وسعت إسرائيل الصهيونية الدينية حربها العنيفة لتطال أكثر من جبهة واحدة، من قطاع غزة إلى لبنان، وعلى نحو القصف المدمر، حتى أنها أبادت قرى كاملة في الجنوب اللبناني، لم نسمع بالحالة هذه أحدًا من ثوار "الفيسبوك" وزبائن فضائيات الخديعة، يطالب الجيش اللبناني بالتصدي لهذه الحرب، التي تتفلت بين حين وآخر، لتقصف طائراتها الحربية مواقعًا وأهدافًا عدة في سوريا، وأيضًا لم يطالب أحد من هؤلاء، الجيش السوري بالتصدي لهذا القصف العدواني، بل إنهم لم يطالبوا إيران وجيشها برد يلجم إسرائيل، ويهزم حربها، وهي التي تعرضت لأكثر من ضربة واحدة، وآخرها التي دمرت لها مصانع الصواريخ الباليستية.
ترك هؤلاء الجيوش هذه الأمور كلها، وراحوا وما زالوا يطالبون السلطة الوطنية، بالتصدي لهذه الحرب، وخوضها، ببنادقها التي تدرب بها تلك الجيوش جنودها. تركوها وما عادوا يتحدثون حتى عن "وحدة الساحات" برغم أن هذه "الوحدة" كانت لتكون طريقًا سالكة لتلك الجيوش كي تمضي فيها إلى ساحات القتال، غير أن ذلك لم يحدث، ولن يحدث، لأن سياسات الدول وحساباتها، ومصالحها، لا تصوغها، ولا تقررها، خطابات الفصائل الميلشياوية واستعراضاتها.
لا يسمع أولئك الغوغاء، بل ولا يريدون أن يسمعوا، أن الكثير من الفلسطينيين اليوم، والعرب أيضًا باتوا يقولون، ويرددون وبقناعة أكيدة، أن سيادة الرئيس أبو مازن، كان وما زال على حق، بمنع بل وبتحريم الانجرار إلى ما يريده الاحتلال الإسرائيلي، من اشتباك مسلح في الضفة الفلسطينية المحتلة، ليجعل من ساحتها، ساحة حرب، لتهرسها هرسًا، أسلحته المدمرة.
بخطاب التعقل والحكمة، والمسؤولية الوطنية، والواقعية الخالية من أي نكران عبثي، يواصل الرئيس أبو مازن مجابهة هذه الحرب الظالمة، وينازلها بقيم الحق والخير والعدل والسلام والجمال، حاملاً جرح فلسطين النازف موقفًا لا يقبل المساومة، ورواية لا لغو فيها، والثوابت الوطنية المبدئية على حالها في هذا الخطاب، ولا تبديل فيه ولا مخاتلة.
ونحن هنا باقون، بالصمود وبالثبات الملحمي على أرض الوطن نقاوم، لعل ثوار تلك الشاشات يدركون هذه الطريق، فيلتحقون بها قبل أن يصابوا بغثيان الخيبات والفشل، حين يسدل الستار على شاشاتهم، وسيسدل هذا الستار حتمًا، في يوم لن يكون بعيدًا بعد الآن.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها