محمود أبو عبية

مثل المؤتمر التاسع لفلسطينيي الاغتراب، نافذة للمغتربين في المهجر على وطنهم فلسطين، من خلال كونه فرصة لهم في معايشة معاناة شعبهم على أرض الوطن، ورؤية واقعية للحياة في فلسطين عن كثب بعيدا عن الروايات التي تصلهم.

وفي هذا السياق، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن الجهود المبذولة لإنجاح المؤتمر التاسع لفلسطينيي الاغتراب تلقى كل تقدير واحترام، معبرا عن الاعتزاز بالفلسطينيين أينما يكونون، مشيرا إلى أن فلسطين تعيش في قلب كل فلسطيني، مهما كان بعده عن وطنه وتبقى فلسطين في القلب.

وأكد الشيخ في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الذي عقد أمس في بلدية رام الله، أن الرواية الفلسطينية هي الباقية من جيل إلى جيل، وأن عمر الاحتلال على أرض فلسطين هو أقصر مما يعتقد البعض، وأنه سيرحل وستنتصر فلسطين على الظلم بشعبها، حتى في ظل هذا العالم  الذي لا يعتمد ولا يرتكز على الحق والعدل، وأن النصر حتمي طالما بقي الحق مزروعا بقلوبنا وعقولنا.

من جهتها، أعربت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام عن سعادتها في المؤتمر التاسع لفلسطينيي الاغتراب، موجهة التحية لكل من ساهم في الإعداد له، لما لهذا المؤتمر من دور كبير في ربط المغتربين بوطنهم  فلسطين.

وأشارت إلى أن استمرارية هذا المؤتمر تنفي مزاعم الاحتلال بأن الكبار يموتون والصغار ينسون، حيث أن معظم المشاركين في المؤتمر هم من الجيل الخامس للمغتربين، ومع ذلك يبقى ارتباطهم أصيلاً بأرض وطنهم فلسطين.

من جانبه، أكد رئيس لجنة الجاليات والمغتربين في المجلس الوطني الفلسطيني، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أسامة القواسمي، أهمية المؤتمر لكي يرى أبناء فلسطين المغتربون معاناة شعبنا بكل تفاصيلها عن قرب بسبب ممارسات الاحتلال تجاهه، بعيدا عن ما ينقل من خلال الفضائيات والإعلام المضلل في الغرب.

وأضاف إنها فرصة للأجيال الجديدة من المغتربين لرؤية الوجهين المشرقين لفلسطين، وجه الحضارة والنضال والعطاء والتضحية، ووجه البناء الذي يأتي من إيمان القيادة الفلسطينية أن من أهم ركائز المقاومة هو تعزيز صمود المواطن الفلسطيني من خلال البناء والتطوير.

من ناحيتها، قالت نائب المدير التنفيذي لمؤسسة "اعرف تراثك" فاتن شلباية، إن البرنامج والمؤتمر السنوي للمغتربين يهدف إلى وصف الظروف الحالية للشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال وكيف يعيش، وتطوير التعاون والروابط بين الفلسطينيين حول العالم، إضافة إلى تحديد دور الشباب في فلسطين والشتات في بناء دولة فلسطين الجديدة.

وأضافت شلباية أن البرنامج يهدف أيضا إلى تعزيز معرفة مندوبي مؤسسة "اعرف تراثك" بهويتهم وثقافتهم وتاريخهم وتقاليدهم الفلسطينية، وتحسين فهمهم للبيئة الاقتصادية الفلسطينية والمشهد السياسي والهياكل الاجتماعية، والتأكد من أن الفلسطينيين في الشتات يشعرون بأنهم متصلون بفلسطين، من خلال خلق روابط وبناء علاقات بينهم وبين أولئك الذين يعيشون في فلسطين، إضافة لتزويد الشباب بالمهارات والأدوات اللازمة للبقاء على اتصال مستمر مع أقرانهم وجذورهم وتراثهم ووطنهم، والعمل كسفراء للسلام، جعل المولد الفلسطيني والاصل الفلسطيني حقيقة، ليس فقط بالروح ولكن أيضًا على الأرض.

بدورها، أعربت المتحدثة باسم وفد المغتربين جنيفر سابا عن سعادتها لوجودها في وطنها فلسطين، موجهة الشكر لمؤسسة "اعرف تراثك" التي استطاعت جمع الفلسطينيين من أنحاء العالم على أرض فلسطين، ما أتاح للمغتربين فرصة مشاركة قصة فلسطين مع العالم بعد رؤيتها عن قرب من أرضها.

يشار إلى أن برنامج القيادة "اعرف تراثك" (KTH) تأسس عام 2011 في إطار مؤسسة الأرض المقدسة المسيحية المسكونية (HCEF)، وفي عام 2017 بناء على نجاح KTH انتقل البرنامج إلى منظمة قائمة بذاتها، تعمل على جعل الحق الفلسطيني المولد حقيقة ليس فقط في الروح وإنما على أرض الواقع.

وتضم "اعرف تراثك" أكثر من 300 خريج من 20 دولة و5 قارات، بما في ذلك: أستراليا، كندا، تشيلي، كولومبيا، الدنمارك، السلفادور، فرنسا، غواتيمالا، هندوراس، إيطاليا، الأردن، نيكاراغوا، قطر، إسبانيا، والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، وتتزايد هذه الأرقام كل عام.