فتج ميديا/ لبنان، 47 عاماً مضت على انطلاقة المارد الفتحاوي ولا زالت هذه الحركة الرائدة مستمرة في النضال والعمل السياسي، متمسكة بالثوابت الوطنية التي من اجلها انطلقت، ولعل اشرس معركة تقودها الآن في المعترك السياسي هي حملة الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على الارض الفلسطينية المحتلة في العام 1967.
بهذه المناسبة الوطنية التي يحتفل بها الفلسطينيون في الاول من كل عام ومعهم الفتحاويون بإضاءة شعلة الانطلاقة، اضيئت الشعلة 47 هذا العام في مخيمات بيروت مساء السبت 31-12-2012 شارك فيها سفير دولة فلسطين في لبنان وعضو المجلس الثوري اشرف دبور، امين سر حركة فتح في لبنان عضو المجلس الثوري فتحي ابو العردات، عضو المجلس الثوري امنة جبريل، القنصل العام الحاج محمود الاسدي، امين سر اقليم لبنان مسؤول مفوضية الاعلام والثقافة رفعت شناعة، عضو اقليم لبنان امين سر اللجان الشعبية في لبنان ابو اياد الشعلان، امين سر حركة فتح في بيروت سمير ابو عفش، منسق عام تيار المستقبل في بيروت العميد محمود الجمل، مسؤول الدائرة السياسية في ندوة العمل الوطني هاني فاخوري، رئيس اتحاد الروابط والهيئات البيروتية راجي الحكيم، مختار برج البراجنة عبد العزيز الحركة، ممثلو الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل م.ت.ف، و ممثلو فصائل تحالف القوى الفلسطينية والاحزاب والقوى الاسلامية الفلسطينية، ووفد حركة الناصريين المستقلين المرابطون، و وفد الحملة الاهلية لنصرة فلسطين والعراق، ، وممثلو اللجان الشعبية والاجهزة الامنية والكفاح المسلح، و وجهاء وفاعليات واهالي المخيمات، وكشافة واشبال وزهرات حركة فتح.
ففي مخيم برج البراجنة القى هاني فاخوري كلمة جاء فيها: يا شعب فلسطين المناضل الذي ابى ويأبى ويرفض ما يسعى اليه قادة الكيان الاسرائيلي من نزع عروبة فلسطين وهي قلب الامة العربية، ويسعى الى تهويدها وتهويد القدس العاصمة الابدية لفلسطين العربية. تلك الحركة التي اطلقت الثورة الفلسطينية الحديثة، فألهبت منذ انطلاقتها عام 1965 وحتى الان المنطقة العربية والشرق الاوسط والعالم وظلت متمسكة بثوابتها الوطنية، فهي لن ترضى بديلاً عنها ولا يرضى شعب فلسطين الابي عن وطنه وارضه وبلاده بديلاً، وفي سبيل ذلك قدمت قوافل الشهداء الذين سقوا بدمائهم الزكية ارض القدس، العاصمة العربية الابدية لفلسطين الدولة والوطن ، وقدم قادتها في سبيل هذه الثوابت واولها استقلالية القرار الفلسطيني ارواحهم فداء لفلسطين وقدسها ، ولهذا استشهد القائد الرمز ياسر عرفات فارس الميادين والمنابر واستشهد قبله ابطال من قادة فتح وقادة الشعب الفلسطيني المناضل.
ان فلسطين هي المقياس وهي البوصلة لكل المتغيرات التي حصلت في البلاد العربية فمن اسهم او سيساهم في النضال لاستردادها فاز فوزاً عظيماً ومن ابتعد عنها ونأى خسر خسرانا مبينا اما من تآمر عليها وكاد لها فباء بالخزي والعار.
والقى ابو العردات كلمة حركة فتح التي جاء فيها 47 عاماً من النضال والكفاح من اجل فلسطين، تاريخ مجيد نفخر ونعتز بشهدائه، حركة فتح التي انطلقت لتعلن ولادة الفلسطيني من جديد، كما انقل لكم تحيات الرئيس ابومازن في كل مخيمات لبنان.
اليوم يوم الوفاء للتضحيات الجسام التي قدمتها هذه الحركة العظيمة .نحتفل في نهاية كل عام وبداية كل عام جديد من كل مناطق تواجد الفلسطينيين في الداخل والشتات ، ونقول من هنا نحن ورفاق الدرب الوطني في لبنان ان القدس ركن من اركان الهوية الوطنية القومية وركن من الهوية الاسلامية والمسيحية ، ولا تكتمل اي من هذه الاركان بدون تحرير القدس عاصمة فلسطين وعاصمة الامة العربية.
اعاهدكم ان نبقى اوفياء لشعبنا وقضيتنا وان نطور مؤسساتنا وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وان تبقى حركة فتح هي صمام امان الوحدة الوطنية الفلسطينية فهي حركة الشعب الفلسطيني بأكمله وحركة كل الاحرار في العالم.
وفي مخيم شاتيلا القى كلمة الانطلاقة امين سر حركة فتح سمير ابو عفش بدأها بتوجيه التحية الى حركة فتح وقيادتها مطلقي الطلقة الاولى، مشيداً بالتحولات التي طرأت على الشعب الفلسطيني بعد الانطلاقة في العام 65 وتحويله من شعب لاجئ في الخيام الى شعب مقاتل يتوق الى تحرير ارضه من رجس الصهاينة المحتلين.
