عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء 2024/07/02، جلسة حول الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والتي ركزت على الظروف الإنسانية الصعبة في قطاع غزة مع تواصل العدوان الإسرائيلي منذ 9 أشهر.

كاغ: الحرب أطلقت العنان لدوامة من البؤس الإنساني

وفي إحاطة قدمتها أمام المجلس، قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ: إن "الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضًا لدوامة من البؤس الإنساني، حيث انهار نظام الصحة العامة، ودُمِرت المدارس، ويهدد تعطل نظام التعليم أجيالا قادمة".

وأفادت كاغ، بأنه في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ السادس من أيار/ مايو، نزح أكثر من مليون شخص مرة أخرى في غزة، وهم يبحثون بشكل يائس عن الأمان والمأوى.

وأعربت عن القلق العميق إزاء التقارير التي تفيد بإصدار أوامر إخلاء (إسرائيلية) جديدة في منطقة خان يونس جنوب القطاع، وتأثيرها على السكان المدنيين، ففي غزة، لا يوجد مكان آمن.

وأضافت: أنه "في زياراتي لغزة، تستقبلني أصوات تردد صدى سؤال واحد مفجع؛ هل ستنتهي معاناتنا يومًًا ما؟".

وتحدثت كاغ، عن تطبيق قرار مجلس الأمن "2720" الذي وضع إطارًا لتسريع وتعجيل وتبسيط توصيل المساعدات في مختلف أنحاء غزة.

وقالت: إن "هناك حاجة إلى تدفق مستمر للمساعدات إلى غزة، لتسليم الإمدادات ذات الجودة والكمية عبر جميع المعابر البرية والبحرية، بما في ذلك معبر رفح الحدودي".

ونبهت إلى أنه منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على رفح وإغلاق معبر رفح في أوائل شهر أيار/ مايو، انخفض حجم المساعدات التي تدخل إلى غزة وتوزع عبرها بشكل كبير.

ودعت إلى فتح معابر إضافية وخاصة إلى جنوب غزة، والنظر في نقل المساعدات من شمال غزة إلى جنوبها، وإعادة فتح معبر رفح بشكل عاجل.

وقالت المسؤولة الأممية: إنه "في حين أن المساعدات الإنسانية ستكون مطلوبة لسنوات قادمة، فإن التخطيط والإعداد للتعافي وإعادة الإعمار المبكر أمر ضروري".

وأشارت إلى أن السلطة الفلسطينية لديها دور حيوي لتلعبه في غزة، وأنها جزء لا يتجزأ من التخطيط لتنفيذ التعافي وإعادة الإعمار في غزة، مشددة على أن التخطيط الطموح لإعادة الإعمار يتطلب تمويلاً طموحًا وسخيًا.

وأكدت أن إعادة الإعمار في غزة تعني من بين أمور أخرى، مأوى كريمًا بينما يتم بناء أو تجديد المزيد من المساكن الدائمة، واستعادة أنظمة الصحة والصرف الصحي والمياه الأساسية، وإعادة تأهيل المدارس وأماكن التعلم ذات الصلة بالتعليم العالي، والاهتمام والدعم الخاصين لحوالي 17,000 طفل يُتِموا بسبب الحرب.

وأضافت: "لا يزال هناك الكثير الذي يتعين علينا القيام به حتى لا نخذل الفلسطينيين في غزة".

وقرأت كاغ باللغة العربية في ختام إحاطتها رسالة أعطتها لها أثناء إحدى زياراتها لقطاع غزة طفلة فلسطينية اسمها فاطمة المصري عمرها ثماني سنوات، قالت فيها: "أحب بلدي وأحب أصدقائي. أعيش في مخيم، وأتمنى أن أعيش في داري مثل بقية الأطفال"، ووقعتها برسم لمجموعة من الطيور تحلق فوق البحر.

اليابان تدعو إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735 الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار

وأكدت ممثلة اليابان، أنه بالنظر إلى اتساع نطاق الاحتياجات وحجمها، فإن عمل الأمم المتحدة، بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، العمود الفقري للاستجابة الإنسانية، يعد أمرًا بالغ الأهمية، وبالتالي يتطلب ذلك المزيد من الدعم. 

وأشارت إلى أن اليابان قدمت مساعدات إنسانية بقيمة تزيد عن "120" مليون دولار منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 في قطاعات مثل الغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة والرعاية الطبية. كما قدمت أيضًا مساهمات عينية واسعة النطاق للأونروا ومنظمات الإغاثة الأخرى.

