أحيت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح" في بيروت يوم الشهيد الفلسطيني وفاءً لدماء شهداء الثورة الفلسطينية، وفي مقدّمهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وشهداء اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومطلقي الطلقة الأولى، بمسيرة طلابية وكشفية حاشدة انطلقت من أمام جامع الخاشقجي وصولاً إلى مثوى شهداء الثورة الفلسطينية عند مستديرة شاتيلا، تلاها مهرجان حاشد في مثوى الشهداء، اليوم الأحد ٨-١-٢٠٢٣.

 

وتقدّم المشاركين سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات وأعضاء قيادة الساحة، وقنصل دولة فلسطين في جدة محمود الأسدي، وأمين سر حركة "فتح"-إقليم لبنان وأعضاء الإقليم، وقادة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، ومسؤول هيئة التنظيم والإدارة في لبنان، وقيادات حركة "فتح" في بيروت ومخيماتها، ومسؤول رعاية أسر الشهداء والجرحى في لبنان، واللجان الشعبية، إلى جانب ممثلي المؤسسات والجمعيات والهيئات والروابط اللبنانية والفلسطينية، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومشاركة مركزية واسعة للكشّافة والطلاب من المخيمات الفلسطينية كافةً، وحشد فتحاوي وشعبي من مخيمات بيروت.

 

وأضاء السفير دبور وأبو العردات والمشاركون شعلة الشهداء، ووضعوا إكليلاً من الورد على النصب التذكاري للشهداء باسم السيد الرئيس محمود عبّاس، وبِاسم منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" ومؤسسة رعاية أسر الشهداء.

 

بدأ المهرجان بقراءة سورة الفاتحة المباركة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية والأمتين العربية والإسلامية، تلاها النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح". 

 

وقال السفير دبور في كلمة له: "لقد حوّلتنا "فتح" إلى فدائيين، وانطلقت من رحم المعاناة إلى مرحلة جديدة وحدت الشعب على الهدف الأساسي بتثبيت الهوية الوطنية وعدم القبول بالواقع المفروض والتعايش معه، والخروج من حالة اللجوء والضياع إلى حالة النضال والكفاح، فصنعت من المستحيل حقيقة وأصبحت نموذجًا لكل أحرار وثوار العالم". 

 

وأضاف: "نقف الآن أمام أضرحة الأكرم منا جميعًا، الشهداء الأوائل لنحيي ذكرى الشهيد الفلسطيني، وبهذه المناسبة ومن مخيمات اللجوء والصمود نبرق للشهيد الحي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأخ كريم يونس أحد مشاريع الشهادة الذي اختار طريق الأحرار وأعلن موقفه الواضح الملتزم بقضيته العادلة وبعدم التنازل عن حق شعبنا الفلسطيني في وطنه ومقدساته بأن السماء لنا والماء لنا والأرض لنا شاء من شاء وأبى من أبى، والترحيب به في موقعه النضالي الجديد بعد خروجه من معتقلات حكومة الاستبداد الصهيونية التي تعتقد أنها تستطيع من خلال عدوانها المستمر على شعبنا ومقدساتنا والقتل المتعمد الذي يرقى إلى إرهاب الدولة المنظم وتقييد أبناء شعبنا بالسلاسل أن تُطفئ لهيب الثورة المشتعل داخل الكل الفلسطيني، فلا القتل ولا الاعتقال ولا الإجراءات العقابية ترهب شعبنا البطل". 

 

وتابع السفير دبور: "وأمام هذه التحديات التي تواجهنا، فإننا باسم شعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان ندعو الكل الفلسطيني للاستجابة لدعوة الرئيس محمود عبّاس لحوار وطني فلسطيني شامل لنتصدى مجتمعين للمخاطر التي تواجه قضيتنا ولنسير موحدين لتحقيق أهدافنا بالاستقلال والعودة، وكما واجهنا بعزيمة الثوار كل المراحل الخطرة التي مررنا بها بصمودنا وثباتنا على ثوابتنا الوطنية وحققنا الإنجاز تلو الإنجاز وفاجأنا عدونا بأساليب نضالنا المعتمدة على الحق المشروع للشعوب المحتلة أوطانهم والذي كفلته القوانين والشرائع الدولية". 

 

وقال السفير دبور: "ونحن هنا في لبنان نؤكّد حرصنا على تعزيز وتطوير العمل الفلسطيني المشترك في الساحة اللبنانية والحفاظ على مصالح شعبنا ومخيماتنا وترسيخ أواصر الأخوة وتجسيدها، ولنعمل معًا على تطوير علاقاتنا الأخوية اللبنانية الفلسطينية لما فيه خير ومصلحة لبنان وفلسطين، ففلسطين وطننا والقدس عاصمتنا والعودة حقنا". 

 

وأضاف: "في هذا اليوم العظيم في ذاكرتنا، نقفُ ونعاهد شعبنا والأكرم منا جميعًا الشهداء بالاستمرار بالثورة حتى النصر، وعهدنا الالتزام بالمبادئ والأهداف التي انطلقت لأجلها الثورة التي وُجِدَت لتبقى وتنتصر. ومن هذا المكان الطاهر أحييكم أبناء شعبنا الوفي لالتزامكم بقضيتكم واستنهاض الروح الثورية النضالية العالية التي نتوارثها جيلاً بعد جيل لتستمر الثورة". 

 

وختم السفير دبور : "عهدنا للقائد الرمز سيد الشهداء أبو عمار ورفاقه الميامين البقاء أمناء على القسم لفلسطين، متمسكين بحقنا في وطننا وبنضالنا وكفاحنا لاستعادة حقوقنا، والتحية والمجد للشهداء الأكرم منا جميعًا وللأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم وآخرهم الأخ القائد ناصر أبو حميد، والتحية لجنرالات الصبر أسرانا البواسل، وحتمًا سينكسر قيد السجان… 

(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)

صدق الله العظيم

عهدنا ثورة حتى النصر، والمجد للثورة".