بقلم: الحارث الحصني
كانت الطفلة بانا أمجد بكر في منزلها، في الوقت الذي تزامن مع هجوم عنيف للمستعمرين بحماية قوات الاحتلال على قرية قريوت جنوب نابلس.
لم يسعفها تدخل الطواقم الطبية ونقلها إلى مستشفى رفيديا في نابلس؛ لخطورة حالتها الصحية، ليعلن عن استشهادها بعد وقت قصير.
كان الخبر صادمًا، لدرجة أن يبقي والدها في حالة ذهول لا يقوى على التحدث.
"لم يستطع التحدث، لكننا علمنا أن الطفلة كانت في غرفة نومها في المنزل".
* الروايات من المهتمين بتوثيق انتهاكات المستعمرين ضد أبناء شعبنا متشابهة.
- "كانت الطفلة في غرفة في منزل والدها".
- وصلت الطفلة بانا مستشفى رفيديا في نابلس وقد فارقت الحياة، بعد إصابتها برصاصة في الصدر.
- "كانت مضرجة بالدماء".
تعرضت قرية قريوت، لاعتداء منظم قاده المستعمرون، استشهدت على إثره الطفلة بانا (13 عامًا) بعد إصابتها برصاصة بالصدر، وأصيب عدد من المواطنين، واعتقل عدد آخر.
وتمر قرى جنوب نابلس منذ أشهر، بأيام ملتهبة بعد تزايد اعتداءات الاحتلال ومستعمريه، ضد الفلسطينيين.
* لكن، كيف استشهدت الطفلة بانا؟ّ
الجواب بكل تفاصيله لدى محمد رفعت من قرية قريوت، الذي كان شاهدًا عن قرب على استشهاد بانا.
قال الشاب: "لن أنسَ المشهد أبدًا"، عندما اقتحم المستعمرون قريوت من الجهة الشرقية قرابة الثالثة عصراً، حينها اندلعت على إثر هذا الاقتحام مواجهات عنيفة بين الشبان وبينهم استمرت لساعتين، وكان المستعمرون يطلقون النار في تلك المواجهات.
وأضاف: "بأن جنود الاحتلال قد توغلوا إلى عمق القرية، حيث يتواجد منزل عائلة الطفلة المكون من طابقين، حينها اندلعت مواجهات مع الشبان الذين كانوا قرب منزل بكر.
وسمع رفعت صوت والد الطفلة وهو يحذر الشبان من رصاص الاحتلال، بقوله لهم: "انتبهوا، ولا تظهروا أنفسكم لهم"، تزامنًا مع وجود الطفلة في غرفتها مع شقيقاتها في الطابق الثاني من منزل والدها.
ومع ذلك، قال رفعت: "رأيت الجندي عندما صوب سلاحه نحو نافذة الغرفة التي كانت تتواجد فيها الطفلة بانا".
وتابع: بأن الجندي ترك الشبان على الأرض، ورفع سلاحه قليلاً إلى الأعلى باتجاه نافذة الغرفة التي تتواجد فيها الفتاة وأطلق النار عليها، وقدر رفعت المسافة بين تواجد الجندي ومنزل الطفلة بخمسين مترا لا أكثر.
وتظهر صور حطام زجاج النافذة التي استهدفها الاحتلال، وأدى إلى استشهاد الطفلة.
تمر القرية بحالة حزن شديدة بعد يوم قاس عليها. وفي منزل العائلة يخيم حزن كبير على أقرباء الطفلة.
واقفًا، فوق جثمان ابنته في مستشفى رفيديا في نابلس، يطيل أمجد بكر النظر فيه، واضعًا يده على وجهه، ليخبئ علامات الحزن التي لا يمكن إخفاؤها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها