بدعوةً من هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا، نُظم اعتصامًا جماهيريًا حاشدًا رفضًا للعدوان وحرب الإبادة ضد شعبنا في غزة والضفة والقدس وتضامنًا مع أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال، في مخيم عين الحلوة ملعب "الشهيد أبو جهاد الوزير" وذلك اليوم السبت ٢٠٢٤/٨/٣.
وشارك في الاعتصام عضوا قيادة حركة فتح إقليم لبنان نزيه شما وآمال شهابي، أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة ممثلًا بأمين سر شعبة عين الحلوة العقيد ناصر ميعاري، وأعضاء قيادة المنطقة وأمناء سر شعبها التنظيمية وأعضائها وكوادرها، وممثلين عن فصائل "م.ت.ف" ورئيس هيئة المتقاعدين في لبنان اللواء معين كعوش، وممثلون عن اتحاد نقابات عمال فلسطين وقوى التحالف الفلسطيني، القوى الإسلامية، والمكاتب النسوية وهيئات ومؤسسات المجتمع المدني واللجان الشعبية.
في البداية كلمة لعضو قيادة حركة فتح في منطقة صيدا د. عبد أبو صلاح قال فيها: "نؤكد موقنين لا لبس فيه أن نضالنا من أجل استرجاع حقوقنا، ولا سيما حقنا بالعودة هو حق مشروع، وكذلك كفلته المواثيق والقرارات الأممية، وأن حرب الإبادة والاغتيالات لن تثني شعبنا عن الاستمرار بالمقاومة حتى التحرير وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وأضاف أبو صلاح قائلا: "إن السياسة الأمريكية الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، وهذا الصلف من كذب وخداع ببعض الكلمات الخجولة من إدانات لن تمر على شعبنا، وإننا على يقين أنهم مشاركون فعليًا عسكريًا وسياسيًا في العدوان على شعبنا، وأن شعبنا سيقاوم ويقاتل بكل شراسة، ولن يستكين ولن يستسلم حتى إحقاق حقوقه المشروعة بالحرية والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لذا ندعوا أحرار العالم المؤيدين لقضيتنا العادلة للعمل الجاد والصادق لوقف العدوان وحرب الإبادة والتجويع والقتل والاغتيالات، والتي كان آخرها الاغتيالات الجبانة للقادة أبو العبد هنية وفؤاد شكر".
وختم أبو صلاح قائلا؛ "باسمكم جميعًا نتوجه بتحية إجلال وإكبار لأسرانا البواسل، وندعوا المؤسسات الدولية للضغط لوقف الاعتقالات وإطلاق سراح الأسرى جميعًا، بخاصة في ظل التعنت والخداع والتسويف الإسرائيلي الرافضة لعملية تبادل الأسرى".
كلمة هيئة العمل الوطني الفلسطيني ألقاها فضيلة الشيخ جمال خطاب قائلا: "واهم العدو الصهيوني إذا ظن أن المواجهة والمقاومة ستتوقف باغتيال القادة والرموز أمثال الشهداء أبو عمار، أبو العبد هنية، أبو جهاد، أبو إياد، أحمد ياسين، والشقاقي والقائمة تطول، وها هي المواجه والمقاومة استمرت وازدادت، وهذا يعني أن المسيرة لن تتوقف هنا إنها مسيرة الحق والشهداء".
وأضاف خطاب قائلا: "هذه المعركة الذي يقودها شعبنا اليوم في الضفة وغزة والقدس هذا الطريق النضالي ابتدأ في المقاومة المعاصرة في معركة الكرامة في العام ١٩٦٨ واليوم في معركة طوفان الأقصى، وهذه المعركة ليست الأخيرة".

كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ألقتها عضو الهيئة الإدارية للاتحاد فرع لبنان وعضو قيادة حركة فتح إقليم لبنان آمال شهابي قالت فيها: "استكمالًا لحرب الإبادة ما زال مسلسل الاقتحامات يتواصل في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية يومياً، وما زالت حملات التدمير والاغتيالات والإعدامات ميدانية والاعتقالات الواسعة مستمرة، وما زال الاحتلال يُمارس سياسة نهب الأراضي وسرقة آلاف الدونمات تحت عنوان المصادرة لإقامة مستوطناته غير الشرعية أساساً، وكذلك محاولات التهويد في القدس الأبية من خلال تضييق الخناق وهدم البيوت وتمرير المشاريع الاستيطانية ومضايقة المصلين ومنعهم من الوصول إلى أماكن العبادة المسلمين والمسيحيين".
وأضافت الشهابي: "ففي هذا اليوم،  اليوم الوطني والعالمي للتضامن مع أهلنا في غزة ومع أسرانا الأبطال القابعين في السجون والمعسكرات الصهيونية، والذين يتعرضون للموت البطيء بأبشع أنواع التعذيب من ضرب واغتصاب وتجويع في سراديب الموت والعتمة، هؤلاء الأبطال القابعون في القلاع المتقدّمة في قلب الكيان الصهيوني، إنهم الشهداء الأحياء الذين يستحقون منّا الوفاء، ويستحقون أنْ نوحّد صفوفنا دفاعًا عن حياتهم التي باتت أقرب إلى الموت، يستحقون أنْ نكون صوتهم العالي لفضح ممارسات الاحتلال، ومن هنا نقول لهم إننا معاً وسويًا حتى النصر بإذن الله.

إنّ سياق الإجرام في سياسة الاحتلال الصهيوني ضد قيادات شعبنا وأمتنا قد أخذت أشكالاً وأساليب عدة، ومن ضمن هذه السياسة هو اللجوء إلى أسلوب الجبناء عن طريق الاغتيالات، هذه الجرائم النكراء والتي كان آخرها الشهيدان القائدان (الشهيد إسماعيل هنية والشهيد فؤاد شكر) والشهداء المدنيون الآخرون، والتي تندرج أيضا في إطار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني المستمرة، وضرب جبهة الإسناد العربية اللبنانية، لبنان التي كانت وما زالت توأم فلسطين في البطولة والمعاناة، هذا الاحتلال الذي يحاول جَر المنطقة الإقليمية إلى أتون الحرب الأوسع والأشمل، غير مكترث بالشرعية الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، فإننا نؤكد هنا بأنّ دماء الشهداء القادة الذين سبقوهم، وفي مقدمتهم الشهيد القائد الرمز أبو عمار والشهداء العِظام وأبو جهاد وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى وخالد نزال وفتحي الشقاقي لم توقف مسيرة الثورة، بل أعطت للمسيرة وقودًا جديدًا وتصليبًا لإرادة شعبنا وأمتنا، وتحفيزًا لتَدافُع الأجيال من المناضلين والمناضلات للسير على درب الشهداء، مما يستوجب من الجميع أنْ يكون الرد على سياسة الاغتيالات بتعزيز وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية في الإطار الوطني الجامع تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني في المحافل كلها، والعمل على تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين فصائل العمل الوطني والتي كان آخرها اتفاق بكين.