وأكدت أن بلادها ستواصل تقديم المساعدة اللازمة، وشجعت الآخرين على القيام بذلك أيضًا ، وقالت: "لكن في نهاية المطاف، ما نحتاجه أكثر من أي وقت مضى هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735، الذي يدعو إلى وقف فوري تام وكامل لإطلاق النار في قطاع غزة".

الصين تعرب عن قلقها إزاء التدهور غير المسبوق للكارثة الإنسانية في غزة

وأعرب ممثل الصين عن قلق بلاده إزاء التدهور غير المسبوق للكارثة الإنسانية في غزة، حيث يعاني الملايين من الناس من الجوع والمرض واليأس، بسبب النقص الشديد في الإمدادات والظروف الصحية الصعبة. 

وقال: "غزة، سجن في الهواء الطلق تخضع للحصار منذ تسعة أشهر، مع انقطاع إمدادات المياه والكهرباء والوقود. علاوة على ذلك، تم عرقلة دخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة، ومُنع الناس من الوصول إلى أبسط الضروريات".

وأشار إلى أن مرافق الوكالات الإنسانية أصبحت أهدافًا متكررة.

وأضاف: أن "عددًا غير مسبوق من العاملين في المجال الإنساني قتلوا". 

وحث إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وقال: "لا يمكن استخدام التجويع كسلاح، ولا يمكن تسييس القضايا الإنسانية، كما أن تفاقم كارثة إنسانية من صنع الإنسان أمر غير مقبول".

فرنسا: جيل كامل من الأطفال تعرض للصدمة والحرمان من التعليم

ودعا ممثل فرنسا إلى التنفيذ الكامل لقرارات المجلس 2712 (2023)، و2720 (2023)، و2728 (2024)، و2735 (2024)، والتي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات لأنحاء القطاع كافة دون عوائق.

وأعرب عن جزعه من استمرار تزايد عدد الضحايا المدنيين، في حين تترسخ المجاعة، مشيرًا إلى أنه تم تدمير 80% من البنية التحتية المدنية في قطاع غزة.

وقال: "لقد تعرض جيل كامل من الأطفال للصدمة والحرمان من التعليم"، داعيًا إسرائيل إلى فتح معبر رفح والسماح بإيصال المساعدات إلى جميع أنحاء غزة. 

وشدد على دور الأونروا، وقال: إن "البضائع التي يتم تسليمها لغزة يجب أن يتم توزيعها بطريقة آمنة بما يتناسب مع واقع الاحتياجات". 

وشدد أيضًا على ضرورة ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني، وقال: "تطالب فرنسا بوقف فوري لإطلاق النار".

وأضاف: أن "بلاده تعارض الهجوم على رفح تماشيًا مع أمر محكمة العدل الدولية"، مؤكدًا أنه من الملح العمل على إقامة دولة فلسطينية تشمل غزة.

غيانا: العاملون في المجال الإنساني مستهدفون بشكل منهجي

وأعربت ممثلة غيانا عن قلقها من استهداف العاملين في المجال الإنساني بشكل منهجي، كجزء من استراتيجية أوسع لإبادة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من خلال الحرمان وغيره من الوسائل. 

وفي معرض تفصيلها للحالة المزرية في قطاع غزة، شددت على أنه يجب على إسرائيل تسهيل زيادة وصول المساعدات الإنسانية مع الإشارة إلى الأوامر ذات الصلة الصادرة عن محكمة العدل الدولية في 26 كانون الثاني/يناير و28 آذار/مارس و24 أيار/مايو.

وأضافت: "لا بديل عن المعابر البرية". 

كما دعت إلى ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني وطالبت بإنهاء الحرب، التي يجب أن تتوقف حتى يتمكن الفلسطينيون من إعادة بناء حياتهم. ويجب على المجتمع الدولي أيضًا أن يقوم بتيسير إعادة بناء غزة، وهو أمر بالغ الأهمية للدفع قدمًا بحل الدولتين.

وحثت أعضاء المجلس على عدم الاعتياد أو المناعة من التقارير التي تتحدث عن آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني، وشددت على أن "جوعنا للعمل يجب ألا يتضاءل أبدًا".

