في حوار هاتفي أجرته الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا، مع الأكاديميّة والمحلّلة السياسيّة د.إيريني سعيد للإحاطة بمشهد الهدنة في لبنان وتوجهات ترمب في المنطقة.

بدايةً أكَّدت سعيد أنَّ هذه الاتفاقية الصغيرة والتي جاءت ما بين إسرائيل وحزب الله برعاية غربية هشة، ومناورة، ودليل الخروقات التي انتهجتها إسرائيل مؤخراً ورد عليها حزب الله، بالتالي كل اتفاقيات جاءت من قبل إسرائيل لتسجد مقاومي غزة وبعض الأذرع الإيرانية، من جانب آخر إسرائيل تحاول معاودة تسليح نفسها واستدعاء قوات الاحتياط مما يؤهل قواتها، لأنها في حالة تراجع واضح في قدراتها.

وتابعت، إذا أردنا معادلة من شأنها أن تُسكن ما يدور في الشرق لابد أن يكون هنالك معادلة سلام تجمع الجنوب اللبناني وشمال غزة، من الصعب الحديث عن معادلة منفردة، لأن محاور المقاومة وجبهات الاسناد جمعها يتحرك في إطار التقديم على غزة.

وحول مدى التعويل على مرحلة الرئيس المنتخب ترامب في كيان الاحتلال وبشأن قضية الإفراج عن الرهائن قالت سعيد: "لا اعتقد أن حماس ستستجيب إلى إطلاق الرهائن بهذه السهولة، لأنها لا تملك ما تضغط به إلا ورقة الرهائن، بالتالي إذا أرادة الإفراج عنهم لابد أن تكون هنالك معادلة واضحة يتم فيها الانسحاب من غزة وقف إطلاق النار.

وأضافت سعيد: ترامب في جعبته المزيد من السياسات القادمة لتسكين أو حل جزئي لكن كل التخوفات أن تكون الصفقة غير مرضيّةً للجانب العربي. واكَّدت أن أبرز سياسات ترامب القادمة الانكفاء الداخلي للولايات المتحدة، سيتحرك من قناعات مفادها أن خيرات وموارد أميركا هي للولايات المتحدة، بالتالي لن يسمح بحجم المساعدات التي فراطة به إدارة  بايدن لإسرائيل وغيرها، من أجل تعدد جبهات القتال على المستويين الإقليمي والدولي.  

وفي سياق آخر، أكَّدت سعيد أنَّ نتنياهو سيستجيب لبعض الضغوطات في حال تم تقنين المساعدات العسكرية الأميركية الموجهة إلى إسرائيل، ومن جانب آخر تصاعد النفور الداخلي الإسرائيلي أهالي الرهائن والمعارضة ولن تقبل بنتنياهو ولا بالحكومة الحالية. بالإضافة إلى تراجع شعبية اليمين المتطرف وذلك من خلال عدم قدرته على تحرير الرهائن، وتحديد أهدافه في غزة والجنوب اللبناني.

حول مسودة اتفاق لتشكيل لجنه الإسناد المجتمعي لتولي إدارة قطاع غزة بتنسيق مع السلطة الوطنية، وأهمية هذه الخطوة في سبيل تعزيز صمود شعبنا في القطاع، أكَّدت سعيد أنَّ أبرز وأهم الآليات من أجل إحداث التسكين الجزئي لهذه الحرب هو تنظيم البيت الفلسطيني وترتيب الأولويات، بما يضمن وحدة القرار الفلسطيني.