دخلت المفاوضات الإسرائيلية الأميركية للتوصل إلى تسوية تؤدي لوقف إطلاق النار في لبنان مراحلها النهائية، بحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم أمس الأربعاء، عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، مشيرة إلى أن المحادثات تتركز حول صياغة "وثيقة جانبية"، تهدف إلى ضمان حرية التحرك العسكري الإسرائيلي في حال حدوث خروقات من الجانب اللبناني للتسوية المحتملة، بما يتماشى مع التصريحات التي صدرت مؤخرًا عن المسؤولين الإسرائيليين.

وتعتبر هذه "الوثيقة الجانبية"، بحسب التقرير الذي أوردته الصحيفة على موقعها الإلكتروني "وانيت"، إن "وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، يشرف على إعدادها مع الجانب الأميركي، هي العنصر الأهم بالنسبة لإسرائيل للموافقة على تسوية بشأن لبنان، ومن المتوقع أن تضمن دعمًا أميركيًا لأي تحرك عسكري إسرائيلي ضد ما تعتبره تل أبيب تهديدات من لبنان، بما يشمل تسليح الجبهة الشمالية أو محاولات شن هجوم انطلاقًا من أراضيه".

وقال المسؤول الإسرائيلي: إن "المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن تسوية الوضع على الحدود الشمالية وصلت إلى مراحل الصياغة النهائية"، مشددًا على أن المحادثات في هذه المرحلة تركز على صياغة وثيقة جانبية تهدف إلى ضمان حرية التحرك الإسرائيلي في حال حدوث أي خروقات من الجانب اللبناني، موضحًا أن هذا هو الأمر الأهم بالنسبة لإسرائيل.

وأضاف: "لدينا تفاهمات واضحة مع الأميركيين، وهذا الدعم الأميركي يشمل أنه في حالة نقل الأسلحة من سورية، أو تجدد عمليات تسليح الجبهة الشمالية أو محاولات شن هجمات على إسرائيل من لبنان، فسوف نحصل على الدعم الأميركي للعمل عسكريًا"، وبيّن أن الحصول على ضمانات أميركية تكتسب أهمية خاصة على خلفية "التوتر القائم" بين إدارة جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو.

وقال: "مسألة التسوية والحصول على الشرعية للتحرك العسكري أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا".

ووفقًا للتقرير، تتضمن بنود التسوية التي يتم التفاوض عليها، انسحاب الجبهة الشمالية إلى شمال نهر الليطاني، ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، ومنع نقل الأسلحة من سورية، وبالتوازي مع المحادثات مع الولايات المتحدة، أشار التقرير إلى أن مسؤولين إسرائيليين، بمن فيهم ديرمر، زاروا موسكو في محاولة لكسب دعم روسيا للضغط على النظام السوري لضمان تحقيق الشروط الإسرائيلية في إطار التسوية المحتملة.

وأكد المسؤول أن إسرائيل تواصل تنفيذ هجمات في سورية، بما في ذلك استهداف مواقع تابعة للجيش السوري، ويُقدر أن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصلحة في منع إضعاف النظام السوري، الذي قد يتأثر إذا استمرت عمليات نقل الأسلحة إلى الجبهة الشمالية عبر سورية.

ورغم ذلك، أبدى المصدر شكوكًا كبيرة حول استعداد لبنان للالتزام بالاتفاق، وقال: "يمكنك التوصل إلى تفاهمات مع الأميركيين، لكن في النهاية قد يرفضها اللبنانيون"، ملوحًا بأن لدى إسرائيل خططًا عملياتية بديلة ولن تقبل باستمرار الوضع الحالي من حرب الاستنزاف.

وأوضح أنها ستصعد عملياتها في لبنان حتى تحقيق التسوية التي تنشدها، فيما أشار التقرير إلى أن صورة المشهد ستتضح خلال الأسبوعين المقبلين.

وأوضحت الصحيفة، أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق، سيُعرض لموافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت"، وأشار التقرير إلى إنه لم يتضح بعد إذا ما سيتعين مصادقة الكنيست كذلك على الاتفاق المحتمل بشأن لبنان.