اختتم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق سدر، وأمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" دوّاس دوّاس، مشروع (برمج من أجل القدس)، الممول من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، والذي نفذ من خلال مؤسسة منتدى العلماء الصغار.

وحضر حفل الاختتام وكيل مساعد للشؤون التعليمية أيوب عليان، ممثلا عن وزارة التربية والتعليم، ورئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية يوسف عصفور، ومؤسس منتدى العلماء الصغار وليد ديب، ورئيس مجلس إدارة المنتدى فالح أبو عرة، إضافة للمدربين والمشاركين في المشروع، وذلك في قاعة الجامعة العربية الأمريكية في ضاحية الريحان.

وهنأ سدر الناجحين في امتحانات الثانوية العامة، مستغلا هذه المناسبة لتوجيه الدعوات للطلبة الناجحين بضرورة التوجه للتخصصات التكنولوجية وذات الاهتمامات العالمية والمستقبلية، من أجل تلبية سوق العمل والارتقاء باسم فلسطين بالطريقة التي تليق بها محليا وإقليميا ودوليا، وذلك عبر توظيف هذه التكنولوجيا لخدمة قضايانا الوطنية وعلى رأسها مدينة القدس.

وأشاد بما قدمه الطلبة المشاركين من اهتمامات وطنية وابتكارات، مؤكدا استمرار دعم الوزارة لهذه الأنشطة التي جاءت استكمالا لمشروع مليون طفل فلسطيني مبرمج الذي لاقى نجاحا مميزا.

ودعا إلى محاربة روايات النقيض الاحتلالي عبر تعزيز التكنولوجيا في أذهان الأطفال الفلسطينيين وتعليمهم لغة البرمجة حتى تكون حافزا لهم بالمستقبل للبحث أكثر في هذا المجال، خاصة محاربة مضايقات الاحتلال ومحاولاته لمحو الرواية الوطنية ومحاولة بث الفرقة ما بين أبناء الشعب الواحد، مهنئا كافة المشاركين على ما أنجزوه ومعبرا عن فخره بهذا الحضور الشاب والمبتكر.

من جانبه، أشاد دوّاس بالجهود الوطنية المشتركة ما بين الوزارات والمؤسسات الشريكة، والتي بذلت في سبيل إلحاق الطلبة الفلسطينيين بالركب العالمي وتزويدهم بمهارات القرن الـ21 من خلال تدريبهم على استخدام تكنولوجيا البرمجة، الأمر الذي يعزز الرواية الفلسطينية والمحتوى الفلسطيني بالمشاريع المقدمة، بالإضافة للتأكيد على الحضور والتفوق الفلسطيني في كافة مجالات واهتمامات المجتمع الدولي الجديدة والمتطورة.

وأعرب دوّاس عن شكره وتقديره لمنظمة "الإيسيسكو" على تمويلها لهذا المشروع الذي جاء استكمالا للنشاطات الناجحة لمبادرة "مليون طفل فلسطيني مبرمج" والتي تهدف إلى ربط الأطفال اليافعين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس مع بعضهم البعض عن طريق برنامج تكنولوجي متكامل، يعزز المهارات التكنولوجية والقيم الوطنية الفلسطينية، بالذات في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم بشكل عام، والشعب الفلسطيني على وجه التحديد، بسبب ما يمارس ضده من مؤامرات واعتداءات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ودخولنا كما العالم في موجة من انعكاسات جائحة كورونا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، والتي تم اختيار الفائزين فيها عن طريق لجنة مشتركة قامت بتقييم المشاريع بطريقة مهنية وفقا لمعايير محددة.

من جانبه، أشار عليان إلى أن الضغوطات تجاه القدس هدفها واضح ويتمثل بإخراجها من الرواية الفلسطينية، وإننا بحاجة إلى أشخاص مبرمجين وليس من تم برمجتهم لخدمة أهداف الاحتلال، ليقوموا بإعادة رسم هذه الرواية بالطرق التكنولوجية المتاحة عبر العالم، ليكونوا قادرين على برمجة حياتهم وبرمجة حياة الآخرين وفقا لما تستدعيه المصلحة الوطنية الفلسطينية أولا، مشيدا بالحضور الواسع من الإناث في هذه الأنشطة الذي يدل على مستقبل تبنيه المرأة الفلسطينية وتنقله كما كانت دائما من جيل إلى جيل، ليتم التأسيس لمبرمجين صغار يكونوا جاهزين لمرحلة ما بعد التلقين التي تسعى لها الوزارة.

من ناحيته، أعرب أبو عرة عن شكره وتقديره لكل الشركاء القائمين على هذا المشروع، موضحا أن المنتدى يرتكز على التفكير الناقد والتعليم والاستنتاج من أجل النهوض بالمجتمع والوطن، في ظل حملات متعددة الأطراف تحاول النيل من القدس الشريف وكافة مكونات الوعي والإدراك الفلسطيني، وتأتي هذه البرامج والمشاريع لتكريس الهوية الوطنية والاعتزاز بها من خلال أداة التكنولوجيا الفاعلة، والتي سيتم نشر قضيتنا العادلة من خلالها، وهذا ما عكسته مشاريع الطلبة المشاركين في المشروع عبر المواقع التي تم تصميمها لخدمة هذه الأهداف.

 

ويهدف هذا المشروع إلى تدريب المشاركين على الأدوات التكنولوجية الحديثة ومعززات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز وتأكيد الرواية الفلسطينية والمحتوى الفلسطيني في المشاريع المقدمة، ونشر الثقافة والوعي التقني والتكنولوجي لدى الطلبة بالمدارس، من أجل تعزيز مهارات القرن الواحد و العشرين لدى الأطفال وتدريبهم على برمجة الكمبيوتر، واستهدف المشروع 150 طفلا من الفئة العمرية (12-14) عاما من كلا الجنسين، بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، للمساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية المرجوة وتعزيز القيم الوطنية الفلسطينية من خلال عمل مشروع هادف وشامل هدفه الرئيسي التركيز على القدس في ظل كافة عمليات التهويد والطمس.