أصيب عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب اليوم الجمعة، جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع وتعرضهم للضرب، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات مناهضة للجدار والاستيطان، ودعما للمصالحة الوطنية.

وتركزت المسيرات في قرى بلعين ونعلين والنبي صالح بمحافظة رام الله، وفي المعصرة بمحافظة بيت لحم، وفي يطا وبيت أمر بمحافظة الخليل، وفي كفر قدوم بمحافظة قلقيلية.

ففي قرية بلعين غرب رام الله أصيب، اليوم الجمعة، عشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، إثر قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الأسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، ودعما للمصالحة الفلسطينية.

وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي القرية ونشطاء سلام إسرائيليين، ومتضامنين أجانب.

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، وصور الأسير الناشط أشرف أبو رحمة، مرددين الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى، والحرية لفلسطين.

ورحبت اللجنة الشعبية في بلعين باللقاء الذي تم بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل، معربة عن أملها بأن يكون هذا اللقاء فاتحة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأكدت اللجنة ضرورة تفعيل وتعميم المقاومة الشعبية السلمية، ومشاركة كافة فصائل العمل الوطني والمؤسسات المجتمعية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي قرية المعصرة ببيت لحم أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق اثر قمع قوات الاحتلال للمسيرة الاسبوعية.

وافاد رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافطظة بيت لحم، حسن بريجية، ان جنود الاحتلال قاموا بقمع المسيرة اثناء توجهها لجدار الضم، مستخدمين القنابل الغازية، ما اوقع عددا بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز .

ونظم المشاركون اعتصاما القيت فيه كلمات باركت جميعها خطوة التصالح الفلسطيني والاجتماع الذي عقد في مصر بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، مؤكدين ان هذا جاء في الوقت المناسب لافشال كل المحاولات المغرضة لضرب الصف الفلسطيني الواحد .

وفي خربة الفقرة جنوب الخليل أدى عشرات المواطنين، صلاة الجمعة، فوق أنقاض مسجد 'المفقرة' جنوب شرق يطا، ونصبوا خياما في الموقع احتجاجا على قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم المسجد وعدد من مساكن المواطنين في تلك المنطقة.

وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة يطا راتب الجبور إن الفعاليات والقوى الوطنية والرسمية في يطا أدت صلاة الجمعة في خربة المفقرة تضامنا مع سكانها واحتجاجا على هدم منزل الخربة وبعض مساكنها.

وأوضح أن اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة يطا، نصبت ثلاثة خيام في منطقة المفقرة بدعم من وزارة الدولة لشؤون الاستيطان.

وأضاف الجبور أن الفعالية تأتي في سياق التأكيد على رفض سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تستهدف المناطق القريبة من التجمعات الاستيطانية، والمحاذية لجدار التوسع العنصري، من أجل تعزيز صمود المواطنين فوق أراضيهم في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه.

من جانبه، قال مدير عام المشاريع في وزارة الدولة لشؤون الاستيطان محسن غوشه إن 'الاحتلال يهدم ونحن نبني مرة أخرى، للتأكيد على تمسكنا بهذه الأرض التي هي من حقنا وورثناها عن أجدادنا'.

من جهته، دعا خطيب الجمعة أحمد دبابسه القيادة وقادة الفصائل الوطنية والإسلامية بالعمل السريع على إنهاء ملف الانقسام، وتحقيق الوحدة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الذي لا يفرق بين أحد، ويواصل سياسة التجريف والاقتلاع للنيل من صمود وعزيمة أبناء شعبنا.

وحاول جنود الاحتلال الذين تواجدوا في المنطقة منع المواطنين من نصب خيامهم فوق أنقاض المسجد الذي هدمته سلطات الاحتلال، أمس الخميس.

وفي كفر قدوم بقلقيلية اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المئات من المشاركين في المسيرة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان التي تنظمها حركة فتح احتجاجا على سياسة التوسع الاستيطاني التي تتبعها حومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة، والمطالبة بفتح الشارع الرئيسي المغلق للقرية منذ سنوات.

وكانت المسيرة التي انطلقت بعد صلاة الجمعة بمشاركة نشطاء سلام من منظمات دولية مختلفة ومتضامنين إسرائيليين، قد جوبهت بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي مما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين بينهم أطفال بحالات الاختناق، وجرى علاجهم من قبل طواقم الهلال الأحمر ميدانيا.

من جانبه، أكد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية والمنسق الإعلامي للمسيرات مراد اشتيوي، أن سياسة المماطلة التي تتبعها حكومة الاحتلال في التعامل مع قضية الشارع المغلق للقرية ما هي إلا امتداد لسياسة التطرف العنصرية التي تبديها هذه الحكومة في جميع قضايا شعبنا الفلسطيني، مشيرا إلى أن المسيرات ستستمر وستتصاعد في الأيام القادمة حتى يتم إنهاء كافة أشكال الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية.

وجدد اشتيوي الدعوة للقيادة بكافة مستوياتها إلى إبراز ما يعانيه المواطنون من كفر قدوم إعلاميا  بسبب الاستيطان وبسبب استمرار إغلاق المدخل الحيوي للقرية الذي يربطها بكافة محافظات الوطن.