بسم الله الرحمن الرحيم
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، صدق الله العظيم
تسليمًا وإيمانًا بقضاء الله وقدره، وببالغِ الحزنِ والأسى، تنعى قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - إقليم لبنان إلى شعبنا المناضل في الوطن والشتات وإلى جماهير أُمّتنا العربية والإسلامية القائد الوطني الكبير الشهيد د.زهير يوسف العلمي الذي توفاه الله اليوم الإثنين في ٢٨-٣-٢٠٢٢ في بيروت، بعد مسيرةٍ نضاليةٍ طويلةٍ حافلةٍ بالعطاء والتضحيات في سبيل قضيتنا وشعبنا.
نودّع اليوم قائدًا وطنيًا ورجلاً من رجالات الوطن أفنى حياته في الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني والنضال من أجل الحرية والاستقلال، وأدى دورًا فاعلاً على مدار مسيرته النضالية وعبر مختلف المهام والمراتب التنظيمية التي شغلها والتي جسّد من خلالها خير نموذج على التفاني والإيثار والتمسك بثوابتنا الوطنية والوقوف على قضايا شعبنا لتحسين واقعهم الحياتي والحد من معاناتهم.
فقد التحق الشهيد د.زهير يوسف العلمي في ريعان شبابه بالحركة الكشفية، ونشط أثناء دراسته الجامعية داخل اتحاد طلبة فلسطين في القاهرة، وشارك مع ياسر عرفات وصلاح خلف في تمثيل الطلبة الفلسطينين في مؤتمر الطلاب العالمي في براغ بتشيكوسلوفاكيا عام ١٩٦٥، وشهد مرحلة تأسيس حركة "فتح"، وكان أحد كوادرها الأوائل، ونشط في استقطاب المزيد من العناصر لحركة فتح من بين الطلبة الفلسطينيين والعرب إبان دراسته في الولايات المتحدة، وانتخب عضوًا في المجلس الثوري لحركة "فتح"، وعضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٧٠ ورئيسًا لمجلس إدارة الصندوق القومي الفلسطيني في العام نفسه، وشارك في إجراء كثير من الاتصالات بين حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية وبعض الدول العربية.
وإلى جانب دوره النضالي، قدّم الشهيد العلمي الدعم المالي للمشاريع الخيرية لصالح أبناء شعبنا في فلسطين وخارجها، ودعم عددًا من المشاريع الإغاثية والتنموية وإعادة الإعمار في قطاع غزة.
وتقديرًا لمسيرته النضالية وتاريخه الوطني المُشرّف منذ البدايات الأولى لثورة شعبنا الفلسطيني، قلّد فخامة رئيس دولة فلسطين السيّد الرئيس محمود عبّاس د.زهير يوسف العلمي وسام نجمة القدس عام ٢٠١١.
وإذ نتقدَّم في قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان بأصدق مشاعر التعزية والمواساة لقيادتنا الفلسطينية ممثّلةً بالرئيس محمود عبّاس، ولعائلة الفقيد ورفاق دربه، ندعو المولى عزَّ وجل أن يتغمَّدَه بواسع رحمته، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصّدّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقًا.
سيُصلّى على جثمانه الطاهر بعد صلاة ظهر يوم غد الثلاثاء الموافق ٢٩-٣-٢٠٢٢ في جامع الخاشقجي في بيروت، وسيوارى الثرى في جبانة الشهداء.
(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وإنَّها لثورةٌ حتّى النّصر
قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها