استبقت الحكومة الإسرائيلية الزيارة المرتقبة غدا (الاربعاء) لمندوبي اللجنة الرباعية الدولية بنشر مناقصات جديدة لبناء حي استيطاني جديد يضم 40 وحدة استيطانية بالقرب من مستوطنة (افرات) على اراضي محافظة بيت لحم في الضفة الغربية ومناقصة اخرى لبناء 277 وحدة استيطانية في مستوطنة (اريئيل) في شمال الضفة الغربية، وإغلاق باب المغاربة المؤدي الى المسجد الاقصى المبارك، وافتتاح حاجز مخيم شعفاط الذي يعزل عشرات آلاف المقدسيين عن مدينة القدس.

ومن المقرر ان يبدأ مندوبو اللجنة الرباعية الدولية بالوصول الى المنطقة اليوم استعدادا لعقد جولة جديدة من المحادثات المنفصلة مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يوم غد الاربعاء، وان كانت مصادر فلسطينية قللت من سقف التوقعات من هذه الجهود بعد رفض اسرائيل تقديم رؤيتها لحل مسألتي الحدود والأمن.

فقد ذكرت حركة 'السلام الان' الاسرائيلية ان هذا القرار الاستيطاني الجديد سيوسع بشكل كبير المنطقة التي تسيطر عليها مستوطنة (افرات) وسيمنع اي امكانية لتطوير قرية الخضر الفلسطينية الواقعة الى الجنوب من بيت لحم وقالت 'بناء الاربعين وحدة استيطانية هو جزء من مخطط اكبر يهدف لبناء 500 وحدة استيطانية بانتظار الحصول على مصادقة من وزارة الدفاع الاسرائيلية من اجل التسويق والبناء'.

وكشفت الحركة الاسرائيلية التي تعنى بمتابعة النشاطات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية، النقاب ان القرار الاسرائيلي بإقامة هذه الوحدات ا الجديدة 'هي جزء من الجهود الكثيرة التي تقوم بها الحكومة لتوسيع المستوطنة'مشيرة الى ان على قائمة المناقصات المخططة لدى وزارة الاسكان الاسرائيلية مناقصة لبناء 277 وحدة استيطانية في الحي الاستيطاني (جفعات هازيت) في (افرات) والتي ستصدر قريبا كما اقرت وزارة الدفاع اقامة مزرعة في (جفعات ايتام) الى الشرق من (جفعات هادغان)' حيث تتواجد مخططات مستقبلية لبناء 2500 وحدة '.

ونوهت السلام الان الى ان مستوطنين اسرائيليين كانوا وضعوا 40 وحدة استيطانية متنقلة (كرافانات) في المكان بداية العام 2000 وقالت 'القرار الان سيضفي الشرعية على هذه البؤرة الاستيطانية' 

من جهة ثانية، فقد اعلنت الشرطة الاسرائيلية رسميا اغلاق باب المغاربة المؤدي الى المسجد الاقصى المبارك بعد ان قررت بلدية القدس الغربية وصندوق التراث اليهودي، المسؤول عن منطقة ساحة البراق، وجوب اغلاق الجسر الخشبي المؤقت المقام على تلة المغاربة، والذي يربط ساحة البراق بباب المغاربة.

وكان المستوطنون الاسرائيليون يستخدمون باب المغاربة لاقتحام المسجد الاقصى بحماية الشرطة الاسرائيلية، حيث ان اغلاقه يعني منع اليهود من اقتحام المسجد ما لم يتم ادخالهم من ابواب اخرى، وهو الامر الذي دفع يمينيون اسرائيليون الى الطلب بإغلاق كل ابواب المسجد بحيث لا يقتصر الدخول اليه على المسلمين.

وقد كان مهندس بلدية القدس الغربية اوصى بهدم الجسر المؤقت الحالي واقامة جسر بديل له بداعي انه قابل للاشتعال، ومن شأنها الانهيار ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو امر بتأجيل هدم الجسر بعد تحذيرات عربية الى ان قرر صندوق التراث اليهودي اغلاق الجسر .

