أعلن علماء آثار مغاربة الجمعة، اكتشاف منطقة "أول" ميناء قديم في المغرب، وهي امتداد لموقع شالة (أو سلا) في الرباط، المدرج ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة يونسكو.

وعلى الضفة اليسرى لنهر أبو رقراق، كشفت أعمال حفر أثرية أجراها فريق من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP)، عن مساحة مرصوفة بالحجر الجيري الأزرق تحيط بها مبان، بينها أعمدة أو مذبح للبخور المستخدم في الطقوس الدينية.

وأشار عالم الآثار عبد العزيز الخياري خلال زيارة للصحافيين إلى الموقع، إلى أن "هذا اكتشاف مهم، لأنها المرة الأولى التي نعثر فيها على بقايا تشهد على وجود منطقة ميناء قديمة في المغرب".

وقد يعود تاريخ منطقة الميناء هذه إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي من العصر الروماني، وفقاً للخياري المسؤول عن هذا المشروع الذي أُطلق في إبريل/ نيسان الماضي.

وأضاف: "سنواصل البحث والتنقيب، لتحديد وظيفة هذه المباني وتاريخها وللعثور أيضاً على آثار أخرى يمكن أن تقودنا إلى ميناء سلا".

وعلى مسافة قصيرة من منطقة الميناء، توصل علماء الآثار أيضاً إلى اكتشافات أخرى مرتبطة بالمدينة القديمة.

وتشمل هذه الاكتشافات أولاً حمامات عمومية بُنيت في تاريخ لا يتجاوز بداية القرن الثاني الميلادي، وتغطي بالفعل مساحة تقرب من ألفي متر مربع، مما يدل على أن الموقع كان يضم إحدى أكبر المنشآت الحرارية في المغرب القديم، وفقاً لوزارة الثقافة المغربية.

كما تضمّ المواقع المكتشفة مقبرة جديدة تعود إلى القرن الثاني الميلادي، وهي "كولومباريوم (مقبرة وثنية قديمة) بخمسة محاريب كانت تحتوي على جرار رماد" جنائزية، وفقاً للخياري.

كذلك، اكتشف علماء الآثار جزءاً من سور المدينة القديمة، بالإضافة إلى تمثال أنثى مقطوعة الرأس.

ويضم المغرب مواقع أثرية عدة، أشهرها آثار شالة في الرباط، وآثار وليلي قرب مكناس وسط المملكة.