سويسرا تدق ناقوس الخطر بشأن الحالة الإنسانية المروعة في غزة

وأدانت ممثلة سويسرا، التي دقت ناقوس الخطر بشأن الحالة الإنسانية المروعة في غزة، استمرار الحرب في حصد العديد من الضحايا المدنيين، لا سيما بين الأطفال، والنازحين البالغ عددهم 1.7 مليون شخص في القطاع. 

وقالت إن نحو 95% من السكان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد؛ منهم 15% وصلوا إلى مستوى كارثي.

وشددت على أن خطر المجاعة الكبير سيستمر طالما استمر الصراع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، مشيرةً إلى أن محكمة العدل الدولية أكدت في أوامرها ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومع ذلك، يظل مستوى المساعدات غير كاف بشكل واضح وإلى حد كبير في مواجهة ضخامة الاحتياجات، داعيةً إلى وقف فوري لإطلاق النار.

سيراليون: حالة الفلسطينيين في قطاع غزة لا يمكن قبولها

وقال ممثل سيراليون: إن "حالة الفلسطينيين في قطاع غزة، من عدد الضحايا الهائل إلى انعدام الأمن الغذائي والمجاعة لا يمكن قبولها".

وشدد على أنه يجب علينا أن نرفض تطبيع هذه المأساة الإنسانية ذات الأبعاد التاريخية،.

وأضاف: أن "التصعيد المستمر في الحرب أثر على قدرة الوكالات الإنسانية على تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمدنيين".  وأشار إلى أن أكثر من "193" من موظفي الأمم المتحدة قتلوا خلال الحرب، فضلاً عن العاملين في المجال الإنساني الآخرين، معربًا عن دعمه لمكتب كبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار. 

وأكد ضرورة توفير المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية والوصول إليها دون عوائق.

وأشار إلى القيود التي تواجهها الأونروا والشركاء الآخرون على الأرض في تخزين ونقل وتوزيع المساعدات إلى جنوب ووسط قطاع غزة، مشددًا على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار.

الإكوادور تدعو إلى زيادة كمية ونوعية المساعدات الإنسانية

وأشار ممثل الإكوادور إلى أنه على الرغم من الجهود التي بذلتها كبيرة المنسقين، لم يكن من الممكن تقديم مساعدات إنسانية كافية لضمان حصول السكان على "الخدمات الأساسية لبقائهم على قيد الحياة". 

وأكد أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على رفح أثر على دخول المساعدات "التي كانت بالفعل غير كافية"، ولا يزال توزيعها مهمة معقدة وخطيرة.

ورحب بالجهود الرامية إلى تفعيل الآلية المنصوص عليها في القرار 2720 (2023)، الذي دعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسَّع وآمن ودون عوائق ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام لإطلاق النار.

وقال: إن "المشاكل التي تواجهها هذه الجهود ترجع إلى الافتقار إلى الإرادة السياسية، وبدون ذلك، سيكون من المستحيل زيادة نوعية وكمية المساعدات؛ واعتماد التدابير التي تسمح بتوزيعها بشكل آمن ودون عوائق؛ أو الاستعداد للتعافي المبكر وإعادة الإعمار". 

موزمبيق: الكارثة الإنسانية في قطاع غزة يجب أن تنتهي

وقال ممثل موزمبيق: "حاليًا نشهد ضحايا بشكل يومي وعلى نطاق واسع في غزة، ولم تصل المساعدات الإنسانية إلى الملايين من سكان غزة المحتاجين". 

وأشار إلى أنه لا توجد أسباب معقولة للمعاناة الحالية غير المبررة وغير المحتملة للشعب الفلسطيني في غزة، مشددًا على أن الكارثة الإنسانية يجب أن تنتهي. 

وفي معرض الإشارة إلى أن الجهود الإنسانية في غزة تتطلب وقفًا فوريًا لإطلاق النار، ذكّر أعضاء المجلس بواجبهم في معالجة الوضع هناك باعتباره مسألة ملحة. وبالتوازي مع ذلك، يجب بذل الجهود من أجل إتاحة وصول المساعدات الإنسانية، والمفاوضات من أجل السلام، وإعادة إعمار غزة، وتطبيق حل الدولتين.

مالطا: الطرق البرية تظل الطريقة الأكثر جدوى وفعالية لإيصال المساعدات

وأشار ممثل مالطا، إلى مقتل أكثر من 37 ألف مواطن فلسطيني نتيجة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأعرب عن قلقه إزاء التقارير التي تورد تفاصيل استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب.

