ثمة عباقرة سقطوا في أبسط تجارب الحياة، وقيل على سبيل الطرفة، إن العالم الشهير "أينشتاين" صاحب النظرية النسبية الخاصة، ذهب ذات مرة إلى مطعم، وكان قد نسي نظارته التي يقرأ بها، وحين قدمت له قائمة الطعام ليختار ما يريد من طعام، طلب من النادل أن يقرأ له ما في القائمة، فرد عليه النادل: عفوا سيدي فأنا أُمّي، جاهل مثلك، لا أجيد القراءة ..!!
وثمة كتاب عن 100 خطأ لقادة كبار، ومفكرين، قال عنها مؤلفه المؤرخ العسكري، والروائي الأميركي "بيل فوست" إنها غيرت مجرى التاريخ...!! وهناك كما نقدر في علم الاجتماع، وعلم الإنسان "الأنثروبولوجيا"، ذكاء عملي، والذي يوصف بأنه "ذكاء الحياة اليومية" وهذا معني بتبسيط شديد، بإيجاد الحلول الممكنة للمشكلات الواقعية، وهناك الذكاء الإبداعي، والمعني وبذات التبسيط، بالتنظير، وتوليد الأفكار الجديدة.
لم يدرك، كما نعتقد حقيقة ذكاء الحياة اليومية، معظم الذين وقعوا على البيان الخطيئة، ولعل الأمر ليس أمر الإدراك من عدمه هنا، إذا ما علمنا أن الذكاء العملي، ذكاء الحياة اليومية، ذكاء مكلف، لأنه معني بالعمل، وشق دروب الخروج الممكن من المعضلات الواقعية، وإذا ما كان ذكاء التنظير، والأستذة، مرهونا بالتمويل المغرض، بات التوقيع على البيان الخطيئة تحصيلا حاصلا، وبشروط التمويل أن يكون متماهيا مع الفبركات الإسرائيلية الغربية، وتأويلاتها المغرضة، لخطاب الرئيس أبو مازن، بشأن المحرقة، والذي مرة أخرى، لم ينكرها الرئيس أبو مازن يوما، وما أنكرها في خطابه هذا، والبيان الخطيئة في الواقع، لم يتماهَ مع هذه الفبركات والتأويلات المغرضة فحسب، بل وانضم إليها في التحريض على الرئيس أبو مازن، طاعنًا الرواية الفلسطينية، والشرعية الوطنية، الدستورية، والنضالية، بذات الوقت..!!
لا سبيل لتجاهل ما فعله هؤلاء ببيانهم، لم ينسوا نظارات القراءة خاصتهم، وبعضهم كانوا من كتاب المصطلح، والتنظيرات النخبوية الفارهة، لكنها البصيرة الوطنية، وقد غابت عنهم، وهذا ما ينبغي مساءلتهم عنه أولا وقبل أي شيء.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها