بناء على تصريح السيد مرزوق يصح تقسيم مخيم عين الحلوة إلى مجموعة من جزر النفوذ التي يتعايش في كل واحدة منها فريق إلى جانب فريق آخر.


تصريح أبو مرزوق وخارطة تقسيم النفوذ يتماشيان مع فكرة الخطوط الحمر المعمول بها من قبل قوى لا يستهان بها، تمد "الشباب المسلم"- اللا إرهابي- بإمكانات القتل والتدمير والغدر.


لماذا استهداف حركة "فتح"، ولماذا التمهيد الذي سبق وتخلل وأعقب جريمة اغتيال الشهيد القائد العرموشي ومرافقيه بسيل من الإتهامات والأكاذيب والتضليل الممنهج الذي كان يمهّد طريق الجريمة- المجزرة ويبرّرها؟ 


القضية العنوان هي استهداف "فتح" والشرعية الوطنية، نعم، القضية هي حركة "فتح" والشرعية الفلسطينية، لماذا؟


لأن هذه الحركة اللينة والودودة- المعتدلة- الصلبة التي لا تتردد في التواصل والحوار وبث روح الوحدة والتلاحم حول فلسطين.

التي لا يردعها نزف ولا يخمدها غدر القريب قبل البعيد، هي حركة تحسُّ وتُرى لكنها لا تلمس.

حركة خارجة على التطويع والتدجين، هي حركة لا تمارس بهلوانيات القرود في سيرك الترويض والمصادرة، بل تحمل عنوانًا واحدًا هو فلسطين.


حركة "فتح" دفعت الثمن غاليًا من قادتها ومناضليها على مدى سنواتٍ طويلة، وهي طبعًا على استعداد للمزيد من التضحيات في سبيل بقائها وبقاء شعبها وقضيته، فهي النموذج المثالي والتقليدي لشعبها وهي الأحرص والأصدق من بين كل الذين ادّعوا التزامهم طريق فلسطين.


تدفع حركة "فتح" خيرة قادتها ومناضليها لأنها تؤمن بأن فلسطين ليست بازارًا وليست سلعة للبيع والشراء من هذا المموّل وذاك الطامح الذي يعتقد أن فلسطين ملعبًا أو مساحة للهوه وعبثه.

حركة "فتح" تؤمن بأن الطريق إلى فلسطين يكمن في استقرار شعبها في أمنه وأمانه، لا في استيراد وزرع هذه الجماعة أو تلك من الفئات الضالة والتكفيرية والإرهابية بين سكان أهالي مخيَّماتنا الصابرين التي تروّع الآمنين وتبطش بالجار وأهل الدار.

حركة "فتح" تعلّمت درس مخيّم نهر البارد، ودرس مخيّم اليرموك، وحفظت عن ظهر وعي وإدراك من أسهم وساعد وسلّح وأفتى وهلَّل وكبَّر لهذه الجماعات التي لم تبقِ على بريء أو تحفظ عهد نجاة لأحد في المخيَّمين.


كانت حركة "فتح" تتخيَّل واهمة أن الخطوط الحمر يجب أن ترسم أمنًا وسلامًا ووئامًا لأهلنا وأخوتنا في المخيّمات. الخطوط الحمر ترسم استقرارًا وتخفيفًا للمعاناة القاسية عن كاهل شعبنا في مخيم عين الحلوة وسواه، لا أن ترسم هذه الخطوط عوائق في وجه الشرعية الشعبية والتمثيلية لهذا الشعب الطيب والمناضل. 


بئس زمن جنَّت فيه بوصلات الأقربين والأبعدين، حتى وصل الأمر إلى تسمية ما جرى ويجري في عين الحلوة بأنه "اقتتال داخلي" وبأن "محاربة الإرهاب" تهمة كالتي وجَّهها أبو مرزق إلى حركة "فتح". 


ملاحظة- وطبعًا ليس للتماثل ولا للتبرير، بل للتوضيح فقط لا غير: سقط في قطاع غزة أكثر من سبعمئة شهيد لحركة "فتح" خلال انقلاب حماس إعدامًا وسحلا في الشوارع ومن على السطوح. ومثلهم أو أكثر من الذين قتلوا في المواسم التي اختارتها حماس لتصفية حساباتها مع هذه الجماعة وتلك العائلة...

فيما القريب والبعيد يبسط كفيه تحت رأسه وينام نوم النعام، تبًا لك أيها الزمن الذي تتجنّد فيه وسائل إعلام مختلفة وأبواق وذباب على أنواعه وعمائم ولحى لتسويق الجماعات الإرهابية في مخيم عين الحلوة وفي إدانة وتخوين حركة "فتح" التي تدافع عن شعبها وشرعيتها.


على الرغم من وقوفها وحيدة في معركة تطهير المخيم من الإرهابيين ومسوّقيهم الخبثاء، سوف تبقى هذه الحركة الكبيرة وسوف تنتصر.