أحسن عدد من أعضاء "الحركة الدّيمقراطيّة" في البلاد، عربًا ويهودًا، ومنهم الصّحافيّ البارز تميم أبو خيط بنشرهم في هذا الأسبوع على "الواتساب" مقاطع باللغة العبريّة من مقابلة خطيرة مثيرة مع الوزير الكبير الفاشيّ بتصلئيل سموطرتش أجرتها معه الصّحافيّة المعروفة رفيت هخط في العام 2016، قبل ان يتوزّر، لصحيفة "هآرتس"، دعا فيها إلى "نكبة ثانية تصاحبها مجازر" كما حدث في العام 1948 في دير ياسين والطّنطورة والدّوايمة وغيرهنّ، ونظرًا لعلوّ كعب هذا الوزير اليمينيّ الفاشيّ في حكومة الانقلاب السّلطويّ التي تعمل جاهدة على وأد السّلطة القضائيّة والمتنفّس الدّيمقراطيّ وحلم السّلام والمساواة، وبناءً على ما بدأنا نلمسه في الأيّام الأخيرة من برنامجه العنصريّ الفاشيّ، وجدتُ من المفيد أن أذكّر القرّاء والقارئات، وذكّر إن نفعت الذّكرى، ببعض ما تفوّه به معالي وزير الماليّة، الذي اقتنص المسؤوليّة عن الضّفّة الغربيّة المحتلّة من وزارة الحربيّة وضمّها إلى كنفه، ولا يهم إذا ما كان هذا القنص أو الاقتناص رغمًا عن أنف شريكه وسيّده أو عن طيب خاطره فرئيس حكومة إسرائيل هو ابن أبيه المؤرّخ اليمينيّ المتطرّف التّوسّعيّ، والثّمرة لا تسقط بعيدًا عن الشّجرة.

يؤمن سموطرتش كما صرّح في اللقاء الصّحفيّ بما ورد في "سفر يشوع" الحربيّ الدّموي الذي يقول في الآية 3 منه "كلّ موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته" وأضيف أنا: الحمد لله أنّ الطّائرات والصّواريخ لم تكن موجودة في زمن يشوع بن نون وإلاّ لقال غير ذلك، وهذا سيزعل عندئذ م.ب.س وصحبه من كازابلانكا إلى المنامة.

وكي يفهم من لا يفهم، ويعرف من لا يعرف يوضّح سموطرتش أنّ يشوع أرسل لأهل فلسطين ثلاث رسائل واضحة أولها: من أراد أن يعترف بالأمر الواقع ويخضع لسلطتنا فليخضع ويبقى عبدًا لنا، وثانيها: من أراد أن يرحل فليرحل كما حدث في النّكبة، وأمّا الرّسالة الثّالثة فمن أراد أن يحارب فليحارب، وسوف نحاربه ونهزمه كما فعلنا في العام 1948 ولن تكون أيدينا مقيّدة، (أي سنفعل ما نشاء). هذه ثلاثة دروب ولا رابع لها. ويتوعّد سموطرتش كلّ ولد فلسطينيّ يرجم حجرًا بأن يصرعه بالرّصاص، ويؤكّد أنّ السّلطة الفلسطينيّة جسم يشجّع الإرهاب ويجب إسقاطها بل على حكومة إسرائيل أن تدعها تسقط وحدها، وأمّا رئيس السّلطة الفلسطينيّة، أبو مازن فهو عدوّ ومحرّض وليس شريكاً.

هذا نزر يسير من الدّرر السّموطرتشيّة الذي توعّدنا بها قبل سبع سنوات، قبل أن يكون وزيرًا كبيرًا ومقرّرًا في حكومة إسرائيل، وقبل أن يكون مسؤولاً عن القدس والضّفة الغربيّة والنّقب والجليل، وقبل أن يكون مسؤولاً عن الاستيطان، وقبل أن يشرع بتحقيق حلمه "بترنا للفلسطينيّين حلم الدّولة الفلسطينيّة".

ورأيتُ فيما يرى النّائم أنّ معالي الوزير أرسل حرسه القوميّ إلى إحدى المدن العربيّة فقتلوا من قتلوا من أهلها وطردوا الباقين إلى وراء النّهر، وعندئذ صدرت بيانات احتجاج بليغة من سكرتير هيئة الأمم المتّحدة ومن الجامعة العربيّة ومن الاتّحاد الأوروبّيّ ثمّ ساد الصّمت.

ولمّا صحوت قرأتُ المعوذتين والفاتحة وتساءلت: هل هناك حجّة لمن لا يشارك في هذه المظاهرات ضدّ حكومة قررت أن تسلبنا حقّنا من فتات الدّيمقراطيّة!؟

لمن نشكو أمرنا إذا بقينا على الهامش؟!

 

المصدر: الحياة الجديدة