وشدد على أهمية توصيل المساعدات الإنسانية دون عوائق وبشكل آمن إلى غزة وفي جميع أنحاءها، وقال: إن "الطرق البرية تظل الطريقة الأكثر جدوى وفعالية لضمان دخول مستويات غير مسبوقة من المساعدات الآن إلى القطاع". 

وأضاف: إن "مقتل أحد موظفي منظمة أطباء بلا حدود في الأسبوع الماضي هو دليل مأساوي آخر، على الثمن الباهظ الذي يواصل العاملون في المجال الإنساني دفعه، دون عقاب"، مشددًا على أن الأونروا جهة فاعلة لا يمكن الاستغناء عنها. 

وحث على وقف إطلاق النار فورًا بحسب ما جاء في القرار 2735 (2024)، وقال: إن "هذه هي الطريقة الوحيدة للسماح بتدفق كبير للمساعدات إلى غزة وعبرها".

وأشار إلى أن ذلك سيتيح أيضًا المجال لجهود التعافي وإعادة الإعمار الضخمة اللازمة.

الجزائر: الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح حرب

وأشار ممثل الجزائر إلى أن الآلية المنصوص عليها في القرار 2720 (2023) قدمت كحل للعقبات التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن نظرة سريعة على أحدث إحصائيات الأمم المتحدة تظهر نتيجة لا جدال فيها، وهي أن القرار 2720 (2023) أثبت عدم فعاليته.

وفي حزيران/يونيو، لم تتجاوز نسبة الوصول 73 شاحنة يوميا، وقال: إن "هذا العدد الصغير هو نتيجة السياسة المتعمدة التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي باستخدام التجويع كسلاح حرب". 

وأضاف: أن "ارتفاع معدل دخول شاحنات المساعدات في نيسان/أبريل أثبت أن الدخول السلس للمساعدات "يرتبط فقط بالضغط الدولي، ولسوء الحظ، برغبة المحتل"، مستشهدًا بتقارير تفيد بأن أوراق الأشجار أصبحت سلعة في غزة، "ليس للماشية، بل للناس".

وقال: "دون تحرك عاجل، سيشهد العالم مأساة إنسانية".

الولايات المتحدة تشدد على الحاجة إلى تقديم مساعدات إنسانية مستدامة ودون عوائق

وأشارت ممثلة الولايات المتحدة إلى أن قدرات الأمم المتحدة على الاستجابة ضرورية، وقال: إن "96% من سكان غزة، أكثر من مليوني شخص من المرجح أن يواجهوا مستوى كارثيًا من انعدام الأمن الغذائي من الآن وحتى أيلول/سبتمبر". 

وشددت على الحاجة إلى تقديم مساعدات إنسانية مستدامة ودون عوائق، مؤكدةً أن فتح جميع المعابر البرية الحالية إلى غزة يعد خطوة حيوية.

وفي سياق متصل، أعربت عن دعمها للجهود الرامية إلى توزيع المساعدات داخل غزة حتى تصل إلى الفئات الأكثر ضعفا، بما في ذلك النساء والأطفال. 

وقالت: إن "الولايات المتحدة تواصل الضغط على إسرائيل لتحسين وصول المساعدات الإنسانية"، داعية إلى قبول اقتراح وقف إطلاق النار، لأنه سيخلق الظروف لدعم موجة هائلة من الإغاثة للفلسطينيين ويسمح بزيادة الأنشطة التجارية في غزة.

وأضافت: أن "الولايات المتحدة أعلنت في حزيران/يونيو عن مبلغ إضافي قدره 404 ملايين دولار من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لدعم المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والمنطقة".

سلوفينيا تدعو إلى وقف إطلاق النار لنجاح آلية إيصال المساعدات

وأشار ممثل سلوفينيا، إلى أن الوضع لا يتحسن على الرغم من صدور أربعة قرارات من مجلس الأمن وأمر محكمة العدل الدولية وآلية الأمم المتحدة والتأكيدات والضمانات المختلفة التي تلقيناها، وقال: "ليس لدينا الحق في أن نتفاجأ. المجاعة في غزة من صنع الإنسان"، مؤكدًا أن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها كقوة احتلال.

