كلما استفحلت جرائم الحرب التي يقودها بنيامين نتنياهو في غزة، اتجهت أصابع الاتهام نحو الإدارة الأميركية بما يؤثر على مكانتها داخل أميركا والعالم.

يسارع الرئيس بايدن إلى إصدار أو تسريب تصريحات تنتقد نتنياهو على إفراطه في القتل، خصوصاً بعد واقعة المطبخ العالمي، غير أن الأمور يجري احتوائها دائمَا بمكالمة هاتفية مع نتنياهو، تبدأ باللوم الرقيق، وتنتهي بالتأكيد التقليدي الذي يريده نتنياهو ويسعد به، وهو التزام أميركا بأمن إسرائيل وتواصل تزويدها بكل ما يلزمها للحرب من سلاح وذخائر وخبراء.

الحرب ماضية بتصاعد واتساع، حتى أن الحرب على غزة أضحت في المقام الثاني بعد الحرب على الجبهة الشمالية، ما ينذر باشتعال واسع النطاق في المنطقة كلها، فهل سيواصل بايدن الحريص على الهدوء في المنطقة، سياسة "التلفونات" لمعالجة جموح إسرائيل وسعيها لتوريط أميركا في حرب إقليمية وربما عالمية؟ ولأن لا وجود لكلمة "لو" في السياسة إلا أنه يجدر استخدامها في هذه الحالة.

"لو" لم تتراخى أمريكا منذ اليوم الأول للحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل على غزة، وذهبت إلى تبني هذه الحرب وتغطيتها بلا ضوابط تذكر، لما وصنا إلى ما نحن فيه الآن. حرب إبادة على غزة وحرب أوسع نطاق في المنطقة، ومكالمات بايدن نتنياهو هي الحل الأميركي الوحيد فيما يبدو!