في لقاء خاص على قناة "فلسطيننا" مع الإعلامية ريم مشيرفي، أكد الكاتب والمحلل السياسي وعضو المجلس الوطني، الدكتور عبد الرحيم أبو جاموس، أن المؤتمر الدولي المزمع عقده في الرياض يأتي ترجمةً للمبادرة السعودية التي أعلنت الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كخطوة جادة لتحريك عملية السلام في ظل التصعيد المتواصل في فلسطين ولبنان.
وأشار الدكتور أبو جاموس إلى أن "المؤتمر يمثل تحركًا دبلوماسيًا عربيًا جادًا، تقوده السعودية في توقيت حساس للغاية، مع ازدياد العنف في غزة واستمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني". وبيّن أن المملكة العربية السعودية وجهت الدعوات لعدة دول عربية وأوروبية، بالإضافة إلى منظمات دولية مثل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة.
وأضاف الدكتور أبو جاموس أن المؤتمر لا يهدف فقط إلى بحث حل الدولتين، بل إلى وضع "آليات عملية وجداول زمنية لتنفيذ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته على حدود حزيران وعاصمتها القدس الشرقية". واعتبر أن السعودية تسعى من خلال هذا التحرك إلى "إلزام كافة الأطراف بتنفيذ هذا المشروع، وليس فقط الاكتفاء بقرارات غير ملزمة كما في السابق".
وردًا على التساؤلات حول موقف الاحتلال الإسرائيلي، أوضح أبو جاموس: "إسرائيل ترفض كافة الحلول والمبادرات منذ عقود، لكنها قد ترضخ إذا واجهت إرادة دولية حازمة، خاصة إذا تبنى مجلس الأمن هذه القرارات بجدية واتخذ خطوات عملية لإجبار الاحتلال على الالتزام بها". مشددًا على أن الموقف الأمريكي الداعم للاحتلال قد يعيق الحل، لكنه أكد على أهمية الضغط العربي لتحريك السياسة الأمريكية تجاه موقف أكثر توازنًا.
وفي حديثه عن القرار الإسرائيلي بحظر نشاط وكالة "الأونروا" في القدس والضفة الغربية، أكد الدكتور أبو جاموس أن "محاولات الاحتلال لإنهاء دور الأونروا ليست إلا محاولات يائسة لطمس حقوق اللاجئين وحق العودة، ولا شرعية لهذا القرار من الاحتلال؛ فالأمم المتحدة هي صاحبة الولاية على الأونروا". وحذر من أن هذه الخطوات تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين وإعادة تعريف الوضع القانوني لهم، مطالبًا المجتمع الدولي بمواجهة هذه المحاولات.
وفي ختام اللقاء، شدد أبو جاموس على أن القيادة السعودية، بدعم من الدول العربية والدول الفاعلة دوليًا، تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى "محاصرة نقاط التوتر ووقف العدوان على غزة ولبنان، والعمل على إعادة إعمار غزة".