وأشار إلى أن استخدام التجويع كوسيلة للحرب محظور بموجب القانون الدولي ويمكن أن يرقى إلى مستوى جريمة حرب، مضيفًا: "لقد سمعنا من إسرائيل أنه لا يوجد حد لوصول المساعدات إلى غزة.  يصعب علينا تصديق ذلك. إذا لم يكن هناك حد للمساعدات التي تصل إلى غزة، فلماذا يحتاج 50 ألف طفل إلى العلاج من سوء التغذية الحاد؟".

ورحب ببدء عمل آلية الأمم المتحدة، وقال: "نحن نفتقد العنصر الرئيسي لنجاح الآلية، وقف إطلاق النار".

وأضاف: أن "وقف القصف الإسرائيلي في حد ذاته لن يحل مشاكل المدنيين في غزة بطريقة سحرية"؛ وشدد على أن الوقت قد حان لكي يبدأ المجلس في التفكير في غزة بعد وقف إطلاق النار.

كوريا تدعو إلى فتح جميع المعابر البرية لإيصال المساعدات

وشدد ممثل جمهورية كوريا، على أن القانون الدولي يلزم إسرائيل وليس الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية باستعادة وضمان النظام العام والسلامة في القطاع.

وأشار إلى أنه عندما لا يمكن إيصال المساعدات إلى المدنيين، فإن عدد الشاحنات التي تعبر الحدود إلى غزة لا معنى له بما يتجاوز مجرد الإحصائيات. 

وقال: إن "المساعدات الإنسانية وحدها لا تستطيع تلبية الاحتياجات، إلا أن أذونات السلع التجارية لا ينبغي أن تؤدي إلى انخفاض في الشحنات الإنسانية التي تدخل غزة".

وذكر أيضًا أنه يتعين على إسرائيل بذل المزيد من الجهد لحماية العاملين في المجال الإنساني، وأنه يجب فتح جميع المعابر البرية – الأمر الذي لن يؤدي فقط إلى زيادة حجم المساعدات، بل سيؤدي أيضًا إلى تقصير المسافة بين نقاط الدخول والتوزيع.

وأضاف: "لكن لتحقيق كل هذا، هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار".

المملكة المتحدة تدعو إلى إعادة فتح معبر رفح فورا

وأعربت ممثلة المملكة المتحدة عن قلقها إزاء الأزمة الإنسانية المدمرة والمتدهورة في غزة حيث "توفي الكثير من الناس".

وقالت: إن "وقف الحرب عن طريق التفاوض والذي يؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار، هو أفضل وسيلة لتمكين زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير وضروري". 

وأضافت: "هناك الآن اتفاق مطروح على الطاولة أيده هذا المجلس  لتحقيق هذه الأهداف"، داعية إلى قبوله. 

كما حثت إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها بزيادة كمية المساعدات التي تدخل إلى غزة والوفاء بالتزاماتها لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مضيفةً: "يجب إعادة فتح معبر رفح على الفور وتوسيع نطاق المساعدات عبر جميع نقاط العبور الأخرى".

روسيا: سكان غزة على حافة المجاعة

وأشار ممثل روسيا، رئيس مجلس الأمن لشهر تموز/يوليو، إلى استحالة توفير المساعدات المستدامة والكافية في غزة، إن سكان غزة على حافة المجاعة، وقد أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة عن مقتل أكثر من 38,000 شخص، كما طُلب من النازحين الفرار مرة أخرى. 

وأشار إلى أن "نظام منع الاشتباك لا يعمل"، مضيفًا: أن "274 من العاملين في المجال الإنساني قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة. ومن بين هؤلاء، كان 197 من موظفي الأمم المتحدة و193 منهم من الأونروا".

وقال: "بغض النظر عن مدى دقة اختيار السيدة كاغ لكلماتها، فإن الواقع هو أنه لا يتم ضمان وصول المساعدات الإنسانية وأن قنوات التسليم محدودة، وعندما يتم فتحها، فإن ذلك يكون لفترة قصيرة".

وأضاف: "نقلاً عن المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، وأنه حتى بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وقف الأعمال العدائية لتمكين توصيل المساعدات، لم يتغير شيء".

وشدد على أن المنظمات الإنسانية بحاجة إلى تقييم الوضع على الأرض بواقعية، مشيرًا إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تطالب إسرائيل برفع الحصار عن القطاع بدلًا من بناء رصيف مؤقت.