وعلّق على تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية ينوت غينرغريتش الذي تطاول على الشعب الفلسطيني بإدعائه عدم وجود شعب فلسطيني في التاريخ، وانه تم اختراعه، بقوله: ان الشعب الفلسطيني موجود منذ الآف السنين وانه شعب له حضارة وتاريخ وثقافة بعكس اليهود الذين تجمعوا من انحاء العالم واقاموا دولتهم على انقاض الشعب الفلسطيني.
ولفت ابو عفش الى ان الوحدة الوطنية كانت الشغل الشاغل للرئيس الراحل ابو عمار الذي قال "اوصيكم بالوحدة الفلسطينية" و ان حركة فتح تضع كل طاقاتها وتسعى سعياً حثيثاًً لانجاز هذه الوحدة حرصاً على الثوابت الفلسطينية .
وطالب الدولة اللبنانية بإعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين وفي مقدمها حق العمل والتملك للعيش بكرامة لحين عودتهم الى وطنهم.
بعد اضاءة الشعلة قدم راجي الحكيم درعاً وفاء لصمود مخيم شاتيلا الى امين سر الشعبة.
اما في تجمعات مباني غزة فألقى الاسدي كلمة الانطلاقة جاء فيها: نصر من الله وفتح قريب وبشر الصابرين ، ايها الصابرون الصامدون في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنه وغزة والداعوق وكل مخيمات لبنان كل عام وانتم بخير ، هذا العام كما اعلن قائدنا سيكون عام الدولة الفلسطينية المستقله ، وعام الوحدة الوطنية ، وعام تفعيل اطار م.ت.ف.
يا اهلنا في مخيمات لبنان والشتات لقد حفرنا نضالنا بالدم وفي كل حفرة نهضت شجرة وقرب كل شجرة اتكأ شهيد فلسطيني عين على فلسطين وعين على القدس.
فتح التي تحتفل بذكرى انطلاقتها اليوم قدمت ثلثي اعضاء لجنتها المركزية وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات على مذبح فلسطين فصاروا متاريسنا وبوصلتنا لأنَّ شعارهم كان وما زال فلسطين وطن نهائي ووصيتهم الاولى والاخيرة وحدة شعب فلسطين فهي بيتنا وتعزيز صمودنا ونقرب اكثر من يومنا الموعود يوم اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
بالامس البعيد كانت الطلقة الاولى لتكون وتعلن اننا هنا ونحن على الخارطة وبالامس القريب وقف قائدنا ابو مازن من اعلى منبر في الامم المتحده ليقول للجميع اننا صابرون صامدون وما زلنا الرقم الصعب ونحن نستحق ان يكون لنا دولة فكان الجواب من اليونسكو حيث اعلنت معظم دول العالم قبول فلسطين عضواً كامل العضوية في اليونسكو.
وفي عز الربيع العربي نقول للجميع لن يكتمل الربيع العربي اذا لم تتفتح زهرة فلسطين ونحن كفلسطينيين لسنا خصماً مع اي طرف عربي فنحن اهل العروبة ومضمونها وفلسطين البوصلة لكل حر وشريف .
ووجَّه حديثه للبنانيين اشقاء الدم والمصير والرغيف قائلاً أنّ همنا المشترك هو استقراركم ، ونؤكد ان مخيماتنا لن تكون ممراً او مقراً لمن يريد الشر للبنان ، فان من يريد الشر للبنان لا يريد الخير لفلسطين فنحن قوة داعمة لمسيرة السلم الاهلي والعيش المشترك.
والقى كلمة تيار المستقبل العميد محمود الجمل ناقلاً تحيات رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري الى الشعب الفلسطيني البطل والى ثواره الاحرار وشهدائه الابرار . وقبل 7 عقود كان الاعلان عن يقظة شعب قرر الانعتاق من نير الاحتلال والبؤس والتشرد واللجوء واحيا قضية اصبحت على رأس الاولويات العالمية كقضية وطنية كبرى فكانت النشأة عام 1965 على يد مجموعة من الابطال الفلسطينيين ممن شاركوا في العمل الفدائي وعلى رأسهم القائد ياسر عرفات وخليل الوزير وعادل عبد الكريم وغيرهم الكثيرون ممن تعاهدوا على العمل من اجل تحرير فلسطين ، وكانت القاعدة التنظيمية الاولى لحركة فتح ، وكان لهذه القاعدة امتداداتها التنظيمية في الدول العربية ومنها هذا البلد الذي احتضن وعانق شعب فلسطين.
ان لبنان توأم في النضال مع الشعب الفلسطيني ، وحمل القضية في قلبه أسهم مساهمات جمّة في احتضان الثورة ، وقدم الشهداء والجرحى في تحقيق اهداف هذه القضية ، وهنا اخص بيروت التي كانت الحضن الاوسع للثورة ، وتلاحمت في الفكر والشهادة مع القدس والضفة وكانت السد المنيع في وجه الاحتلال ليمتزج الدم الفلسطيني مع اللبناني دفاعاً عن الامة جمعاء.
اننا في تيار المستقبل نؤكد حق الفلسطيني في العيش بكرامة و نشدد على استمرار نهج المقاومة الفلسطينية والصمود ، وعلى الوحدة الوطنية وتكريسها وتعزيزها من بوابة م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لأن اي مساس بها هو مساس بالاطار السياسي والمرجعية التاريخية للشعب الفلسطيني، ونشدد على تشكيل لجنة فلسطينية مشتركة ترعى قانون حق العودة وتواجه مشاريع التوطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها