تقرير: أسيل الأخرس

يحيي الفلسطينيون اليوم في الخامس والعشرين من تموز من كل عام يوم الزي الفلسطيني، استنادًا إلى قرار السَّيد الرئيس محمود عباس في الأول من آب 2018 باعتبار هذا اليوم يومًا للزي الفلسطيني.

ويهدف اعتماد يوم الزي إلى الحفاظ على تاريخ الآباء والأجداد، وصوناً له من السرقة والتهويد الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث تنظم في هذا اليوم المسيرات الحاشدة في كافة أنحاء المحافظات الفلسطينية، يرتدى فيها بعض المشاركون رجالاً ونساءً، شباباً وأطفالاً، الزي الفلسطيني، ويرفعون الأعلام الفلسطينية واللافتات الداعية إلى صون هذا الإرث التاريخي وحمايته من الاندثار، كما تنظم المعارض التراثية والمهرجانات التي تشارك فيها فرق الفلكلور الشعبي.

والزي الفلسطيني هو أحد أهم الركائز الأساسية التي تشكل الهوية الثقافية الفلسطينية، والشاهد على والوجود الفلسطيني الممتدة جذوره على هذه الأرض منذ العهد الكنعاني. ووفقًا لاعتقاد المؤرخين، فلقد وجدت بعض الصور والرسومات التي طرزت بها ملابس ملكات الكنعانيين "ثوب الملكـة" على نفس أشكال التطريز الموجودة حاليًّا، ومما يَلفت الانتباه في معظم أثواب النسـاء الفلسـطينيات، تلك النجمـة الثُمانيـة، وهي النجمـة الكنعانيـة التي تعود بجذورها إلى 4500 سـنـة قبل الميلاد، وكانت هذه النجمـة تُمثل "إلـه الخصوبـة" عند أجدادنا الكنعانيين؛ ولعل من أشـهر النجوم ذات الرؤوس الثمانيـة نجمـة "بيت لحم" التي تعرفها نسـاؤنا الآن باسـم "عرق القمر".

فالزّي الفلسطيني حامل للهوية الثقافية الفلسطينية وشاهد على التاريخ الفلسطيني، ويمتاز التراث الفلسطيني بتنوعه إلى حدود لا توصف من الشغف والخيال، فكل ثوب خصوصًا في الأزياء النسائية يمثل منطقة جغرافية يختلف في طريقة خياطته وتطريزه وقماشه عما هو موجود في منطقة جغرافية مجاورة لها.

وتحظى الأثواب الفلسطينية، باهتمام عالمي متزايد، وتنشط مؤسسات فلسطينية، ونساء فلسطينيات، وأجنبيات إلى ترويج الأثواب الفلسطينية، على مستوى عالمي، حيث يزداد الطلب على المطرزات التي تعود إلى زمن الكنعانيين.

ورغم التقارب في الأزياء التراثية الفلسطينية من حيث مضمونها يبقى لكل منطقة بصمتها الخاصة التي تمتاز بها عن غيرها من المناطق الأخرى. وقد تتباين هذه الأزياء من حيث أسعارها بحسب نوع القماش والخيط المستخدم وطريقة التصنيع؛ فالثوب المشغول يدويًا، وبالرغم من ارتفاع ثمنه، ما زال هو المفضل ويرضي رغبات النسوة لارتدائه في المناسبات الوطنية والخاصة.

وأصبحت الكوفية البيضاء المقلمة بالأسود اليوم، رمزًا وطنيًا لنضال الشعب الفلسطيني؛ ولذلك أصبح لهذا الزي دور كبير في التعبير عن موقف مرتديه. وقد كان الشهيد الرمز ياسر عرفات يرتديها في كل الأوقات وأصبحت صورته بالكوفية رمزًا يعرفه كل العالم وارتبطت به كارتباط القضية الفلسطينية باسم الشهيد الراحل.