للوطنية الفلسطينية، في أطرها الشرعية، برنامجُ المقاومة الشعبية السلمية، ولا تشمل تظاهرات الاشتباك مع قوات الاحتلال، عند نقاط التماس، بالحجر والهتاف فقط، بل في البناء، والتأسيس أيضًا، الذي تواصله السلطة الوطنية رئاسة، وحكومة بقرارات بليغة، في إطار تعزيز صمود المواطنين، في مختلف مناطق سكناهم، وحقولهم، وخاصة في المناطق المسماة (ج)، التي يشكل الصمود فيها، ضرورة من ضرورات التصدي لسياسات الاحتلال الاستيطانية، وللحكومة في هذا الشأن، خطة عمل عبر وزارة الحكم المحلي، تحت عنوان "برنامج سيادة وصمود" تمت المصادقة عليها، في اجتماع الحكومة الإثنين الماضي، وهناك خطط وقرارات أخرى لإنشاء المزيد من المناطق الصناعية، وصوامع القمح في دروب النهوض، عدا عن التخصيصات المالية للمشافي، والرعاية الاجتماعية، هذا هو برنامج المقاومة الشعبية السلمية للسلطة الوطنية، بلا ثرثرة، ولا شعارات ثورجية، وفي المقابل هناك "محور المقاومة" غزير التمويل السخي، الذي يتنافخ بشعاراته الاستعراضية ذاتها، الذي طالما هدد الاحتلال ومستوطنيه، بالصواريخ الماحقة، إذا ما واصل اقتحاماته للمسجد الأقصى، حتى إذا ما أصبحت هذه الاقتحامات تلمودية تمامًا، وعلى نحو الاستباحة، بات صاحب الصواريخ، صامتًا صمت القبور، وحليفه الآخر، راح يرمي بها إلى البحر، تحت ذريعة المناورة...!!! برنامج "محور المقاومة" لم يعد سوى برنامج أكاذيب، وأكاذيب مفضوحة، ومكررة، وبلا أي تحسّب أخلاقي ولا أي تحسّب ديني  ..!!

شيوخ حماس في غزة لا يعرفون من برنامج المقاومة، سوى خطب الادّعاء، وهم يفترون على الله الكذب، حين يرمون المهاجرين من أبناء القطاع المكلوم، الفارّين من جحيم حماس، بغضب الله..!! خطب بلا تقوى، حين  يقولون إنّ صلاتهم في القطاع المكلوم أفضل صلاة لأنها صلاة الدفاع عن الله ...!! أليس هذا هو افتراء وتجديف بالذّات الإلهية إذ كيف يصبح الله العلي القدير، بحاجة إلى دفاع من خلقهم وسواهم وقدر أقدارهم؟!  هل يحتاج الخالق إلى مخلوق، ليدافع عنه، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون؟! ربنا، نرجوك المعذرة والمغفرة، ونستعين بكتابك الحكيم "ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السّفهاء منا".

ذات نص كتب الشهيد غسان كنفاني "خيمة عن خيمة تفرق" ونحن نقول "برنامج عن برنامج بقرق".