وكانت الحفريات الاسرائيلية في ساحة المغاربة ادت الى انهيارات في تلة المغاربة التي كانت طريق طبيعية تؤدي الى باب المغاربة، ولكن بعد الانهيارات التي حدثت نتيجة الحفريات فقد تقرر اقامة الجسر الخشبي المؤقت.

يذكر ان الجسر الخشبي أقيم في 2004 كإجراء مؤقت بعد انهيار في طريق باب المغاربة – بسبب الحفريات الاسرائيلية المتواصلة عند واسفل الطريق - الذي يستخدمه الاحتلال لادخال السياح الاجانب واليهود، كما تستخدمه قوات االاحتلال لاقتحام المسجد .

وكان الاحتلال الاسرائيلي بدأ مطلع العام 2007 بهدم طريق باب المغاربة تمهيدا لبناء جسر عسكري دائم، وإزاء ردود الفعل في العالم الإسلامي والفلسطينيين، تم تجميد الأعمال ، في حيت تواصل وضع الخطط من اجل بناء الجسر العسكري واقامة الكنس اليهودية وتهويد شامل لمنطقة البراق .

 واستئنافاً لملف طريق باب المغاربة أعلن مجلس البلدية العبرية في القدس في تشرين الأول أنه قدم إخطارًا بهدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى خلال شهر، وقال المجلس في الرسالة المؤرخة في (23-10-2011) إن مهندس المدينة بالإضافة إلى خدمات الطوارئ وجدوا أن جسر المغاربة يشكل 'خطرًا'

في الغضون، فقد دشنت قوات الاحتلال الاسرائيلي حاجز مخيم شعفاط العسكري والذي كانت اقامته على مدى الاشهر الماضية على اراض فلسطينية في مدخل المخيم، ما سيكون من شأنه عزل عشرات الالاف المقدسيين المقيمين في مخيم شعفاط ورأس خميس وعناتا عن مدينة القدس.

وقد استنكر النائب قيس عبد الكريم 'ابو ليلى' عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اقدام سلطات الاحتلال الاسرائيلي على افتتاح ما يسمى معبر شعفاط ، والذي يهدف بشكل اساسي الى فرض مزيدا من الحصار والقيود على مدينة القدس المحتلة وفصلها على محيطها الفلسطيني، استكمالا للمخطط الاسرائيلي لتهويد المدينة المقدسة .

وأشار النائب ابو ليلى الى ان سلطات الاحتلال تهدف من خلال افتتاح هذا المعبر الى محاصرة مدينة القدس بشكل كامل، وفصل المدينة المحتلة عن محيطها الفلسطيني، موضحا ان افتتاح المعبر سيعمل على عزل عشرات الالاف من المناطق القريبة من القدس المحتلة، مثل أحياء رأس خميس ورأس شحادة، وضاحية السلام ومخيم شعفاط، ما سيحرمهم من حقهم في التنقل بحرية من وإلى داخل المدينة المقدسة .

وقال النائب ابو ليلى: ان افتتاح هذا المعبر يأتي استكمالا للمخطط لمخططات الاحتلال لفرض الحصار الشامل على مدينة القدس المحتلة بهدف اعادة ترسيمها وفرض امر واقع على الارض ، مشيرا الى ان هذا المخطط يتزامن مع التصعيد الاسرائيلي الحاصل من سحب هويات المقدسيين وتكثيف الاستيطان في كافة الاتجاهات ، وكذلك التصعيد الواضح في سياسة هدم المنازل في احياء القدس القديمة، اضافة الى ما تقوم به في محيط المسجد الاقصى ومحاولات هدم جسر باب المغاربة، وكذلك فرض المزيد من الضرائب وغيرها من الاجراءات والممارسات التي لا تنتهي.