الولايات المتحدة دون تقديم تنازلات ملموسه وهذا يعزز من احتماليه فشل الهدنة القائمة، والاستمرار في جولات تصعيد في المستقبل.
وعلى الصعيد العسكري في قطاع غزة، قال أبو بكر: أنَّ العمليات العسكرية واسعه النطاق، نسف المباني وحرب الإبادة تجاه المدنيين، وعزل مئات الآلاف من الفلسطينيين ومنعهم من العودة إلى الشمال، وبناء ما يقارب 20 قاعدة عسكريه بالتزامن مع أحكام السيطرة على المعابر الإستراتيجية والمحورية معبر رفح، فيلادلفيا، نتساريم، موضحاً أنَّ إنشاء بنيّة تحتية عسكرية متطورة، إمداد خطوط اتصالات،كهرباء، ومياه، وتشير هذه الخطوات إلى أنّ إسرائيل ستمنع أي امكانية فعلية لعودة الفلسطينيين النازحين إلى مناطق شمال غزة، وتعمل على إعادة هيكلة جذرية للقطاع.
وعلى صعيد المفاوضات في غزة قال أبو بكر: أنَّ المفاوضات تشهد تعقيدات حيث ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من غزة، بالمقابل الجانب في غزة هناك اصرار على الانسحاب وعودة النازحين كشرط لاتفاق، لكن مصر تلعب دور وسيط الرئيسي وترفض الوجود العسكري الإسرائيلي في معبر رفح ومعبر فيلادلفيا باعتبار ذلك تهديد ضمني للسيادة المصرية، مؤكداً أنَّ التواصل لاتفاق شامل في المرحلة الحالية صعب ومستبعد.
وحول وصول ترامب للسلطة ليسرع تنفيذ خطة الحسم، علق أبو بكر قائلاً: خطة الحسم التي نادى بها سموترش من عام2017، هي مخطط ضم الضفة الغربية، والتي اطلقها ترامب ضم أجندة صفقة القرن عام 2020،وما يجري من تسليح لميليشيات المستوطنين، وزيادة كثافة الاستيطان بشكل مرعب خلال السنوات القليلة الماضية، وفصل المدن والقرى عن بعضها من خلال البوبات، كل ذاك يشير إلى أنَّ هذا المخطط أخذ منحنى تصاعديًا بشكل ممنهج بعد السابع من أكتوبر، وتم تأجيلها في عهد ترامب الأول لصالح اتفاقيات التطبيع التي عرفت باتفاقيات إبراهام.
وأضاف: في ظل هذا المشهد الدولي وما سيترتب عليه من فرض أمر واقع سواء في غزة والمنطقة بشكل عام، سيكون ارتداد وجوبًا على القرار السياسي لدى الولايات المتحدة فيما يخص الضفة الغربية، وكل ذاك ضمن رزمة شاملة ستتعامل معها الإدارة الأمريكية القادمة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها