مازالت سفينة فلسطين تشق طريقها الموغل للوصول إلى شاطئ الدولة حيث الاعتراف الأممي وسط أهازيج عربية راحت تنشد أنشودة الإرادة والحرية وفق مغناة أكتب مطلعها الذي يقول:

" تجري الرياح كما تشتهي هويتنا، نحن فلسطين اعلام البحر والعرب، فلسطين هزمت طغيان صهيون
ومازالت تقدم الأرواح لحلمها العربي، صخرة المجد تضيف ولا يضاف عليها، هى صفر العروبة من يضربها صفر، تنتصر للحق وتقول لم يعاديها
لا يهزم الحق أمام شرذمة الكفر، فلسطين نالت أحقية وانتصرت، لطهارة أرض القيامة من دودة النجس".

فالشعب الفلسطيني الذي مازال يقاوم فى الميدان ببسالة من أجل إنجاز العامل الذاتي لوطنه ومازال يقاوم بالعمل الدبلوماسي بإباء من أجل بناء أرضية الاعتراف الموضوعي لتحقيق حلمه، هو هذا الشعب الفلسطيني الذي ما فتئ يقاوم من على أرضية إصرار مقرونه بصمود شكلت منه أيقونة للحرية جعلته يصبح نموذج فى الصمود والتضحية حتى غدى أمثولة لصلابة الارادة الواثقة من حتمية النصر، وهو الشعب الفلسطيني الذي سجل في المرمى الأممي نتيجة ستجعله حكمًا يمضي بثبات واناه تجاه تجسيد حلم الاعتراف بالدولة من مجلس الأمن الدولي لتحظى في المحصلة فلسطين بالعضوية العاملة بما يؤهلها لبناء جغرافيتها السياسية على أرضها وعاصمتها القدس.

وهى الجغرافيا التي كفلها القانون الدولي وانتصر لها المجتمع الأممي بهذا الانتصار الدبلوماسي العريض الذى أكد أن فلسطين تقف معها كل الدول بين مناصر وداعم بينما يقف مع أميركا وإسرائيل فقط تسع دول وهو ما يسجل انتصارًا دبلوماسيًا ساحقًا على أمل أن يتحول هذا الانتصار إلى نصرة تنتصر للحق الفلسطيني في معركة ذروة الشام حيث مرابطي عسقلان التى بارك الله عليهم وعليها ومن يبارك الله عليه لا يهزمه ولا يضيمه ويجعل من ينصره ايه يكتبها كاتب التاريخ ويجعلها حديث فى العالم المستقبل فهل من منتصر!

فبعد أن أصبحت فلسطين عند شباب العالم تشكل حالة سياسية وغدت الأغاني الثوريه والدبكات الشعبية الفلسطينية ترسم صورة الحريه فى شوارع العالم الرئيسيه، راحت ظاهرة فلسطين لتشكل مشروعية قبول عند الكثير من الأنظمة السياسية وباتت التضحيات الفلسطينية محط فخر وعظيم تقدير عند العالم أجمع حتى توافق الجميع على ضرورة تثبيت الحق الفلسطيني بالجمعيه العامه للامم المتحده بقرار الاحقيه للدولة الفلسطينية، وهو القرار الذى أكد على نصرة العالم أجمع للحق الفلسطيني برهن على دعم مسيرته وإسناده لتجسيد أراد شعب أراد الحياة.

ولعل هذا القرار الذى يأتي تطبيقًا للقرارات الدولية تتويجًا لمسيرة النضالات التي قدمها الشعب الفلسطيني عبرة مسيرة قرن من الزمان يعتبر مقرر سيدعم ملف فلسطين في التأهيل الأممي فى ملف الاعتراف بالدولة والكيان الفلسطيني المستقل وان كان قرار أحقية الأهلية لفلسطين قد جاء بصيغة تقرير على هيئة قرار لتمثيل حق تقرير المصير لكنه يعتبر هدف فى مرمى الخصم ويعد إنجاز دبلوماسي مستحق كونه جاء في توقيت سياسي دقيق، الأمر الذي يجعله يشكل أداة أممية ضاغطة لانتزاع اهليه الاعتراف بعضوية فلسطين من مجلس الأمن الدولي صاحب الولاية الأهلية.

أعلم أن الفيتو الأميركي ربما سيكون التحدي الأكبر في وجه الشرعية لكن قرار الجمعية شكل حاضنة لمشروعية القبول لكون ملف فلسطين الدولة سيكون مؤيد من تيار عريض سيصعب على الولايات المتحدة التصدي له لأنها ستكون فى مواجهة مع العالم أجمع كما ستكون فى مجابهة حركة الشباب الديمقراطي المتصاعدة وهي المعادلة التي قد تلزم أمريكا بالنأي بالنفس وتبعدها عن التدخل بهذا القرار كما يتوقع مراقبين، لأنها ستكون في مواجهة دبلوماسية مع العالم أجمع الذي راح يقول كلنا مع فلسطين أيقونة الحرية كلنا مع رسالة الإنسانية وقيمها التي يقف عليها الشعب الفلسطيني في نضالاته تجاه الحرية وتحقيق حلم الاستقلال!